والمراد منه الحصر، والمعنى: إن الله ( http://www.nos7.com/vb/showthread.php?t=68236) مع الذين اتقوا لا مع غيرهم، وذلك يدل على أن أبا بكر من المتقين المحسنين".
الخامسة: قال القرطبي رحمه الله ( http://www.nos7.com/vb/showthread.php?t=68236) في تفسيره (8/ 147):
"قلت: ولهذا قال بعض العلماء: في قوله تعالى: " ثاني اثنين إذ هما في الغار " ما يدل على أن الخليفة بعد النبي صلى الله ( http://www.nos7.com/vb/showthread.php?t=68236) عليه وسلم أبو بكر الصديق ( http://www.nos7.com/vb/showthread.php?t=68236) رضي الله ( http://www.nos7.com/vb/showthread.php?t=68236) عنه، لان الخليفة لا يكون أبدا إلا ثانيا".
السادسة: قال ابن العربي: قال لنا أبو الفضائل العدل قال لنا جمال الاسلام أبو القاسم قال موسى صلى الله ( http://www.nos7.com/vb/showthread.php?t=68236) عليه وسلم: " كلا إن معي ربي سيهدين " [الشعراء: 62] وقال في محمد صلى الله ( http://www.nos7.com/vb/showthread.php?t=68236) عليه وسلم: " لا تحزن إن الله ( http://www.nos7.com/vb/showthread.php?t=68236) معنا " لا جرم لما كان الله ( http://www.nos7.com/vb/showthread.php?t=68236) مع موسى وحده ارتد أصحابه بعده، فرجع من عند ربه ووجدهم يعبدون العجل.
ولما قال في محمد صلى الله ( http://www.nos7.com/vb/showthread.php?t=68236) عليه وسلم " لا تحزن إن الله ( http://www.nos7.com/vb/showthread.php?t=68236) معنا " بقي أبو بكر مهتديا موحدا عالما جازما قائما بالأمر ولم يتطرق إليه اختلال".
السابعة: يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله ( http://www.nos7.com/vb/showthread.php?t=68236) في تفسيره (/ 1262):
"وقف المستشرقون عند قول الحق سبحانه: {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ} وكعادتهم - كمشككين في الإسلام - نجدهم يبذلون جهداً كبيراً في محاولة التصيد لأخطاء يتوهمونها في القرآن الكريم فيقولون: إن مهابة القرآن وقدسيته عندكم أيها المسلمون لا تُمكِّن أذهانكم من الجراءة اللازمة للبحث في أساليبه؛ لتكتشفوا ما فيه من الخلل. ولكن إن نظرتم إلى القرآن ككتاب عادي لا قداسة له سوف تجدون فيه التضارب والاختلاف.
وخصص المستشرقون باباً كبيراً للبحث في مجال النحو بالقرآن الكريم، وجاءوا إلى مسألة الشرط والجزاء، ومن يقرأ نقدهم يتعرف فوراً على حقيقة واضحة هي جهلهم بعمق أسرار اللغة العربية، ولا يملكون فيها مَلَكة أو حُسْن فهم، وقالوا: إن أساليب الشرط في اللغة العربية تقتضي وجود جواب لكل شرط، فإن قلت: إن جاءك زيد فأكرمه، تجد الإكرام يأتي بعد مجيء زيد، وإن قلت: إن تذاكر تنجح، فالنجاح يأتي بعد المذاكرة. إذن: فزمن الجواب متأخر عن زمن الشرط.
وهم قدموا كل تلك المقدمات ليشككونا في القرآن.
ونقول لهم: إن كلامكم عن الشرط وجوابه صحيح، ولكن افهموا الزائد، فحين نحقق في الأمر نجد أن الجواب سبب في الشرط؛ لأنك حين تقول: إن تذاكر تنجح، فالطالب إن لم يستحضر امتيازات النجاح فلن يذاكر، بل لا بد أن يتصور الطالب في ذهنه امتيازات النجاح ليندفع إلى المذاكرة، إذن: فالجواب سبب دافع في الشرط، ولكن الشرط سبب في الجواب ولكنه سبب واقع، فتصُّور النجاح أولاً هو سبيل لبذل الجهد في تحقيق النجاح، وهكذا تكون الجهة منفكة؛ لأن هذا سبب دافع، وهذا سبب واقع.
وقوله تعالى: {إِلاَّ تَنصُرُوهُ} فعل مضارع، زمنه هو الزمن الحالي، ولكن الحق يتبع المضارع بفعل ماضٍ هو: {فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ} فهل يكون الشرط حاضراً ومستقبلاً، والجواب ماضياً؟ ونقول: إن المعنى: إلا تنصروه فسينصره الله. بدليل أنه قد نصره قبل ذلك. وهذا ليس جواب شرط، وإنما دليل الجواب، فحين يكون دليل الجواب ماضياً، فهو أدل على الوثوق من حدوث الجواب، فحين دعاهم الله ( http://www.nos7.com/vb/showthread.php?t=68236) لينفروا فتثاقلوا، أوضح لهم سبحانه: أتظنون أن جهادكم هو الذي سينصر محمداً وينصر دعوته؟ لا؛ لأنه سبحانه قادر على نصره، والدليل على ذلك أن الله ( http://www.nos7.com/vb/showthread.php?t=68236) قد نصره من قبل في مواطن كثيرة، وأهم موطن هو النصر في الهجرة، وقد نصره برجل واحد هو أبو بكر على قريش وكل كفار مكة، وكذلك نصره في بدر بجنود لم تروها، إذن:
¥