تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

رابعًا: وقفة مهمة مع النساء على طريق عائشة:

هذه بعض مرويات أم المؤمنين ( http://www.nos7.com/vb/showthread.php?t=67997)- رضي الله ( http://www.nos7.com/vb/showthread.php?t=67997) عنها ( http://www.nos7.com/vb/showthread.php?t=67997)- في الصحيحين، ولو وقفنا عليها شرحًا وتعليقًا، لاستغرق ذلك وقتًا طويلاً، ولكن حسبنا أن نرى علمها، وفقهها، وتحرِّيها في روايتها عن حبيب قلبها النبي محمد - صلى الله ( http://www.nos7.com/vb/showthread.php?t=67997) عليه وسلم.

ألاَ فلْتفقه النساءُ فقه عائشة، ألاَ فلْتعلم النساء علم عائشة، ألاَ فلتسلُك نساؤنا طريق عالمة بيت النبوة، ولْتخطُ نساؤنا نحو المعالي؛ لنرى منهن حافظات القرآن، حافظات السُّنة، فقيهات العلم والفُتيا، ألا فلتجعل النساء قولَ الله ( http://www.nos7.com/vb/showthread.php?t=67997)- تعالى -: ? وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا ? [الأحزاب: 34] قائدًا لهن نحو الخيرات والمعالي، ودليلاً للهداية والرحمة والإيمان.

كم نأسف على كثير من نسائنا وبناتنا، وهن مستغفَلات مستغربات عن مبادئ الشريعة والإسلام! وكم نأسف لتلك الصورةِ المتردِّية المؤلمة لواقع المرأة المسلمة اليوم! لقد كانت المرأة في الجاهلية الأولى من سقط المتاع، لا كرامةَ لها توزَن بها إنسانيتها، لا وزن ولا اعتبار؛ لأنَّها شيء قليل حقير، لا مكانة لها؛ لأنَّها ليست كالرجال، لا سلطانَ لها؛ لأنَّها ليست صاحبة القرار، لا ملكية لها؛ لأنها مملوكة وما ملكتْ، لا حرية؛ لأنها أمَة مستعبَدة، لا اختيار؛ لأنها تحت إمرة سيدها، لا تصرفَ؛ لأنها لا تملك شيئًا، متاعٌ لكل من أراد، شهوةٌ لكل طالب لذة في الحرام أو في الحلال سواء، أمَة تباع في أسواق النخاسة والعبيد، ذليلة حسيرة كسيرة، تُوْأَد حيةً بالقتل والدفن بين الحفر والرمال، وبين أحضان العواصف الهائجة في تخوم الجبال، وما كان لها من شأن إلا بقايا من دين إبراهيم - عليه السلام - أو مروءة الرجال ... إلى آخر ذلك من الذل والهوان، وهذه هي امرأة الجاهلية الأولى وبنتها.

أما الإسلام، فقد غيَّر مجرى تاريخ المرأة، وصاغ بناء شخصيتها بناءً جديدًا فريدًا، حقًّا أقول: لقد وُلدت المرأة في دين الإسلام مولدًا جديدًا طاهرًا، لقد رفعها الإسلام، وصان لها كرامة إنسانيتها؛ لأنَّها مخلوقة كالرجل، ومن الرجل، وللرجل، سواء بسواء، كما قال - تعالى -: ? يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ? [النساء: 1]، وقال - تعالى -: ? وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ ? [النحل: 72]، وقال - تعالى -: ? وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ? [الروم: 21]، وفكَّ الإسلام قيود الجاهلية من الذلِّ والاستعباد لها، وقدَّم لها الحرية في حدود الشريعة، التي رسمها الله ( http://www.nos7.com/vb/showthread.php?t=67997)- تعالى - وتحفظ لها كرامتها وأنوثتها وإنسانيتها.

ولا أدلَّ على ذلك من نساء بيت النبوة، ومن نساء الصحابة والأنصار، اللواتي رفعن الهمم، وسابقنَ الرجال نحو الخيرات والمعالي، فنلن النصيبَ الأوفر من الإيمان والهداية والعلم، فخرج منهن الفقيهات، والعالمات، والقانتات، والعابدات، والصالحات، والزاهدات.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير