تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

تقول زيغريد هونكه الالمانية صحابة كتاب شمس الله تسطع على الغرب:" وبعد ان كانت إسبانيا التي فتحها العرب منذ عام 711م وظلوا طوال ثمانية قرون يحكمونها،بروح الإسلام، والحكم المتسامح الذي لامثيل له (لاحظ أن هونكه بقيت حية حتى القرن الواحد والعشرين) ورضيت بوجود المسيحيين واليهود، بل وفوق ذلك أتاحت لهم حق ممارسة وحماية ديانتهم، وأقامت بالاتفاق السلمي، بل وبالتعاون في مختلف الوجوه، أقامت معهم أكثر نظم الحكم ثراء وازدهارا في القارة الأوروبية، ثم جاءت محاكم التفتيش الدموية مع الغزاة المسيحيين وأحرقت أتباع محمد صلى الله عليه وسلم بالآلاف، بل واضطهدت وطردت حتى أولئك الذين تنصروا بالعشرات" (الإبل على بلاط قيصر لزيغرد هونكه ص 16)

ان في الإسلام تسامحا يراعى وجود الآخرين، ويرفع الاكراه عن الناس اجمعين حتى لو كانوا مجوسا ولقد كان هذا هو عمل الاسلام في عالمه المتحقق كما قالت زيغريد هونكه في كتابها "الإبل على بلاط قيصر"- واستشهدت على ذلك بالآية الكريمة "لاإكراه في الدين" وأضافت:" ذلك أن محمدا صلى الله عليه وسلم يطالب بالإستقلال وحق تقرير المصير لكل الناس حيث تعلن السورة الخامسة من القرآن (آية 48) مايلي"فاحكم بينهم لما أنزل الله ولاتتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولوشاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون" من هنا كان التكليف منذ محمد صلى الله عليه وسلم حتى اليوم هو ضمان الاستقلال الديني والقانوني لكل طائفة غير مسلمة داخل الدولة الإسلامية. ومن هنا كان ذلك الإستعداد لدى الفاتحين المسلمين الأوائل في أن يبقوا على الشعوب التي تغلبوا عليها، وأن يمدوا إليها أيديهم، وألا يمسوا ديانتهم ودور العبادة ورجال الدين لديهم سواء كانوا مسيحيين أو يهودا أو من الصابئة بسوء. ليس ذلك فحسب، ولكن أيضا العمل على توفير الأمان لهم، ومنحهم حقوقهم والحماية التي يطلبونها، ولايسمحون أن يلحق بهم الأذى طالما أنهم يدفعون الضرائب كما تقضي بذلك شروط التسليم للجيوش الظافرة خلال الفتوح العالمية في القرن السابع. وقد كانت هذه الضرائب أقل كثيرا من التي كانوا يدفعونها حتى ذلك الحين ... كما أن من يعنيهم الأمر كانوا يرون أن التسامح الذي لم يعهدوه من قبل حتى الآن، هو عمل خيري ومعتاد:" فقد كتب أحد أساقفة جماعة النساطرة التي كانت قد تعرضت للاضطهاد من جانب الكنيسة البيزنطية إلأى صديق له كلمات تفوح فيها رائحة الإرتياح: وحتى حين بلغت محاولات الإثارة الدينية قمة الغليان أثناء الحروب الصليبية كان السلاطين المسلمين يدعمون المستشفيات المسيحية بالهبات المالية التي وضعت خطأ في الصورة العكسية بكشل أن تلك الأفكار متطرفة للغاية بواسطة الدعاية المعادية طوال كل القرون الماضية حتى يومنا هذا كان هناك مثل لها غير معروف ولايحبذ المرء الإعتراف به، وكان ذلك لدى أسلافنا الجرمان الذين ينسب إليهم الرواة المعادون لهم نفس مانسب إلى العرب من القساوة التي لاحدود لها، والفظاعة

العودة والتحرير

اننا نريد العودة الى عدل الآباء والاجداد والحرية التي تمتع بها الجميع في بلاد الاسلام، رجال ونساء، ومنها بلاد غربية اسلامية عاش فيها المسلمون مع غيرهم في تسامح جميل، ولذلك نطالب بتحرير الأسيرات من سجون الأديرة أو حجر وحجز الكنيسة الذي لاتقبله دولة الاسلام ابدا. فليس من تسامح الاسلام ترك الاسيرات في حبس الكهانات وسجن الباباوات.

ولذلك فاليوم نطالب بتحرير وفاء قسطنطين واخواتها المسلمات، يجب التركيز اكثر على وفاء لانها قائدة السرب المحبوس، وهي اول اسير وقلب كسير .. يجب تحريرها اولا، لأنها السهم الذي اصاب الكهنوت في صدره وافقده صوابه وعقله، وعرى اساطيره وفكره، وفضح استبداده وسطوه .. وهي أم العائدات الى الله والمسلمات الخارجات من دائرة الكفر الممقوتة الى رحاب الاسلام والرحمة والعدل والحرية والحب الرباني الذي قارنت سورة البقرة بينه وبين حب الانداد والشركاء والآلهة الباطلة والاقانيم المختلقة " وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165) إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ (166) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ"

ان وفاء وكاميليا عضو في الجسد الاسلامي الكبير اذا اشتكي منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.

وان اي اسيرة مسيحية هي عضو في جسد الأمة الكبير فاذا اشتكت من ظلم او حبس او خطف فانه لايجوز للمسلم ان يشيح بوجهه معرضا فان هذا ليس من شيمة الرجال وتحريرها هي من اهم مهمات الاسلام.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير