ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[30 - 07 - 2008, 01:42 ص]ـ
أخي سعد حمدان الغامدي
كلامك سلسلة من الجواهر، بارك الله بجهودك، ولي كتاب في تاريخ النحو تحدثت فيه عن وضع النحو أرجو أن يظهر قريبًا وفيه أن اللحن ليس العامل المستبد بوضع النحو فالنحو أقدم من انتشار اللحن.
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[30 - 07 - 2008, 01:45 ص]ـ
ننتظر الكتاب - يا شيخنا - على أحر من الجمر، ونرجو أن تخبرنا بموعد نشره.
جزاك الله خيرًا يا شيخنا الحبيب أبا أوس الشمسان.
ـ[سعد حمدان الغامدي]ــــــــ[04 - 08 - 2008, 10:44 ص]ـ
أخي سعد حمدان الغامدي
كلامك سلسلة من الجواهر، بارك الله بجهودك، ولي كتاب في تاريخ النحو تحدثت فيه عن وضع النحو أرجو أن يظهر قريبًا وفيه أن اللحن ليس العامل المستبد بوضع النحو فالنحو أقدم من انتشار اللحن.
:::
أشكرك على مرورك أستاذي الكريم، وأنا في غاية الشوق أن أقرأ لك ما كتبت في تاريخ النحو، ولقد وجدت أن/ أد: إبراهيم السامرائي في كتابه من أساليب القرآن قد ذهب إلى ما ذهبت إليه مع أني لم أر ما كتب عند تحرير مقالى، وهو بالتأكيد لم ير ما عندي، وفكرة المقال مما خطر في بالي عند تدريس طلاب الدراسات العليا العربية بمكة مادة النحو الجانب النظري منها، شكرا على مرورك العلمي المميز.
ـ[سعد حمدان الغامدي]ــــــــ[04 - 08 - 2008, 11:03 ص]ـ
[ quote= أبو حازم;246187] في انتظار جوابك سأرد على ما استدللت به بجوابين مجمل ومفصل
أما المجمل فأن تعلم أنه قد تواتر عن أمير المؤمنين علي بن أبي طلب رضي الله عنه أنه أول من وضع النحو لما أمر أبا الأسود الدؤلي وقصتهما معلومة مشهورة لا سيما قصة أبي الأسود مع ابنته وتغني شهرة ذلك عن ذكرها
وأن تنظر في كلام النحاة الذين ابتدؤو هذا العلم وشيدوا أركانه فستراهم يصرحون بالعلة التي من أجلها وضع النحو
قال ابن مالك
(وبعد فالنحو صلاح الألسنة * والنفس إن تعدم سناه في سنه)
وقال بعض القدامى
النحو يصلح من لسان الألكن * والمرء تعظمه إذا لم يلحن)
ولا يحضرني الآن كثير من تلك الأقاويل
وبالجملة كون النحو مصححا للكلام ومقيما للألسن كان أمر معروفا عند القدامى والمحدثين لم يخالف فيه أحد، وهم أهله وهم أعلم به، فقولك هذا ليس بشيء أمام أقوال الجبال
أخي أبا حازم/ الرد نقطة نقطة/
ماذكرتَه من قصة وضع النحو: هذه قصة تناقلتها كتب تاريخ النحو، ووصفك لها بالتواتر لا يعني صحتها، وهي أشبه بالأسطورة، ذلك أن القوم قديما وهم يكتبون النحو ويشتغلون به ويبنون أقيسته ويجمعون ويرسون قواعده احتاجوا - للترغيب فيه - إلى رُكْنٍ شديد وعلَم إضْخَمّ كالإمام علي رضي الله عنه، والحقّ أنه لم يفرغ لهذه الأمور كما هو واضح في سيرته الصحيحة، أما ما ينمى إليه من شعر وخطب وإحاطة بعلوم الدنيا والآخرة وأنه هو من عناه القرآن بقوله تعالى (ومَن عنده علم الكتاب)، فهذه دعاوى لا تصمد للتحقيق، وما هي إلا غلوٌّ من غلاة شيعته، كما أن طبيعة نشأة العلوم الكبرى كالنحو لا تسمح بأن يستبد بها فرد أو أفراد، وما كان النحو علما ساذج البناء حتى يخرج من قلب أو عقل رجل واحد، بل هو ثمرة فكر وتفكير طويلين وفق تقاليد علمية راسخة مفادة من خارج المشهد الثقافي العربي وقت ذاك ومن داخله، وكانت ملموسة حاضرة في كثير من الأخبار وفي نصوص الشعر.
