" ... ويصح أن يقدر بدلا من الهاء في به ووهم الزمخشري فمنع ذلك ظنا منه أن المبدل منه في قوة الساقط فتبقى الصلة بلا عائد والعائد موجود حسا فلا مانع" اهـ.
الموضع الثاني:
" ... وإنما امتنع الزمخشري من تجويز كون (أنِ اعبُدوا الله) بدلاً من الهاء في به توهماً منه أن ذلك يخلُّ بعائد الموصول، وقد مضى ردُّه" اهـ.
أخي جلمود: أنت تقرر أن البيت مشابه الآية في التركيب حيث قلتَ (بل ومن أشبه الأمثلة ببيتنا ــ قول الله تعالى: مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ)
وابن هشام يرد قول الزمخشري بامتناع البدل ويعزي ذلك إلى أن الزمخشري كان واهما، وأن البدل من الهاء جائز عنده أي عند ابن هشام، وأخوك الفقير إلى الله مقتنع برأي ابن هشام وحسبي ذلك.
فالطرح ليس عملية ذهنية تخيلية وإنما هو شرط أساس لجواز البدلية، وكم من مثال وشاهد لم يجز النحاة اعتبار البدلية فيه لفقده هذا الشرط، ويقصد بالطرح إحلال البدل مكان المبدل منه مع استقامة الجملة معنا ولفظا.
ولكن الزمخشري نفسه يقول في المفصل " مرادهم بكون البدل في نية طرح الأول هو أنه مستقل بنفسه لا متمم لمتبوعه، لا إهدار الأول" اهـ
والمقصود بـ (الأول) المبدل منه.
ويقول عباس حسن: في النحو الوافي " ... أما قولهم: إن المبدل منه في حكم المطروح فالمراد منه أن هذا شأنه الغالب من جهة المعنى لا من جهة اللفظ" اهـ
أخي، قلتم في شأن البدلية في الآية (ثم عموا وصموا كثيرٌ منهم)
وما قلتم به ليس إلا وجها واحدا من هذه الأوجه، وكما يقال:" إذا تطرق الاحتمال بطل الاستدال "
أخي لقد ضيقت واسعا، ورددت قولا قال به علماء أجلاء، إذ يلزم من قولك هذا أنه لا يصح الاستشهاد بالشاهد إلا إذا كان لا يحتمل غير وجه واحد فقط!! وهل كل شاهد من شواهد النحو العربي لا يحتمل إلا وجها واحدا؟! وهل يجوز لنا رد شواهد النحاة التي تحتمل النصب على البدلية والاستثناء مثلا؟، أو ما يحتمل النصب على الحالية والمفعولية المطلقة والتمييز؟!!
ثم إن هناك فرق بين التخريج والتقعيد، فأنا لم أبتكر قاعدة جديدة، ولكني أخرّج بيتا فصيحا يكفي فيه أن يوافق قولا على وجه مرضيّ عند بعض النحاة، لا سيما أنه ليس ثمة وجه فيما ذكر أقوى عندي من البدلية، ولو وجد لكنت أول من يتبعه.
ولا أنكر أن الدليل (إذا تطرق للاحتمال بطل به الاستدلال) لكني لا أرى هذا موضعه.
أخيرا .. أخي الحبيب، لقد وضحت رأيك في البدلية امتناعها، ولكنك لم تعلق على رأي القائلين بالتوهم، وإنه بودي معرفة الوجه الذي تراه لجر (عالم) فماذا أنت راء؟؟
وتقبل خالص الود والتقدير.
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[07 - 10 - 2007, 08:09 ص]ـ
أخي الكريم
حين عرضت رأيي لم ألزمك إياه، فمن حقك أن تقبل به، ومن حقك أن ترفض، لكن أن يتحول النقاش العلمي إلى مثل قولك:
لو أنكما أويتما إلى ركن شديد حين رددتما البدلية لتبعتكما، لكني أراكما (كالمستجير من الرمضاء بالنار)
.
أذكركما أن قولكما (إن الشاعر توهم الكسر في (دان) جرا) لا علاقة له بما قال
ولا أظنه إلا توهما جديدا!!
فذاك ما يجعلني حريصا على بقاء الود بيننا دون أن يحمل أحدنا على الآخر. ثم الاكتفاء بما عندي وبما أميل إليه أو أعتقده دون إلزامك إياه، فإما أن تقبل وإما أن ترفض، مع التنبيه إلى أنك لو عدت أدراجك إلى الوراء لوجدتني غير مهاجم لك أو مسفه لرأيك أو ما تعتقد بصوابه! أيضا لرأيتني مؤكدا على أن لرأيك بعض الوجاهة حين قلت لك محاولة تخريج لا باس بها .. وأظنك أغفلت ردي فلم تعبأ إلا بما تعتقده، فلا تحجر واسعا.
وإن وصقتني بسفاهة الرأي في قولك: لم تأو إلى ركن سديد، فأبشر
سآوي إلى جبل التسامح وغض الطرف يعصمني من خسارتك وفقدك
دمت محبا
ـ[علي المعشي]ــــــــ[07 - 10 - 2007, 09:49 ص]ـ
أخي العزيز مغربي
أحسن الظن بأخيك، فوالله ما قصدت إلا مزاحكما، ولو تتبعت مشاركاتي منذ أن سجلت في الموقع فلن تجد فيها تسفيها لرأي أحد، وحينما قلت: (لو أنكما أويتما إلى ركن شديد حين رددتما البدلية لتبعتكما، لكني أراكما (كالمستجير من الرمضاء بالنار) فإنما كنت أتحدث عن الوجه الإعرابي الذي أويتما إليه واستجرتما به والمراد (ارتضيتماه).
وأما قولي (ولا أظنه إلا توهما جديدا) فمن منا لا يتوهم، ألا ترى أن أخانا جلمودا وصف بعض قولي بأنه وهم حيث قال: (وهذا وهم آخر) فلم أر في ذلك ما يدعو إلى الضيق.
وعلى أي حال .. أعترف أني وقعت في الوهم الحقيقي بالفعل، إذ ظننت أننا أصبحنا نعرف بعضنا بشكل كاف .. ولكن لعله درس نافع!
وهأنذا أعتذر آسفا أمام الجميع إلى أخي مغربي، كما أعتذر إلى أخي حازم إن كان قد فسر كلامي كما فسره أخونا مغربي، وأعد نفسي وأعد الجميع أن يكون منتدى النحو والصرف عندي من اليوم فصاعدا للنحو والصرف ليس غير، ولا خير في دعابة تورث شيئا في النفس. مع أسفي واعتذاري تقبلوا خالص مودتي.
¥