ـ[نعيمان]ــــــــ[12 Nov 2010, 05:31 م]ـ
ما يأتي كلام مّا .. في زمن ما .. في مكان ما .. لم يذكر اسم الله عليه؛ فلا يجوز حذفه، أو غلقه، أو حَرْفه (من التّحريف)؛ ولذا فهو أبتر!!!
قال لي صديقي "المفرفش" أطال الله عمره في صالح عمل وحسن خاتمة:
1 - كيف أتعرّف إلى المستشارين والخبراء في عصرنا الحديث؟ فإنّ المستشارين مختلفون في الأصالة والعاصرة. وهذا عنوان بحث رائع: المستشارون بين الأصالة والمعاصرة.
2 - هذه حكاية. يحكى أنّ. وهي تذكّرنا بحكايات جدّتي الملغومة عند النّوم تحت نور القمر الجميل الّذي يبدّد ظلمة اللّيل البهيم. فتغفو العين المجهدة عليها دون شخير يوقظ الغاطّ في نومه حدّ الاستغراق.
3 - حكاية فيها عنصر المفاجأة. يفاجأ الرّاعي "المبهدل" بالمستشار المهندم. والمفاجأة هي أسلوب عسكريّ فذّ قديم في تحقيق النّصر على الخصوم. وأسلوب رياضيّ عصريّ في إحراز هدف ينهي المباراة في آخر لحظة. هذه تحتاج إلى دورة متخصّصة لمعرفة إدخال الأهداف في مرمى الخصم؛ وبخاصّة إذا كان الخصم برازيليّاً!!!
4 - راعي أغنام يقابله شابّ حسن الهندام. طباق. في علم البديع والإبداع.
5 - أغنام تقابلها سيّارة. طباق. في علم القطيع والإقطاع.
6 - حسن الهندام متسوّل بطريقة سحريّة. المظاهر الخدّاعة الّتي تخفي تحتها جهل مطبق .. تعالم بغيض .. علم لفت أنظار .. تسوّل ظاهر بأسلوب عصريّ. يذكّرك بحديث سهل بن سعد السّاعديّ رضي الله عنه الّذي رواه الإمام البخاريّ -رحمه الله تعالى- في صحيحه؛ أنّه قال: مرّ رجل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم، فقال لرجل عنده جالس: ((ما رأيك في هذا؟)) فقال: رجل من أشراف النّاس؛ هذا والله حريُّ إن خطب أن يُنكح، وإن شفّع أن يُشفّع. قال: فسكت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثمّ مرّ رجل؛ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلّم: ((ما رأيك في هذا؟)) فقال: يا رسول الله، هذا رجل من فقراء المسلمين؛ هذا حريّ إن خطب أن لا يُنكح، وإن شفّع أن لا يُشفّع، وإن قال أن لا يُسمع قوله، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم: ((هذا خيرٌ من ملء الأرض من مثل هذا)). فأيّهما الأينان؟
7 - فيها إعجاب الرّاعي بتسّول المهندم. إعجاب بابتسامة متخيّلة تخفي ثقة بالنّفس في استرداد ما سيؤخذ منها.
وهذا يذكّرك بالمفاوضين الأشاوس على طاولات المفاوضات الّذين يكثرون التّبسّم ثقة باسترداد الحقّ المسلوب! و"الخليفة العبّاسيّ" المعاصر أنموذجاً. مصطلح "نوفليّ" بحقوق طبع محفوظة. وهذا يحتاج إلى بحث متميّز يقوم به فريق بحث متميّز يسمّى فريق استرداد الحقوق بالابتسامات السّاحرة والاحتضانات الباهرة على الطّاولات الفارغة إلا من كؤوس الطّلا الظّاهرة. وهذا سجع يذكّرك بعصور ما قبل المماليك من المهاليك.
8 - استخدام المهندم تقنيّات حديثة للحصول على معلومة بين يديه فيما لا فائدة فيه عند غيره أمّا عنده فهو يعرف من أين تؤكل القدم بأصابعها، وهذا يذكّرك بالبحوث الإجرائيّة؛ فإنّ كثيراً من المستطلَعين فيها ينظرون في أوراق جيرانهم أوّل ما يمسكون أوراقهم ويغشّون إجاباتهم؛ يظنّونه امتحاناً عليه رفع درجات، وأخذ عطايا وهبات؛ فيغشّون عنهم حتّى الأسماء والوظائف وكلّ المعلومات ...
9 - وفاء الرّاعي بوعده في تخيير المهندم لأخذ أيّ خروف من قطيعه. وهذا يردّ مقولة زعيم في بلاد الواق الواق: إذ وجد كبير طبّاخيه يسرق الجوالات الممتلئة بالسّكّر والرّزّ؛ يأخذ كيساً إلى بيته ويضع كيسين في مطبخ زعيمه؛ فأراد نائبه أن يصبح الكبير بدلاً عنه فوشى به عند الزّعيم؛ فقال له بحكمة مصطنعة باردة: هذا شبعان ويفعل ذلك، فأخشى إن استبدلناه بفقير أخذ كيسين إلى بيته وواحداً إلى مطبخنا. فأُسقِط في رِجل صاحبنا أو يده سيّان. أولم يسقط بعدُ إلا السّاعة!!!
10 - حَوَمان المهندم حول القطيع للاختيار يذكّرك باليهوديّ الجشع عند شكسبير في روايته تاجر البندقيّة. أتذكرونها؟!!
11 - صفاء ذهن الرّاعي وذكاؤه في استرداد ما أخذ منه بلا استخدام للتّقنيات.
هذا يجعلك تقارن بين صفاء الطّبيعة وفطرة الإنسان فيها وبين العصرنة وتقنيّاتها المبلِّدة.
12 - كشف الرّاعي بسرعة بديهته للمهندم وطبيعة مهنته يدلّ على فطنته ومعرفته الواقع. فلا يعني وجوده في المرعى بعيداً عن جوّ المدينة جهله بشبابها المصرقع مهما حَفُوا وحُفّوا بالألقاب وطاروا بها لتهوي بهم في مكان سحيق.
13 - اختيارُ المهندمِ كَشَفَ معرفتَه في علم الحيوان؛ بقدرته الفائقة على التّفريق بين الكلب والخروف، وبين الدّيك والأرنب، وبين الإرهابيّين والمجاهدين، وبين السّي آي إيه والموساد؛ فيما لا يستطيع طبعاً أن يفرّق بين الدّرهم والدّولار!!!! وبين سفارة العدوّ وسفارة الصّديق!!!!.
14 - وأخيراً: عظمة عقلك تصطنع لك الحسّاد .. وعظمة قلبك تصنع لك الأصدقاء. أو تكثّرهم!
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
¥