والنحو في ظني أقدم بكثير ممن عُرفوا به، وأنهم ما عرفوا به إلا لأنهم عنوا به وكتبوه، وهؤلاء إنما توفّروا عليه وكتبوه عناية بالقرآن ومشاركة في حفظه وتوضيحه وإيصاله للعالمين، وهذا هو شأن العلوم التي نشأت واشتد عودها خدمة للقرآن ذلك الكتاب الذي فتح العقول والقلوب لطلب العلم وطلابه، ونبه القوم إلى ما لدى أسلافهم من علوم ومعارف وإبداع فجمعوا الكثير واندثر الكثير، ثم زادوا وحققوا ودققوا، وجاءهم مدد عظيم من إخوانهم الذين أسلموا ممن أفاد من تجارب الأمم التي ينتمون إليها حيث كانت المدارس المنظمة لكثير من العلوم ومنها النحو عند السريان وغيرهم، وبهذه الخبرة استطاعوا رفد علوم العربية والشريعة بشكل لا يصدق حتى دار الزمان فأخنى على الأمة الذي أخنى على لبد.
ثانيا/ لا أحد ينازع في أن النحو قد أفيد منه في التفسير وفي رد الناس إلى سنن العرب في كلامها وغير ذلك من وجوه النفع للثقافة العربية والإسلامية، بل إن القوم قد حققوا له الكثير من الذيوع والشهرة حتى جعل من علوم الآلة التي لابد من الإلمام بها لمن أراد بلوغ الغاية في علوم الشريعة وذلك عندما أولجوه في تفسير القرآن والحديث والشعر وفي فهم غامض النصوص الشرعية والشعرية، ولكنه مع هذا لم يوضع من أجل اللحن، بل ليوصل اللغة لغير الناطقين بها، وقد تبناه نوابغهم فكان لهم ما أرادوا منه، وليفسر نقط الشكل الذي وضع أبو الأسود في القرآن ومن هنا وجد طريقه إلى علوم الشريعة لاحبا، وهكذا فأن يفاد منه في تصحيح الألسنة لا يعني أنه وضع من أجل اللحن وفساد اللغة مما ينسب ظلما إلى الأعاجم، ففرق بين الأمرين عظيم.
أخي أبا حازم/ آخر جملة قلتها لا تعجبني، لذلك أقول أرجو ألا تحمل على ضغينة صغيرة أو كبيرة لا لشيء إلا لأني ذهبت مذهبا لا ترتضيه أنت، فالاختلاف في الآراء لا يفسد للود وللأُخوَّة بين المؤمنين قضيّة معتصمين بقوله تعالى (إنما المؤمنون إخوة) فدعها كما يقول إخواننا المصريون (صافِيَهْ لَبَن) أي: دع حوارنا العلمي يمضى ونفوسنا صافية وبيضاء صفاءَ اللبن، فالقوم رجال ونحن رجال وباب الاجتهاد مفتوح شاء من شاء وأبى من أبى، حتى في أمور الدين فالعلم ليس حكرا على أحد والعقل ليس هبة الله لأناس دون غيرهم، وصدّ الفكر بتهوين أمر المعاصر ورفع شأن المتقدم خطّة بلهاء لا تليق بطلاب العلم في هذا العصر المفتوح فيه كل شيء من الأرض إلى السماء.
ودمت طالبا للعلم ومحبا لطلابه/ وللمؤمنين كما في سورة الحشر.
¥