ـ[خالد مغربي]ــــــــ[11 - 10 - 2007, 06:14 ص]ـ
مرحبا بك شيخنا الأغر
لا شك أن لإطلالتك رونقا يزيد بهاء النافذة ..
واسمح لي أن أعقب على بعض إبداعك هنا، متداخلا مع أخي وصديقي علي راجيا من الله العلي القدير أن يلهمنا الصواب والتوفيق
أما قولك أيها الكريم:
وكلا الشاهدين ليس بقطعي الدلالة على أن الظاهر بدل من المضمر لجواز أن يكون حاتم فاعلا للفعل ضنّ ويكون في البيت إقواء، ولجواز أن يكون عالم وصفا لطالب مرفوعا ويكون في البيت إقواء ..
قلت بذلك، ولكن أخي عليا أبى إلا أن يرد القول دافعا الإقواء عن الفرزدق كونه في زمن الاحتجاج، وأن شعره يحتج به، وكنت أريد أن أضع ردا قبل ردك أدلل فيه على البيت مثار النقاش ليس البيت الوحيد الذي أثار الفرزدق فيه إشكالية ما!!
وأشكر أخي عبدالدائم على استشهاده بالبيت الذي يعترض الزمخشري على الفرزدق فيه بقوله:
" أنه بيت لا تزال الركب تصطك في تسوية إعرابه ".
وها هو ابن إسحاق يرى أن الصواب (مجلفا) ولا يعرف لها وجها من الرفع!! وكان يونس لا يعرف لها وجها!! فقال ابن أبي اسحاق ليونس: لعل الفرزدق قالها على النصب، ولم يأبه، فقال يونس: لا، كان ينشدها على الرفع.
أيضا يعيب ابن أبي اسحاق على الفرزدق مدحه يزيد بن عبد الملك في بيته:
مستقبيلين شمال الشأم تضربنا ... بحاصب كدنديف القطن منثور
على عمائمنا يلقي وأرحلنا ... على زواحف تزجي مخها رير
فقال ابن أبي اسحاق للفرزدق: أسأت! إنما هي رير، وكذلك قياس النحو في هذا الموضع، وقال يونس: والذي قال حسن جائز، فلما ألحوا على الفرزدق قال: على زواحف نزجيها محاسير. قال: ثم ترك الناس هذا ورجعوا إلى القول الأول.
أما قولك شيخنا المبارك:
وليس ببعيد أن الشاعر قد أتى بعالم مجرورا لتوهم الجر في دان، وتوهم الجر يكون من وجهين الأول أن دانيا يجوز أن يدخله الباء التي دخلت على الضمير به، أي: بدان فيكون من باب البدل مع إعادة العامل، وعندئذ لا يكون في البيت إقواء، والثاني أن دانيا جاء على صورة المجرور، وجاءت بعده القرابة مجرورة فجر العالم تبعا لهما لفظا ويكون في البيت إقواء، وهو ما أرجحه بدليل أن الفرزدق أقوى
وهذا أيضا بعد أن ثارت ثائرة أخي علي في دفع الإقواء ورده معللا بأن البيت مطلع للقصيدة، الأمر الذي جعلني أقول بتوهم الشاعر في جر عالم على " دان " المنقوص ...
ولابأس بعد كل ذلك أن أشكر أخي عليا على اجتهاده، فوالله إني لأحبه، وأسأل الله الكريم المنان أن يجمعنا بهذا الحب في مستقر رحمته ..
ولا يفوتني شكرك فقد قطعت جهيزة قول كل خطيب والشكر موصول لكل من أدلى بدلوه في المسألة التي أراها تفتق الذهن وتشعل الحماس، فبارك الله في الجميع
ـ[علي المعشي]ــــــــ[12 - 10 - 2007, 01:37 ص]ـ
إخوتي الأعزاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يطيب لي في هذا اليوم الطيب أن أهنئكم جميعا بعيد الفطر المبارك أعاده الله علينا وعليكم بالخير واليمن والبركات، كما يسرني أن أتوجه بالشكر الجزيل لكل من شرفني بالمشاركة في الموضوع، وعلى رأس أولئك المشاركين شيخنا الجليل الدكتور الأغر حفظه الله وسلمه.
أستاذي الدكتور الأغر
كان خلافنا كما قرأتَ هو (هل ثمة وجه نحوي مرضيّ يمكن تخريج البيت عليه أو أنه ليس فيه إلا القول بالإقواء أو التخريج على التوهم أو الجوار؟)
وقد اشتملت مشاركتكم الكريمة على أن أجزتم ثلاثة أوجه:
الأول: مقيس ترتضيه الصناعة ولا يخل بالمعنى ولا يكون معه إقواء وهو الجر على البدلية حيث قلتم: " ... ومن قال بالبدلية فليس بمخطئ ... " وقلتم " ... أن دانيا يجوز أن يدخله الباء التي دخلت على الضمير به، أي: بدان فيكون من باب البدل مع إعادة العامل، وعندئذ لا يكون في البيت إقواء ... "
الثاني والثالث: غير مقيسين، لا يخلان بالمعنى لكنهما لا يبرئان البيت من الإقواء تماما وهما الجر بالجوار أو التوهم حيث قلتم: " ... أن دانيا جاء على صورة المجرور، وجاءت بعده القرابة مجرورة فجر العالم تبعا لهما لفظا ويكون في البيت إقواء، وهو ما أرجحه بدليل أن الفرزدق أقوى في مطلع قصيدة أخرى وهي في رثاء الحجاج فقال:
ليبك على الحجاج من كان باكيا ... على الدين أو شار على الثغر واقفِ ... "
وعليه أنت تجيز البدلية مع خلو القافية من الإقواء، وتجيز التوهم والجوار مع الإقواء، وذلك بشكل عام، ثم ترجح الجر على الجوار مع الإقواء.
وهنا أسأل سؤالا عاما ليس مقصورا على هذا الموضع:
إذا ظهر لمخرّج بيت من الشعر وجهان أحدهما يستقيم به المعنى وتستقيم به صناعتا النحو والنظم، والآخر يستقيم به المعنى وتعوج صناعتا النحو والنظم فهل ترى أنه يصح ترجيح الثاني على الأول؟
هذا من حيث المبدأ العام، أما من حيث ترجيحك هنا بشكل خاص فإني أستأذنكم لأعلق على الأمرين اللذين اعتمدتَ عليهما في هذا الترجيح في المشاركة التالية إن شاء الله.
وتقبلوا أزكى تحياتي، وعيدكم مبارك.
¥