ـ[أبو حازم]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 11:30 ص]ـ
سابعا: أنّ العرب الفصحاء ومن تكلّم بالفصحى فيما بعد في عصور ازدهار النحو وما بعدها لم يكن النحو هاديا لهم أو مرشداً إلى الفصحى بل جعله كثير منهم دبر أذنه ووراء ظهره.
يعلم جوابه مما قبله
ـ[أبو حازم]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 11:35 ص]ـ
تاسعا: أنّ إحياء الفصحى في العصور الحديثة كان أساسه التعليم وإحياء التراث الفصيح وطباعتة والكتابة بالفصحى في الجرائد والمجلات وكتابة العلوم المختلفة بلسان عربي مبين، وكان الشعراء الفصحاء المعاصرون عالةً على النصوص المطبوعة من الشعر والنثر، أمّا النحو فلم يكن له أثر كبير بل كان مدخلاً صعباً إلى اللغة يستعصي على كثير من الدارسين وبخاصّة كتاب سيبويه، أمّا النصوص الفصيحة فقد شقت طريقها إلى الألسنة والكتب الحديثة بكل سهولة ويسر.
إذا كنت تعني مجرد النطق بالكلمات العربية فنعم، وما أكثر هؤلاء وما أكثر ما يخطؤون ولكن إن أردت أنهم اقاموها حق إقامتها فجانبوا اللحن وأقاموا اللسان فأفصحوا فليس كذلك، أفلا ترى إلى كلام الصحافة كم فيها من براقع الأخطاء وبلايا اللحن، وأنّ خيرهم طريقة من يعمل بقول من يقول (اجزم تسلم)، فأين هذه الفصاحة التي تلهج بها
ـ[أبو حازم]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 11:37 ص]ـ
عاشرا: يجب ألاّ ننسى أن تأثير اللغات الأجنبية مما كان في العصور الأولى على اللغة الفصحى كان محدوداً جداً، ولا يشكل خطراً على اللغة بل إن هذا وهم من الأوهام؛ فنحن نرى اختلاط أبناء الجزيرة الآن بالأعاجم وبأعداد هائلة، وهذا لم يكن له أثر لا خفيٌ ولا ظاهر على ألسنة أبناء الجزيرة عاميّة وفصحى. و إنما الذين يلحنون في اللسان العربي الحديث هم الأعاجم أنفسهم مما هو محل تندّر أبناء اللغة.
إذا لم يكن فشو النحو في العرب والعجم سواء فبم تفسر اندثار الفصحى في كلام الناس اليوم
ـ[أبو حازم]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 11:39 ص]ـ
حادي عشر: أنّ النحاة ومتعلمي النحو في كل العصور، وفي هذا العصر يقضون سنوات طويلة قبل أن يحفظوا كلّ مسائله، ومع هذا فكثير منهم فصيح اللسان ثابت الجنان لا بفضل النحو وإنما بفضل ما يُعنون به من نصوص، وقد يوجد منهم من أفنى سنينه في طلب النحو فيغدو آية في حفظ مسائله وفهم مغلقه، ومع هذا يعجز عن خطبة قصيرة أو إبانة عن مراده.
النحو يصلح اللسان لا ينشأ الكلام، وإنما ذلك كل بحسب اطلاعه على كلام العرب وأساليبها
ـ[أبو حازم]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 11:44 ص]ـ
ثاني عشر: أن النحو له مهمة أخرى وهي أن يصف النظام اللغوي لتراكيب اللغة ويحدد معالمه ويفترض أن يضع طرائق لتعليم اللغة وأنظمتها، أما اللحن فهو شأن آخر يحتاج دفعه إلى حفظ النصوص وإتقان أدائها والتدريب على ذلك، ويلاحظ في هذا الشأن أن النحو قد استكثر من الأمثلة والشواهد مما يدل أن قواعده المجردة من الأمثلة لا تستطيع تقديم اللغة لطالبيها وأنه محتاج إلى النصوص، ولكن النصوص لا تحتاج إليه ألبتة، فهي رسول نفسها وحامية حماها والمدافعة عن وجودها وبقائها.
النحو يختصر لك الزمن ويقدم لك زبدة كلام العرب، ومحال أن تتدرب على إقامة اللسان من مجرد حفظ النصوص إلا إذا أحطت بكلام العرب شعره ونثره وذلك لا يطيقه الناس اليوم إلا بعض الشعراء ومع ذلك ترى اللحن في كلامهم
والنصوص نصوص العرب هي مصدر النحو أما نصوصنا نحن فهي محتاجة إلى النحة لإقامة اللسان ونفي الخطأ
ـ[أبو حازم]ــــــــ[15 - 06 - 2008, 11:46 ص]ـ
رابع عشر: لا صحة لما يدعيه بعضهم من أن الأعاجم قد هدموا الفصحى ويسروا حلول العامية محلها،
فكيف تفسر اندثار الفصحى في كلامنا
ـ[سعد حمدان الغامدي]ــــــــ[17 - 07 - 2008, 10:27 م]ـ
:::
أخي أبا حازم قريبا سنلتقي ومعي الأجوبة على كل ملاحظك. ولكني اليوم عنك مشغول، ودمت محبا للعربية
ـ[سعد حمدان الغامدي]ــــــــ[30 - 07 - 2008, 01:12 ص]ـ
:::
أخي أبا حازم قريبا سنلتقي ومعي الأجوبة على كل ملاحظك. ولكني اليوم عنك مشغول، ودمت محبا للعربية
أخي أبا حازم لقد أخطأت في الاقتباس، إذ أردت أن أقتبس آخر رد لك، فاقتبست ردي فكأني أردت عمرا وأراد الله خارجة، ومع هذا فإليك الرد على آخر مداخلة لك: أخي أبا حازم/ ما علقت به على الفقرة الرابعة عشرة من مقالي، أعده سؤالا وجيها (فكيف تفسر اندثار الفصحى في كلامنا) والجواب رعاك الله أن اندثار الفصحى في كلامنا دعوى غير صحيحة بهذا الشكل (اندثار)، فالفصحى في هذا العصر تعيش أوج ازدهارها بسبب انتشار التعليم، ونصوصها في كل مكان من وسائل الإعلام وغيرها، وهذا ليس ادعاء مني بل هو الواقع وقد أشار إليه شوقي ضيف رحمه الله، ولكلامه وجه، ذلك أن الإحاطة بنصوص الفصحى فهما وقراءة واقعةٌ ملحوظة عند كل من دخل المدارس وتعلم حتى مرحلة المتوسطة على الأقل إضافة إلى عناية أبناء العربية بالقرآن حفظا وفهما على شكل مدرسي يصل إلى أغلب الملتحقين بركب التعليم النظامي، ولا أطيل في هذا، ولكن الاندثار الذي ذكرتَ قد يكون في خلو الحديث اليومي من الفصحى إلى حد ما مع استعمال العاميات بكثرة في هذا النوع من التواصل، وهذا له أسبابه من تطور لغوي إلى لجوء إلى ما يسهل من الكلام الموصل، إلى زهد في اللغة الفصحى بسبب صعوبة علومها ونقد العامة للمتكلمين بها بوصفهم بالتفيهق والتكلف والتقعر، وربما لتأثير الاتجاهات الفكرية العنصرية المفتتة للأمم إلى شظايا، وسبب أهم ورثناه عن عصور الفصاحة وهو وجود مستويين من الأداء أحدهما يحافظ على الإعراب وآخر يتخلص منه لثقله في لغة الحديث اليومي، وهو مستوى فصيح ظهر أثره في بعض القراءات كقراءة أبي عمرو، وهذا المستوى هو الأساس لأغلب اللهجات الحديثة بالإضافة إلى عوامل أخر، أما الأعاجم فلا ناقة لهم ولا جمل في تحول العرب إلى العاميات. والله أعلم
¥