بكسر الميم مع أن المتجرم صفة لذي الإحنة وهو فاعل، ولكنه كسر تبعا لكسرة (الإحنة)
* هم الأكرمون الأكثرون ولم يزل ... لهم منكر النكراء للحق عارفِ
بجر عارف مع أنه صفة لمنكر المرفوع، ولكنه جر تبعا لجر الحق قبله
*إذا يثورون أفواجا كأنهم ... جراد ريح من الأجداث منشورِ
بجر منشور مع أنه صفة لجراد المرفوع ولكنه جر تبعا لجر الأجداث والريح.
*إن ابن جباري ربيع مالكا ... لله سيف صنيعةٍ مسلولِ
بجر مسلول مع أنه صفة للسيف المرفوع، جره الشاعر تبعا لمجاوره صنيعة.
وليس ببعيد أن الشاعر قد أتى بعالم مجرورا لتوهم الجر في دان، وتوهم الجر يكون من وجهين الأول أن دانيا يجوز أن يدخله الباء التي دخلت على الضمير به، أي: بدان فيكون من باب البدل مع إعادة العامل، وعندئذ لا يكون في البيت إقواء، والثاني أن دانيا جاء على صورة المجرور، وجاءت بعده القرابة مجرورة فجر العالم تبعا لهما لفظا ويكون في البيت إقواء، وهو ما أرجحه بدليل أن الفرزدق أقوى في مطلع قصيدة أخرى وهي في رثاء الحجاج فقال:
ليبك على الحجاج من كان باكيا ... على الدين أو شار على الثغر واقفِ
وأيتامُ سوداء الذراعين لم يدع ... لها الدهر مالا بالسنين الجوالفِ
واقف في البيت الأول صفة لشار، وشار معطوف على (من) التي محلها الرفع على الفاعلية، وهو اسم فاعل للفعل شرى يشري، ولكن الفرزدق لم يرفع واقفا وجره لأن شاريا جاء على صورة المجرور ولأن الثغر قبله مجرور، ولا مفرهنا من القول بالإقواء مع أن البيت مطلع القصيدة، وكذلك الأمر في البيت المختلف فيه. ومن قال بالبدلية فليس بمخطئ، لكن السياق واضح في أن الجملة (نأت به الدار) ودانيا وعالما أوصاف لطالب، والوصف بالجملة ثم بالمفرد كثير ..
أما إبدال النكرة من الضمير بدل كل من كل فجائز في القياس ولكني لا أحفظ له شاهدا قطعي الدلالة، فلعل الأخ عليا يتحفنا بما وقف عليه في هذا الباب ..
وفقكم الله وكل عام وأنتم بخير ..
مع التحية الطيبة
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[11 - 10 - 2007, 06:04 ص]ـ
أخي علي .. مرحبا بك مجددا
أذكرك بقولك في موضع من النافذة:
أخي لست مجبرا على رأي الكوفيين ما دام البصريون يجيزون إبدال النكرة من المعرفة دون قيد أو شرط
حسنا .. ولست مجبرا بدوري على رأي البصريين، مادام الكوفيون لا يجيزون إبدال النكرة من المعرفة إلا بشرطين، اتحاد اللفظين، وكون النكرة موصوفة
" ابتسامة "
وحتى لا يحمل قولي على كوني كوفيا، فأخوك ليس كوفيا ولا بصريا، إنما هو مع اللعبة الحلوة!!
حسنا أخي .. أقتبس لك ما أجدتَ أنت نقله من الخزانة:
" قال ذلك ابن مالك رحمه الله، وغيرُه قال غيرَه.
وهذا نقل من (خزانة الأدب) للبغدادي لعله يوضح أن قول ابن مالك بهذا الخصوص ليس بضربة لازب، وأن تحليل بعض تخريجات أئمة الكوفة لبعض النصوص تناقض القول باشتراطهم اتحاد اللفظين المبدل منه والبدل:
من خزانة الأدب: " ... وقال ابن عقيل في شرح التسهيل: ولم يشترط البصريون في إبدال المعرفة من النكرة، والنكرة من المعرفة اتحاد لفظ، ولا وجود وصف. ونقل ابن مالك عن الكوفيين أنهم لا يبدلون النكرة من المعرفة إلا إن كانت من لفظ الأول، ونسب هذا بعض النحويين لنحاة بغداد. ونقل عن الكوفيين أيضا أنهم لا يفعلون ذلك وعكسه إلا بالشرط المذكور. وكلام الكوفيين على خلاف هذا. قال الكسائي والفراء في قتال فيه إنه على نية عن ... "اهـ
تأمل قوله: (وكلام الكوفيين على خلاف هذا) ".
فأما قول البغدادي فيفهم منه عكس ما تبادر إليك، ولا بأس بإعادته على مسامعك وإن كنت ناقله، فتأمل نقلك أخي علي:
ونقل ابن مالك عن الكوفيين أنهم لا يبدلون النكرة من المعرفة إلا إن كانت من لفظ الأول أي بشرط اتحاد اللفظين!!
. ونقل عن الكوفيين أيضا أنهم لا يفعلون ذلك وعكسه إلا بالشرط المذكور
أي بشرط اتحاد اللفظين!!
وأما مسألة " كلام الكوفيين على خلاف هذا " فليس بضربة لازب،
فقد جاء في بلغة النحاة في شرح الفائقة ما يبرهن على شرطي الكوفيين من ذلك:
" وبعضهم اشترط في إبدال النكرة من المعرفة أن تكون موصوفة واتحاد اللفظ وهم الكوفيون، وتبعهم في إبدال النكرة من المعرفة في اشتراط وصفها البغداديون، ووافقهم الجرجاني "
وقد تبع الزمخشري ذلك مدللا بقوله: " لأن البدل للإيضاح والشيء لا يوضح بما هو أخفى منه فلا تحصل فائدة بدون الصفة. والظاهر من جار اللّه اشتراط أن تكون كذلك حيث قال في قوله تعالى: (فَأُولئِكَ يَدخُلونَ الجَنَّةَ وَلا يُظْلَمون شَيْئاً. جَنّاتِ عَدْنٍ الّتي ... ) عدن: علم لمعنى العدن وهو الإقامة، وهو علم لأرض الجنة لكونها مقام إقامة ولولا ذلك لما ساغ الإبدال لأن النكرة لا تبدل من المعرفة إلا موصوفة ".
ولا تظنن أخي علي بأن البيت مثار النقاش هو البيت الوحيد الذي أثار إشكالية!!
وسيأتيك الخبر اليقين بعد قليل ...
دمت محبا
¥