[د. نعيمان لما أخذنا للموت]
ـ[محمد عادل عقل]ــــــــ[26 Oct 2010, 12:11 م]ـ
خطبة الموت
ومن الاشياء الجميلة التي مرت بي برفقته خطبة جمعة القاها أخي نعيمان على مسامعنا في مسجد الصحابي عثمان بن عفان رضي الله عنه، الذي اصبح اماما وخطيبا رسميا له في فترة التسعينات.
تلك الخطبة التي لاتنسى، ولم يكن موضوعها جديداعلينا، لاننا كفلسطينيين نتذوق طعمه كل وقت وكل حين، كانت خطبة"الموت" علامة فارقة في عمل أخينا نعيمان في وزارة الاوقاف.
خطبة ما سمعت مثلها قط في حياتي، أخذت منا القلوب والالباب، وجعلت معظم من حضر تلك الجمعة يجهش بالبكاء وكأننا في بروفة لما سيصير عليها حالنا لحظة فراق هذه الدنيا الفانية.
انتزعنا نعيمان من وهدة الاستغراق في ملذات الدنيا وانشغالاتها وكأنني به يقول للجميع: انشغلوا بهادم اللذات ومفرق الجماعات، انشغلوا بالحقيقة لا بالوهم أنفع لكم عند الله وعند لحظة السؤال"وقفوهم انهم مسؤولون".
يا الله
انتحب أغلبنا وكأننا نسمع بالموت أول مرة.
وحشرجنا وكأننا نسينا أن خاتمة الخلائق موت يودي بنا اما الى جنة واما الى نار.
هزتنا خطبة الموت لنعيمان من الاعماق بعدما أرحنا انفسنا من مشقة التفكير بالمعاد.
أذهلتنا الحقيقة التي غيبناها عن أنفسنا لنعافس الازواج والاولاد، ونرتهن الى جمع الاموال ومتاع الحياة.
خطبة الموت تلك وضعتنا أمام حقيقة انفسنا التي كان زادها قليل قبل الرحيل
كانت ذكرى ألجمتنا للحظات وكأننا نسمع عن الفراق والحساب أول مرة.
كانت الدموع التي سكبت نقطة البداية لمن أراد ان يذكر او أراد شكورا،
ونقطة تحول لمن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن.
ونقطة انطلاق لمن أراد الجنة وما قرب اليها من قول وعمل.
كانت خطبة الموت تلك أبلغ في أنفسنا من كثير من المواعظ المباشرة التي لا تحس في كلماتها حياة، ولا في قائلها أثر لما قاله ورآه.
انتهت الخطبة بسلام
هرع رواد المسجد ومحبو نعيمان اليه ليطمأنوا عليه وهو الذي انهكته الخطبة أكثر من السامعين وأثرت فيها لدرجة أن ساقيه لو تقويا على حمله وهو النحيل الضئيل اللحم والشحم ... رأيتهم وكأنهم يواسونه في مصاب جلل ألم به، وهو جلل.
رأيت حبهم له وحدبهم عليه، وأشهد انني ما رأيت رواد مسجد يحبون امامهم بمثل ما أحبوا نعيمان، ولا يحترمون خطيبهم بمثل ما يحترمون أبي مصعب ويقدرونه ويثقون به، لانهم يعرفونه العابد الزاهد الكريم الصدوق، الذي يصلهم كما لو كانوا أرحامه، ويشاركهم الافراح والاتراح، ويعود مريضهم، ويقيل عثرة من عثر منهم، ويشد أزرهم كما لو انهم أهله وخلانه.
بالطبع تلك المشاركات كنا نشارك نعيمان بها من خلال لجنة المسجد التي ترعى شؤون المسجد وتصل أهل الحي في مناسباتهم.
أعرف أن هذا الكلام لا يروق لاخي وقرة عيني نعيمان وهو الذي أرسل لي يرجوني ان لا اثني عليه فيما ساكتب لاحقا، لكنني لم أقدر أن استجب لرغبة تبعدني عن القول الحق فيه.
ـ[عبدالله جلغوم]ــــــــ[28 Oct 2010, 06:49 ص]ـ
خطبة الموت
أعرف أن هذا الكلام لا يروق لاخي وقرة عيني نعيمان وهو الذي أرسل لي يرجوني ان لا اثني عليه فيما ساكتب لاحقا، لكنني لم أقدر أن استجب لرغبة تبعدني عن القول الحق فيه.
قد قلت حقا وصدقا، فما من أحد عرف هذا النعيمان إلا أحبه، وما من أحد سمع به إلا وتمنى أن يعرفه. اللهم متعه بالصحة والعافية والأمن في الدارين، واحفظه من كل سوء، وبارك له في عمره ورزقه وأصحابه، وجنّبه نوائب الأيام وعثراتها.
بارك الله فيك وفي اخيك.
ـ[محمد عادل عقل]ــــــــ[28 Oct 2010, 11:36 ص]ـ
شكر الله لك يا استاذنا جلغوم
وانت ممن احبهم النعيمان وجاء على ذكرك أمامي مرات ومرات
وأذكر ذلك مذ كنا معا في صجيفة اللواء لمؤسسها الاستاذ حسن التل رح1 رحمة واسعه وغفر له وأسكنه فسيح جنانه
ـ[تيسير الغول]ــــــــ[28 Oct 2010, 12:59 م]ـ
شكر الله لك يا استاذنا جلغوم
وانت ممن احبهم النعيمان وجاء على ذكرك أمامي مرات ومرات
وأذكر ذلك مذ كنا معا في صجيفة اللواء لمؤسسها الاستاذ حسن التل رح1 رحمة واسعه وغفر له وأسكنه فسيح جنانه
وأنا أشهد على ذلك يا استاذ عبد الله. وهو الذي حببني اليك أكثر وأكثر
ـ[محمد عادل عقل]ــــــــ[28 Oct 2010, 01:21 م]ـ
¥