وتبين المجلة أن أمريكا والعالم الغربي يسعيان للتمكين للصوفية في بلاد المسلمين على حساب أصحاب المنهج السلفي؛ لأن هذا- كما يقولون- يساعد على الانسجام مع المنظومة الدولية، إضافة إلى قابلية الخضوع للقوانين والمعايير المتعارَف عليها دولياً، كما أن التمكين للصوفية يساعد على مواجهة المد السلفي وإعاقته ووضع العراقيل أمامه.
وتؤكد المجلة أنه على الصوفيين أن يستيقنوا أن مراد أمريكا هو تبديل الإسلام وتغييره؛ وليس البحث عمَّا يفيد أمة المسلمين وينفعها، وأن ما تُظهِرُه من وُدٍّ أو تقدير للصوفية ليس حباً فيهم، بل ما هو إلا كحبة القمح التي يضعها الصياد في فخه، فإنه لم يضعها بقصد إطعام العصافير الجائعة؛ بل ما وضعها إلا لاصطيادها بها، ثم يجعلها بعد ذلك وليمة شهية لأهله وأصحابه، من قبل أن تتمكن هذه العصافير المخدوعة من التقاط حبة القمح.
وفي عددها الجديد يتناول الدكتور عبد الرحمن سلوم الرواشدي "الأبعاد الإستراتيجية والإجرائية للاحتلال الأمريكي في تقسيم العراق" محاولاً الإجابة على سؤال مفاده: ماذا بعد الانسحاب الأمريكي؟ حيث يقول "إن قراءتنا المستقبلية للمشروع الصهيوأمريكي الرامي إلى تقسيم العراق بعد الانسحاب التدريجي للقوات الأمريكية المحتلة وصولاً إلى الانسحاب النهائي- ولو بعد حين-، وبالتالي سيبقى مشروع تقسيم العراق قائماً وإن انسحبت القوات الأمريكية من العراق نتيجة ضربات المقاومة العراقية، وستبقى الولايات المتحدة الأمريكية والصهيونية العالمية ترعى وتدعم هذا المشروع سواء كان ذلك بصورة مباشرة ضمن سياسة إعادة الانتشار التي أبرمتها الإدارة الأمريكية مع حكومة المالكي، أو بصورة غير مباشرة من خلال أذرعها وأذنابها الذين ستمكن لهم من التسلط على الحكم في العراق، فالعراق وإن كان اليوم في أضعف مراحله السياسية والعسكرية والأمنية؛ لكونه محتلاً ومخترقاً وتتولى إدارته حكومة هزيلة ذليلة متشظية ذات ولاءات خارجية ومصالح فئوية وشخصية؛ إلا أن إمكانية عودته إلى قوته لن تستغرق وقتاً طويلاً إذا ما تولت السلطة فيه قيادة عراقية مستقلة وموحدة وحريصة على تحقيق مصالح شعبها والحفاظ على سيادته وهويته العربية والإسلامية".
ويضيف الدكتور الرواشدي "إن رفض مشروع التقسيم لا يتعارض مع حرص القوى العراقية الصادقة على العناية والاهتمام بالمناطق السنية التي لا تزال تعاني إهمالاً وتهميشاً وتضييقاً وتجهيلاً وعوزاً ونفوذ النفعيين فيها، والمطالبة بحقوق أبنائها التي انتهكتها قوات الاحتلال والحكومات الطائفية، والمحافظة على هويتها وعقيدتها وقيمها المهددة من قبلها، بل جعله أحد الخيارات البديلة- وإن كان بعيداً- إذا ما تطور العنف أو تجددت الحرب الأهلية لا قدر الله، وذلك كله وفق سنن الله تعالى في الأفراد والجماعات والصراع بين الحق والباطل. إن التهديد بالتقسيم لا ينبغي أن يدرج بوصفه ورقة ضغط في مقايضة القوى الرافضة له، وينبغي أن يجلى لدعاته حقيقة الأهمية الإستراتيجية الآنية والمستقبلية لمناطق وسط العراق وغربه وشماله، أو ما يطلقون عليه الإقليم السني، فضلاً عن أهميته في الحفاظ على الهوية الإسلامية لأهلها ولأجيالهم".
ويكشف المحلل السياسي الباحث أمير سعيد "أبعاد الدور الإيراني بعد انسحاب الأمريكيين من العراق"، ويكتب نواف الرفدي عن "المسؤولية الاجتماعية للشركات: ضرورة اقتصادية" حيث موضحا أن المسؤولية الاجتماعية للشركات أصبحت ضرورة اقتصادية لهذه الشركات إلى جانب كونها ضرورة إنسانية تمليها المسؤولية الأدبية لأيِّ كيان يعيش في بلد من البلاد، ومعتبرا أنها من هذه الزاوية تجمع بين الحسنيين: الربح المادي، وتحمُّل مسؤولية المجتمع؛ ابتغاءً لمرضاة الله عز وجل، وعملاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثلُ الجسد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".
أما هشام منور فيكتب عن "بعد محاولات تهويد القدس .. تهويد النقب في السياسة الصهيونية الرسمية"، حيث يذكر أن عدد عرب النقب يبلغ 85 ألفاً، وأن الحكومات الإسرائيلية سنت 18 قانوناً خاصاً لمصادرة أراضي عرب النقب، كما أقامت عبر التاريخ العديد من اللجان الحكومية التي فاوضتهم على حلول وسط، بعضهم قبلوا بذلك ورضخوا، وغالبيتهم رفضوا، موضحاً أن قضيتهم رفعت إلى مجلس الأمن القومي لكونهم يشكلون خطراً على الأمن القومي لإسرائيل، كما ترى الحكومات الإسرائيلية، ومضيفاً أنه بعد أن قامت الأخيرة بهدم 480 قرية عربية في فلسطين عام 48، أقدمت على هدم حوالي 10 آلاف بيت عربي حتى الآن، كما أن هناك اليوم في فلسطين 48 نحو 250 ألف فلسطيني ممن أصبحوا لاجئين داخل الوطن، يسكنون في بلدات مجاورة لبلداتهم المهدومة.
وفي العدد رؤيتان عن الدور التركي: الأولى بعنوان (تركيا .. "ما بعد" أسطول الحرية) للسنوسي محمد السنوسي، والثانية للدكتور باسم خفاجي عن "تركيع تركيا: الغرب وإثارة تهمة إبادة الأرمن", فيما يكتب خالد عقدة عن "حكم الأخذ بالمرجوح"، أما رائد فيكتب عن " شكل الحكومات المقبلة وخيارات المقاومة المستقبلية".
وفي "البيان" حوار مع رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية يقول فيه:"إن المطلوب عزل الاحتلال وليس التفاوض معه، وإن أي مشاريع تهدف إلى تقويض المشروع الفلسطيني مرفوضة، وإن المفاوضات المباشرة التي تُدشن اليوم في أروقة البيت الأبيض تعد خرقاً للإجماع الوطني وغير ملزمة للشعب الفلسطيني، ومن ثم فإن مصيرها الفشل كسابقاتها؛ لأنها لا تصب في مصلحة شعبنا الفلسطيني، وإنما تصب في مصلحة الاحتلال وحلفائه في المنطقة".
ويقول إسماعيل هنية "نحن لا نريد أن نُخدع من الأطراف ذاتها، ونُلدغ من الجحر ذاته مرة أخرى، فقد لُدغ الشعب الفلسطيني من مدريد إلى أوسلو إلى واي ريفر، وإلى غيرها من الاتفاقيات السابقة والظالمة. كما أن التفاوض مع الاحتلال يعطيه الغطاء لاستمرار حصاره للقطاع واستيطانه في الضفة الغربية".
http://www.sabq.org/sabq/user/news.do?section=5&id=15787
وتشتمل المجلة إضافة إلى ذلك على العديد من الموضوعات الأخرى، والزوايا والأبواب الثابتة.