تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[رغم المشقة , قل: سأعود يا عرفات!!]

ـ[بنت اسكندراني]ــــــــ[14 Nov 2010, 04:15 م]ـ

[رغم المشقة , قل: سأعود يا عرفات!!]

يسر الله لي الحج عندما كنتُ في الصف الأول ثانوي , وكان الحج بمثابة صدمة لي , فهو ليس كما توقعتُ وتخيلتُ , فقد خرجتُ للحج أمنّي نفسي برحلة ترفيهية , قد تشبه التخييم في البر مثلا , إلا أن حجم الجهد الذي بذلته , والإرهاق الذي لازمني , هو ما صدمني وألجمني وفاق تصوري.

وفي نهاية حجتي تلك أعلنتها جلية داخل نفسي: الحمد لله الذي جعل الحج جهاد المرأة , وفرضه علينا مرة واحدة في العمر , فإن كتب الله لي طول حياة فلن أعود لهذا الحجم الهائل من المشقة مخيّرة أبدا!!.

ومرتِ السنون , وشاء الله أن أخرج مع أحد محارمي لتوصيل أقارب لنا من المدينة إلى مكة , ليلة عرفة , فيسّر الله لنا دخول مكة , على عكس ما توقعنا , حتى أنزلناهم على بلاط الحرم المكي.

ولا أخفيكم شعرتُ حينها باشتياق يتصاعد داخلي للحج. وتفاجأتُ ونحن نولي مدبرين عائدين إلى ديارنا , بصرخة أطلقها مرافقي , اهتزت لها جنبات السيارة , فلتفتُ أرقبه وهو يقول:

(والله إنه لحرمان!! أن نصل إلى بلاط الحرم ثم نعود بلا حج ... والله إنه لحرمان ,

والله لئن كتب الله لي عمرا لأكونن مع الحجيج في العام المقبل بإذن الله).

لقد قالها والحزن يقطر من فيه , رغم أنها ثاني أو ثالث حجة يتأخر عنها في حياته , فو الله علمتُ حينها أن الحرمان الذي يقصده إنما هو بذنب سوء نيتي في حجتي الأولى , فظللتُ ألوم نفسي وأعاتبها.

فلما كان الحج من العام القادم , وإذا بالحجيج قد فارقوا ديار المصطفى صلى الله عليه وسلم , فبدتْ بعدهم خالية , كان من بينهم محرمي ذاك , وقد وفقه الله فأبر بقسمه , وبقيتُ بعده أمام شاشة التلفاز أتجرع مرارة الحرمان وحدي , وأنا أرقب الحجيج في منى وهم متشوقون للوقوف بعرفة في صباح الغد. تنهمر مدامعي حزنا على حالي , فأخفيها عمن حولي. وحين قلّبتُ القنوات لعلي أشغل نفسي عن تعذيبها , إذ بالشيخ عبد المحسن الأحمد يبكي وهو يتحدث حديثا عذبا مؤثرا ـ بأسلوبه الرقيق ـ عن الشوق إلى عرفات , فزادني ألما على ألم , وانهمرت أدمعي دون توقف. وأعلنتها توبة نصوحا عما حاك في نفسي من الإثم في ذلك الوقت , وحين شعرتُ بالإرهاق نهضتُ استعدادا للنوم , وأنا أوصي إخوتي بإيقاظي وقت السحور , عازمة على صيام عرفة.

وبينما نحن كذلك إذ بِطلَّة والدي الحبيب تشرق علينا , فيقول بابتسامة عريضة محببة:

من يشجعني منكم لنكون غدا مع الحجيج في صعيد عرفة؟؟

حينها توقف قلبي وكاد ينخلع من بين أضلعي , لم أعي ما يقول , صرختُ ... فرحتُ ... بكيتُ ... لا أجزم بما حدث وقتها , غير أنها كانت سعادة لا حد لها , ولا قوة لي على ضبط مشاعري حين تلقيتها. ولا أظن مدادي سيوفيها حقها.

وبالفعل منّ الله علينا ويسر لنا التلاحم مع وفود الرحمن في صعيد عرفات قبيل عصر ذلك اليوم المبارك

وإذا بها حجة رائعة , تلذذتُ فيها بكل تعب ومشقة , وظللتُ ألهج فيها بحمد الله على ما يسر لي في آخر اللحظات ,

ولم أحرك قدمي من الصعيد الطاهر إلا وقد أعلنتُها بقوة:

(سأعود يا عرفات , سأعود ... بإذن الله)

أسأل الله أن ييسر لي ولكم ولكل مشتاق حجة مقبولة في القريب العاجل بإذن الله.

وفقنا الله وإياكم لطاعته

ـ[محمد عادل عقل]ــــــــ[14 Nov 2010, 04:44 م]ـ

اللهم آمين

وأسال الله ان يكتب لك أجر النية كاملة

وأسال الله أن ييسر لي وللمسلمين أمثالي حجة الاسلام التي لم أتشرف بادائها

لأن المنادي لم ينادي على رأي اخوتنا السودانيين

وألاسباب في الحقيقة خارجة عن ارادتي

كما يقولون في عالم الصحافة عندما تمنع مطبوعة من الصدور

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير