تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

عاشرا: يجب ألاّ ننسى أن تأثير اللغات الأجنبية مما كان في العصور الأولى على اللغة الفصحى كان محدوداً جداً، ولا يشكل خطراً على اللغة بل إن هذا وهم من الأوهام؛ فنحن نرى اختلاط أبناء الجزيرة الآن بالأعاجم وبأعداد هائلة، وهذا لم يكن له أثر لا خفيٌ ولا ظاهر على ألسنة أبناء الجزيرة عاميّة وفصحى. و إنما الذين يلحنون في اللسان العربي الحديث هم الأعاجم أنفسهم مما هو محل تندّر أبناء اللغة.

حادي عشر: أنّ النحاة ومتعلمي النحو في كل العصور، وفي هذا العصر يقضون سنوات طويلة قبل أن يحفظوا كلّ مسائله، ومع هذا فكثير منهم فصيح اللسان ثابت الجنان لا بفضل النحو وإنما بفضل ما يُعنون به من نصوص، وقد يوجد منهم من أفنى سنينه في طلب النحو فيغدو آية في حفظ مسائله وفهم مغلقه، ومع هذا يعجز عن خطبة قصيرة أو إبانة عن مراده.

ثاني عشر: أن النحو له مهمة أخرى وهي أن يصف النظام اللغوي لتراكيب اللغة ويحدد معالمه ويفترض أن يضع طرائق لتعليم اللغة وأنظمتها، أما اللحن فهو شأن آخر يحتاج دفعه إلى حفظ النصوص وإتقان أدائها والتدريب على ذلك، ويلاحظ في هذا الشأن أن النحو قد استكثر من الأمثلة والشواهد مما يدل أن قواعده المجردة من الأمثلة لا تستطيع تقديم اللغة لطالبيها وأنه محتاج إلى النصوص، ولكن النصوص لا تحتاج إليه ألبتة، فهي رسول نفسها وحامية حماها والمدافعة عن وجودها وبقائها.

ثالث عشر: أن حلّ مشكلة الخطأ واللحن في العلامة الإعرابية، وحل مشكلة ضبط البنية في القرآن بخاصة كان فيما صنعه أبو الأسود من وضع إعجام الشكل، ولم يكن بحاجة إلى النحو في هذا الصنيع فهو لم يكن يعرفه في ظنّي، وإن ألمّ بشيء منه فإنه لم يلم به كلَّه لعدم تكامل مباحثه في ذلك الزمان، والذي يظهر بوضوح أنّ صنيع أبي الأسود ولد التفكيرَ في النحو فقد لحظَ هو اختلاف أواخر الكلم من حيث العلامة الإعرابية في غالب الأسماء، وكان أنْ قام النحو في أكثر دروسه على التمييز بين المرفوعات والمنصوبات والمجرورات.

رابع عشر: لا صحة لما يدعيه بعضهم من أن الأعاجم قد هدموا الفصحى ويسروا حلول العامية محلها، فإن ما حدث في أواخر القرن الثالث له إرهاصات قبل ذلك حين وجد لزمن طويل مستويان للأداء عند العرب مستوى معرب مبين وهو اللغة الأدبية التي نزل بها القرآن ومستوى أقل إبانة بالنسبة لعامة العرب، وإن كان فصيحا في بيئته، وهو مستوى متعدد يختلف من بيئة إلى أخرى، وهذا المستوى بأشكاله المختلفة هو ما ساد على الألسنة فيما بعد حتى ضرب بجرانه على العرب عامّة، فأصبح لكل قبيلة لهجتها التي تنماز بها عن غيرها بشكل أو بآخر وعمل التطور فيها عمله حتى غدا الاختلاف بين اللهجات واسعا جدا. (كتبه/ سعد بن حمدان الغامدي)

هذا ما خطر ببالي، أرجو من الأفاضل التعليق بما يرون متوخين الحق ما استطاعوا لأجل إفادتي وطلاب العلم، والله المستعان.

ـ[سعد حمدان الغامدي]ــــــــ[05 - 06 - 2008, 12:27 ص]ـ

إخوتي المشاركين في المنتدى سألتكم الله أن تقرأوا هذه المقالة (النحو واللحن) وأن تبدو الرأي فيها مدحا أو قدحا هادفين لإفادتي ولتسديدها لتكون في مستوى أفضل، ولكم تقديري

ـ[أبو حازم]ــــــــ[05 - 06 - 2008, 06:41 م]ـ

سلام عليك وبارك الله فيك

قد قرأت كلامك وفهمته، ولكن بقي علي أن تخبرنا لم وضع النحو إذا لم يكن لتصحيح اللحن وحفظ اللغة

ـ[معالي]ــــــــ[06 - 06 - 2008, 03:07 ص]ـ

هل كان النحو إذن ضربا من العبث والترف العلمي؟!

ـ[أبو حازم]ــــــــ[08 - 06 - 2008, 12:41 ص]ـ

أين أنت أيها الغامدي، أم لم تجد جوابا

ـ[سعد حمدان الغامدي]ــــــــ[09 - 06 - 2008, 02:46 ص]ـ

:):::أخي أبا حازم أختي معالي: إني قادم وسآتيكم بالنبأ اليقين، والرد الشافي الكافي، وإن كان المقال قد حوى إجابات على ما أبديتموه قد تظهر بشيء من التأمل، ولكني مع هذا سألتقي بكم ومعي الرد الطويل المحكك الموثق، وأشكركما على مروركما الواثق القوي الممحّص.

ـ[أبو حازم]ــــــــ[14 - 06 - 2008, 09:39 م]ـ

في انتظار جوابك سأرد على ما استدللت به بجوابين مجمل ومفصل

أما المجمل فأن تعلم أنه قد تواتر عن أمير المؤمنين علي بن أبي طلب رضي الله عنه أنه أول من وضع النحو لما أمر أبا الأسود الدؤلي وقصتهما معلومة مشهورة لا سيما قصة أبي الأسود مع ابنته وتغني شهرة ذلك عن ذكرها

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير