وفي دقائق سيتم ذبح الوالي!!!!!
ولما توجه الحلاق إلى قصر الوالي أدركه الارتباك، إذ كيف سيقتل الوالي
إنها مهمة صعبة وخطيرة، وقد يفشل ويطير رأسه .. !
ولما وصل إلى باب القصر رأى مكتوبا على البوابة: (فكر قبل أن تعمل!!)
وازداد ارتباكاً، وانتفض جسده، وداخله الخوف ( http://www.wasit.net/test11/index.php) ، ولكنه جمع نفسه ودخل
وفي الممر الطويل، رأى العبارة ذاتها تتكرر عدة مرات هنا وهناك:
(فكر قبل أن تعمل!) (فكر قبل أن تعمل!!) (فكر قبل أن تعمل!!) .. !!
وحتى حين قرر أن يطأطئ رأسه، فلا ينظر إلا إلى الأرض، رأى على البساط نفس العبارة تخرق عينيه .. !!
وزاد اضطرابا وقلقا وخوفا، فأسرع ( http://www.wasit.net/test11/index.php) يمد خطواته ليدخل إلى الحجرة الكبيرة،
وهناك رأى نفس العبارة تقابله وجهاً لوجه!! (فكر قبل أن تعمل!!)!!
فانتفض جسد ه من جديد، وشعر أن العبارة ترن في أذنيه بقوة لها صدى شديد!
وعندما دخل الوالي هاله أن يرى أن الثوب الذي يلبسه الوالي مكتوبا عليه:
(فكر قبل أن تعمل!!) ..
شعر أنه هو المقصود بهذه العبارة، بل داخله شعور بأن الوالي ربما يعرف ما خطط له!!
وحين أتى الخادم بصندوق الحلاقة الخاص بالوالي، أفزعه أن يقرأ على الصندوق نفس العبارة:
(فكر قبل أن تعمل) .. !!
واضطربت يده وهو يعالج فتح الصندوق، وأخذ جبينه يتصبب عرقا ( http://www.wasit.net/test11/index.php)
وبطرف عينه نظر إلى الوالي الجالس فرآه مبتسما هادئاً، مما زاد في اضطرابه وقلقه .. !
فلما هم بوضع رغوة الصابون لاحظ الوالي ارتعاشة يده
فأخذ يراقبه بحذر شديد، وتوجس، وأراد الحلاق أن يتفادى نظرات الوالي إليه
فصرف نظره إلى الحائط، فرأى اللوحة منتصبة أمامه (فكر قبل أن تعمل!) .. !!
فوجد نفسه يسقط منهارا بين يدي الوالي وهو يبكي منتحبا، وشرح للوالي تفاصيل المؤامرة!!
وذكر له أثر هذه الحكمة التي كان يراها في كل مكان، مما جعله يعترف بما كان سيقوم به!!
ونهض الوالي وأمر بالقبض على قائد الحرس وأعوانه، وعفا عن الحلاق ..
وقف الوالي أمام تلك اللوحة يمسح عنها ما سقط عليها من غبار
وينظر إليها بزهو، وفرح وانشراح، فاشتاق لمكافأة ذلك العجوز، وشراء حكمة أخرى منه!!
لكنه حين ذهب إلى السوق وجد الدكان مغلقاً، وأخبره الناس أن العجوز قد مات ( http://www.wasit.net/test11/index.php) !!
= =
انتهت القصة .. ولكنها عندي ما لم تنته .. بل بدأت بشكل جديد، وفي صورة أخرى.!
سألت نفسي:
لو أن أحدنا كتب هذه العبارة مثلا:
(الله يراك .. الله ينظر إليك .. الله قريب منك .. الله معك .. يسمعك ويحصي عليك .. )
كتبها في عدة أماكن من البيت
على شاشة جهاز الكمبويتر مثلاً
وعلى طاولة المكتب،
وعلى الحائط الذي يواجهه اذا رفع رأسه من على شاشة الحاسوب
وفوق التلفاز مباشرة يراها وهو يتابع ما في الشاشة!!
وعلى لوحة صغيرة يعلقها في واجهة سيارته
وفي أماكن متعددة من البيت، وفي مقر عمله ... !!
(الله يراك .. الله ينظر إليك .. الله قريب منك .. الله معك .. يسمعك ويحصي عليك .... )
(الله يراك .. الله ينظر إليك .. الله قريب منك .. الله معك .. يسمعك ويحصي عليك .. )
بل لو أن هذه العبارة لكثرة ما فكر فيها، وأعاد النظر فيها،
استقرت في عقله الباطن، وانتصبت في بؤبؤ عينيه، واحتلت الصدارة في بؤرة شعوره
وتردد صداها في عقله وقلبه، حيثما حملته قدماه، رآها تواجهه .. ونحو هذا ..
(الله يراك .. الله ينظر إليك .. الله قريب منك .. الله معك .. يسمعك ويحصي عليك .. )
أحسب أن شيئا مثل هذا لو نجح أحدنا فيه، سيجد له اثراً بالغا في حياته
واستقامة سلوكه، وانضباطاً في جوارحه، وسيغدو مباركا حيثما كان ( http://www.wasit.net/test11/index.php)