تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

نحن لا نقلل من شأن أهل العلم أياً كان جنسهم وبلدهم لكن أن يتحول العلم الشرعي إلى وسيلة للمفاخرة بالجنس والعرق فهذا منبوذ شرعا وعقلا، وكان الأولى بك الترفع عن حظوظ النفس والدفاع حمية عن بني جنسك، ولو أنك ناقشت أصل الفكرة لصلح حالك ولوجدت التأييد، ولكن على نياتكم ترزقون، عفا الله عنا وعنك.

الأخ الكريم: خالد الناصر وفقك الله.

صدقتَ وبررتَ في أنَّ المفاخرةَ بالعرقِ والجنسِ اتكاءً على التقدُّمِ في العلمِ مذمَّةٌ والفتى من يقول ها أنا ذا , ومن اعتمدَ على تاريخِ آبائهِ أحرجهُ واقعُ نفسهِ وأبنائهِ ما لم يسلكْ مسالكهم.

و بغضِّ النَّظر عن أسلوب الشيخ إبراهيم وما حصل في موضوعيه السابقِ واللاحقِ من مدٍّ وجزرٍ , إلا أنَّ من المذموم أيضاً أن تتحوَّلَ سُنَّةُ الله وحكمتهُ في قسمِ المعايشِ ورفعهِ الناسَ بعضهم على بعضٍ درجاتٍ أداةً للنيلِ من أعراضِ أناسٍ لو تهيَّأ لأحدهم موقعٌ أو صحيفةٌ لما احتاجَ من يحمي عرضَهُ الذي أقْرى به الشيخُ عايضُ زوارَ الشرق الأوسطِ , وإذا استحضرنا ذلك وجدنا حمِيَّةَ الشيخ إبراهيم لبني جنسِهِ مشكورةً مأجورةً إن شاء الله , فالشيخ عايض تناول مسألتينِ لا صلة لهما ببعضهما (النَّقد لمنهجية حفظِ المتون - السخرية والاستهزاء والتعريض والتعييرُ بالفقر ونحول الجسد اللذين ليس لهما دافعٌ من الله) , وهذه الأخيرةُ لم يعهدها النَّاسُ إلا من ممثلي طاش ومَن دونهم, أمَّا مشاهيرُ الدعاةِ ومواضع ثقةِ المسلمينَ كالشيخ عايض فلم يُعرف عنهم إلا النهيُ عن السخرية كما نهى الله تعالى عنها عباده, وما على من تناول أحدَ شقَّي هذا الموضوع بردٍّ أو تعقُّبٍ من سبيلٍ.

خُصوصاً إذا أنصفنا من أخذتهُ الحميَّةُ وقد تمثَّلَت لهُ سُخريةُ الشيخِ ريشةَ رسامٍ ماهرٍ يرسم صورة أبيه أو جدهِ ليضعها كاريكاتيراً يستخرجُ به ضحك المشاهدين والقراء , وأنَّهُ يخشى من أتباعِ الشيخِ ومقلديهِ أكثرَ من خشيته من هذه الزَّلَّة إذا تحوَّلَ هذا الأسلوبُ سُنَّةً تُحاكَى تعبيراً عن الإعجابِ بالشيخِ في أسلوب هذا المقال , ولكي لا يكونُ منهجُ السخرية بالشعوبِ والغافلينَ والعُلماءِ المنقطعينَ عن العالمِ التقانيِّ برُمَّتهِ دُولةً بين المُستَكتَبينَ من محبيهِ والمُستَنِّينَ بسُنَّته.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير