تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قراءات فاحصة عن المشروع الفذّ العظيم للإمام الفلسفي طه عبدالرحمن

ـ[خسرو النورسي]ــــــــ[13 Oct 2010, 08:49 ص]ـ

نظرة في مشروع الدكتور طه عبد الرحمن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عباس أرحيلة

محاضرة ألقيت بمقر منتدى الحكمة للمفكرين والباحثين بتاريخ 11 مارس 2006

محاور المقال:

أولا: موقف د. طه من التبعية والتقليد

ثانيا: مشروع د. طه: أو حق الاختلاف في التفلسف أو كيف نخرج من نفق التبعية والتقليد؟

ثالثا: مظاهر التجديد في مشروعه

رابعا: لماذا المواجهة وحق الاختلاف؟

خامسا: مشروع جريء إلى أبعد الحدود

سادسا: بأي شيء يختلف د. طه عن غيره من أهل الفكر؟

سابعا: ما هي قيمة هذا المشروع؟

ثامنا: لماذا تغافل أهل التفلسف عن هذا المشروع؟

تمهيد:

تعددت مشاريع الحلول وتنوعت للخروج من أنفاق التبعية

على امتداد القرن العشرين، وخاصة في النصف الثاني منه، وعقدت المؤتمرات والندوات، وتنوعت الكتابات لتحليل أسباب التأخر، والكشف عن إشكالات الخلل في العقل العربي، وأسباب تخلفه في الدفع بالنهوض في معترك العصر. وما تزال آلاف الأوراق تُسوَّد يوميا؛ تُشخص المشاكل وتُقدم الحلول وتقترح البدائل وترسم المسارات في ضوء ما جد من مناهج. وَتقدَّمَ أعلامُ الفكر في الوطن العربي بعشرات المشاريع للخروج من التخلف، وولوج عالم الحداثة، ومع الأيام لم يتحقق شيء من تلك المشاريع.

لقد لقيت الأمة الإسلامية في الثلث الأخير من القرن الماضي عنتا شديدا من جراء أوضاعها، ولحقها من اليأس والإحباط ما زاد من ضياعها وتيهِها.

وتكشَّفَ، خلال هذه الحقبة، ارتهانُ الشرق لحضارة الغرب الحديث في كل مجالات الحياة؛ وتبعيتُه له اقتصاديا وسياسيا وثقافيا. ومن تبعات تلك التبعية وقوع كثير من أهل النظر والإبداع في الفكر العربي الحديث في تقليد الحداثة الغربية تقليدا أضَّر بإنسانيتهم وهويتهم الحضارية، وجعلهم يُفكرون على مقاسات غيرهم، ويضعون الحواشيَ على أفكار انتُزعت من سياقات لا تمت لواقعهم بصلة إلاّ على سبيل التمحّل والرغبة في التقليد.

وأقدم فيما يلي مشروعا فلسفيا شع خلال الثمانينيات من القرن العشرين في المغرب الأقصى.

وهي مرحلة استأسدت فيها الحداثة في ديار أهل الإسلام، وترسخت التبعية فيهم.

وهو مشروع أوقفه صاحبه – في تقديري -

على أربعة محاور:

أولها:

تجديد النظر في حقيقة الإسلام، وإعادة العزة والشموخ للفكر الإسلامي في المرحلة الراهنة.

وثانيها:

إنشاء نظرية تكاملية للتراث يتم من خلالها تقديم منهج جديد في تقويم التراث، وهو منهج يُعتبر – في عمقه - مواجهة لأصحاب المشاريع الداعية والساعية إلى إعادة قراءة التراث العربي في ضوء المناهج الغربية الحديثة.

ثالثها:

مراجعة قضية الفلسفة باعتبارها أكبر بوابة تسربت منها أنماط التفكير في قضايا الإنسان في العصور الحديثة.

رابعها:

وضع رؤية منهجية تطبيقية تضاهي الفكر الغربي الحديث، وتُعيد النظر في مقولاته وطروحاته، وتفتح آفاقا جديدة للنظر في أوضاع العالم الإسلامي.

والمشروع في جملته – وهو ما يزال في طور الاكتمال -

يُقدم للفكر الإسلامي الحديث

(وليس من المبالغة في شيء أن أقول للفكر الإنساني الحديث)،

ما به يتم الخروج من نفق التبعية الذي افتقدنا فيه ملامح وجودنا، ومن نفَق الارتهان لفكر أزرى بحقيقتنا الإنسانية، وعرَّضنا لمزيد من التلاشي والضياع.

والحقيقة الساطعة في هذا المشروع أن صاحبه يضع، بكل اقتدار وخبرة خطةً منهجية عملية تُمكن المتفلسف العربي من الإقلاع عن التبعية، وتؤهله لأن يُحقق أمرين:

أولهما: أن يأتي بما يستشكله هُوَ - باعتباره مفكراً حرّاً - من واقعه وتراثه وهويته،

وثانيهما: أن يُبدع ما به يُضاهي ما لدى غيره من أفكار ونظريات.

وصاحب هذا المشروع هو الدكتور طه عبد الرحمن: وهو

أستاذ المنطق وفلسفة اللغة

بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة محمد الخامس بالمغرب، حاصل على دكتوراه السلك الثالث من جامعة السوربون سنة 1972 ببحث عنوانه (رسالة في البُنى اللغوية لمبحث الوجود)، ثم على دكتوراه الدولة من الجامعة نفسها سنة 1985 بأطروحة عنوانها (رسالة في منطق الاستدلال الحجاجي والطبيعي ونماذجه).

وهو أستاذ زائر بعدة جامعات مغربية،

وعضو في كثير من الهيئات والجمعيات الفلسفية في العالم،

وعضو محكم ومستشار في عدد من المجلات العلمية.

له عدة مساهمات في كثير من المؤتمرات العلمية.

وهو رئيس (منتدى الحكمة للباحثين والمفكرين) الذي تأسس في المغرب بتاريخ 9مارس 2002 (منتدى يضم أساتذة جامعيين من مختلف الجامعات المغربية، وله انفتاحات على الجامعات العربية وغيرها).

والدكتور طه عبد الرحمن أحد مؤسسي اتحاد كتاب المغرب، وهو من خبراء أكاديمية المملكة. حاصل على جائزة المغرب في العلوم الإنسانية لسنة 1988 على كتابه:

" أصول الحوار وتجديد علم الكلام "

ولسنة 1995 على كتابه:

" تجديد المنهج في تقويم التراث ".

من أعماله:

العمل الديني وتجديد العقل (1989)

فقه الفلسفة،

اللسان والميزان أو التكوثر العقلي (1998)

سؤال الأخلاق، مساهمة في النقد الأخلاقي للحداثة الغربية (2000)

الحق العربي في الاختلاف الفلسفي (2002).

فماذا عن مشروع الدكتور طه عبد الرحمن؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير