((إنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِؤُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صَالِحاً فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ)) [المائدة: 69]
ويقولون:
كان الصواب أن يقول والصابئين كما جاء في سورة أخرى لأنها معطوف على منصوب .. !
ففي سورة البقرة ..
((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ)) [البقرة: 62]
والإجابة كالآتى ..
يجب ملاحظة الفروق الدقيقة الآتية:
أولاً: هذه الكلمة الصابؤون جاءت في سورة المائدة وهى من آخر السور المدنية أما الصابئين فجاءت في سورة البقرة وهى من أوائل السور المدنية.
ثانيًا: في سورة البقرة جاء الترتيب هكذا إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين،
في سورة المائدة جاء الترتيب هكذا إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى،
كان يمكن أن يكون الاعتراض وجيها لو أن الترتيب كان واحدا ولكن ولأنهم جهلة باللغة ودائما ما يصطادون في الماء العكر تسرعوا - والتسرع هو عادة الحمقى - وادعوا وجود الخطأ .. !
ثالثًا: استخدم القرآن الفعل مع آمنوا ومع هادوا ولم يقل المؤمنين واليهود، لكنه استخدم الأسماء مع النصارى والصابئين ولم يقل الذين تنصروا والذين صبؤا، هل بعد كل هذه الفروق يطالبون بمساواة الحكم الإعرابي في الموضعين؟ إذا كان الشكل قد اختلف فكيف يتفق الحكم؟
لكن لماذا فعل القرآن ذلك؟
في سورة البقرة كان التركيز على ذكر اليهود، وفي سورة المائدة كان التركيز على النصارى،
فبين سبحانه في سورة البقرة حكم الجزاء والثواب عمومًا، وأنه لا يفرق في الجزاء بين كل هؤلاء بشرط الإيمان لذلك قال من آمن منهم بالله …
أما في سورة المائدة، فكان التركيز على ذكر مدى تقارب الفرق المذكورة من الحق الكامل أي بيان صحة الاعتقاد ومعقوليته ومنطقيته، وذلك بعد ذكر عقائد النصارى الفاسدة وبذلك تكون الصورة النهائية قد اكتملت.
فتم التعرف على ملامح اليهود في سورة البقرة، وتم التعرف على النصارى في سورة المائدة،
والآن يتم إعلان الحكم النهائي لملامح هذه الفرق:
المؤمنون في المقدمة
ثم اليهود
ثم الصابئون
ثم النصارى!!
إنها هزيمة ساحقة للنصارى أن يأتوا بعد الصابئين كيف إنهم أهل كتاب؟
نعم الصابؤن أقرب من النصارى لأنهم معذورون في عبادة النجوم والكواكب لأنها أمور غائبة عنهم، لكن النصارى ليسوا معذورين في عبادة البشر، لأنهم شاهدوهم وهم يأكلون ويشربون وينامون وأشياء أخرى، وكل من يعبد البشر يكون مثل هؤلاء أبعد الناس عن الحق.
ومع ذلك فلم تحدث مساواة بين اليهود (وهم موحدون مثل المؤمنين) وبين المؤمنين،
لذلك فإن معنى الآية:
إن الذين آمنوا وكذلك الذين هادوا والصابؤن والنصارى، لقد تمت المغايرة بعد الذين آمنوا مباشرة.
لكن ..
ألا يمكن الاعتراض بآية:
((لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ)) [المائدة: 82]؟؟
لا يمكن!!
لماذا؟؟
لأن القرآن هنا ركز على العداوة والمودة ولم يركز على الاعتقاد ولذلك لم يستخدم هنا.
ولماذا قال هنا الذين قالوا إنا نصارى ولم يقل النصارى مباشرة؟؟
لأنه سبحانه لا يتحدث عن كل النصارى لأن أغلبهم يحقدون على الإسلام تماما مثل اليهود هو هنا يتحدث عن طائفة منهم ذكر ملامحهم بعده مباشرة تعبير الذين هادوا - الذي استخدمه في سورة البقرة - ولكن
قال اليهود فتأمل الفروق. وبذلك يتضح أن الآية التى استغلوها انقلبت ضدهم وهذا وعد الله لنا ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله.
ـ[المعلم22]ــــــــ[09 - 05 - 2008, 12:05 ص]ـ
أناأعتذر لماحدث وحاولت أن أختصر الموضوع أوأتصرف به ولكنني وجدته كالعقد لونقصت منه درة لاختل وشكراوأتمنى أن أكون وفقت في النقل
ـ[خذ و خل]ــــــــ[09 - 05 - 2008, 02:33 ص]ـ
يا معلم 22 أنت لست معلما
لأن من يكتب مثل هذه لا يمكن أن يكون معلما
أنت رئيس قسم بل أنت بروفيسور
رحم الله والديك وأثابك الله وجعلك ذخرا للإسلم والمسلمين
ـ[المعلم22]ــــــــ[09 - 05 - 2008, 10:50 م]ـ
شكرا أخي (خذ و خل) فأنا أقل مما ذكرت وشكرا لدعائك لي ولوالدي وهذا من المكاسب والمغانم التي نلناها في هذا المنتدى الشامخ بأساتيذه وأعضائه ورحم الله والديك ووالدي جميع المسلمين