هل يكفي أن تَحُجَّ أم لابد أن .... ؟.
ـ[محمد عادل عقل]ــــــــ[11 Nov 2010, 06:20 م]ـ
المقال التالي وصلني عبر البريد من مجموعة القاسم فيه الكثير من النقاط التي تحتاج الى تجلية وتوقف وقراءة
واليكم المقال الذي أصفه بالجرئ والمتوازن في آن
هل يكفي أن تَحُجَّ أم لابد أن .... ؟
بقلم: الشيخ سليمان الدويش
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا محمد , وعلى آله وصحبه أجمعين , ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
ففي الوقت الذي يبيع فيه بعض المسلمين أغلب مايملكون , وينفقون أغلب ماكانوا يجمعون , طمعاً في بلوغ هذا البيت العتيق , وأداء فريضة الحج , نجد فئاماً من المنتسبين إلى الإسلام قد بيَّتت نواياها للإفساد , وأعدَّت عدتها للاستغلال الرخيص , وهم في هذا بين مُقِلٍّ ومُستَكْثِر , فمنهم من يتربص مجامع الناس ومواطن ازدحامهم ليلقي بينهم مايتمنى أن يجعلهم جثثاً هامدة , بغية القضاء عليهم من جهة كونهم على غير نحلته الفاسدة , أو إحراج هذا البلد الذي شرَّفه الله بخدمة مقدسات المسلمين من جهة أخرى , ليتسنى له المطالبة بتدويل الحرمين , ولينشر بعد ذلك مايحلو له من أفكار مصادمة لعقائد المسلمين , وهذا كما وقع في أعوام سابقة من عصابة مفسدة , كثيراً ما كانت تنادي بالموت لأمريكا وإسرائيل , وما رأيناها تقتل غير المسلمين الموحدين.
ومنهم من يندس بين الناس مستغلا انشغالهم وغفلتهم , ومستفيداً من ثقتهم وعفويتهم , وربما من خشوعهم وتضرعهم , حيث يمارس في ظل هذه الظروف أبشع أنواع الإيذاء والاعتداء , إما بسرقة مال , أو باعتداء على عرض , وهذا من أعظم الإلحاد والإفساد , ومن أسوأ المسالك وأخطرها , وهو فوق مافيه من قطع طريق هؤلاء الضعفاء , وتعريضهم للمسألة والذل , إضافة لمالاقوه من ذل العوز , والتخلص من غالب مايملكون , ففيه تشويه لسمعة الإسلام في نفوسهم , وربما تكذيب بعضهم لهذا الدين العظيم , كونهم قديغيب عنهم فهم مدلولات النصوص , التي يأخذونها في الغالب على ظاهرها , أو يبنونها على تصورات واعتقادات ليست سليمة ولا دقيقة.
ومنهم من يستغل جهل كثير من الحجاج بنشر بعض المعتقدات الخاطئة , أو الأفكار المخالفة , أو يدعوهم إلى تنظيمات منحرفة , أو يستغل عاطفتهم الدينية , ونخوتهم الإيمانية , فيطلب منهم الدعم والتبرع لجهات مشبوهة , أو منظمات أو جمعيات منحرفة , وربما غلَّف دعوته بغلاف كاذب , أو أخفاها خلف ستار المراوغة , أو انتحل صفة مغايرة لصفته الحقيقية , أو ادَّعى تمثيل جهات رسمية , أو خيرية مأمونة , وذلك ليحتال من خلال مايجده من الثقة والحمية والعاطفة.
ومنهم من يجد في حاجة الحجاج , ومايلقونه من عناء , أو مايجهلونه من واقع الحال , يجد في ذلك وغيره فرصة لإشباع نَهَمِهِ , وتحقيق أطماعه الدنيوية , غير آبهٍ بمحتاج أو ضعيف أو منقطع , ولسان حاله يقول: أنا , وغيري للطوفان.
ومنهم من يجلب معه سلعاً يبيعها , وهذا مما لا اعتراض عليه , وهو مما أباحه الله تعالى , لكن الخطورة تكمن في كون بعض السلع مما له تعلُّق في الصحة والعلاج , مما قد يصلح لشخص دون آخر , ولاتخضع غالباً لفحص طبي , أو توصية من مختص , وهذا مما ينخدع به البسطاء كثيراً , وربما تلقوه بالقبول والاستحسان , وهم لايعلمون أنه قد يكون من السموم القاتلة , أو له من الأعراض الجانبية أضعاف مايريدون علاجه من الأمراض.
ومنهم من يتلقَّف الحجيج للتضليل عليهم ومخادعتهم , وذلك بدعوى تمكينهم من زيارات الأماكن الأثرية كما يزعمون , ويتنقَّل بهم لأماكن لا مشروعية في زيارتها , ولا تعلُّق لها بالحج , لكن جهل أولئك الحجاج , وغش هؤلاء المضللين , كانا وراء هذه الأخطاء المتكررة , والهدف منها تحصيل الأموال , وقد يصاحبها أحياناً هدف بدعي , الغاية منه تعظيم هذه الآثار , وإيجاد عبادات ما أنزل الله بها من سلطان.
¥