((وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطاً أُمَماً وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)) [الأعراف: 160]
أرأيت سياق الآيات؟
إنها تتحدث عن شيئين في وقت واحد عن الكثرة العددية والتمزق والتشتت في الأرض بعد السبي البابلى
وبعد تدمير الرومان لهيكلهم سنة 71 ميلادية، فلو استخدم القرآن كلمة سبطا لما كان هناك كثرة ولا كان
هناك تمزق وتشتت فحذف التمييز ووضع البدل.
فهل يسمع القرآن كلام هؤلاء الجهلة ويضيع المعنى إرضاء لجهلهم؟
من أين تأتي المشكلة؟
حينما تنظر من نافذة جانبية في بيتك فإنك ترى كل المفردات المواجهة لك لكنك لا تستطيع أن ترى الأشياء
في الجانب المقابل، وإذا أردت أن ترى ما في الجانب المقابل فإنك تتجه إلى النافذة المعاكسة،
لكن حينما تريد أن ترى المشهد بكامله فيجب عليك الصعود إلى أعلى المنزل، نحن غالبا ما نرى جزءًا واحدا من الحقيقة، لماذا لا نحاول أن نتعامل من منظور علمي من خلال ما يسمى الميكرو والماكرو
أو النظرة الجزئية والكلية في نفس الوقت؟
لابد من فهم النص في سياقه .. أكبر المشاكل التى تواجه كثيرا من الباحثين مشكلة اجتزاء النص أو عدم فهم النص من خلال سياقه.
كنت أستمع إلى أحد العلماء البارزين في الإعجاز العلمي في القرآن، فقال له أحد المشاهدين:
" أنت تعارض القرآن لأن القرآن يقول ..
((مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً)) [الكهف: 51] "
فماذا قال العالم؟
قال: ولكن الله أيضا قال:
((قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ))
ولقد صدمت جدا من السؤال و من الرد!!
لأن الذي سأل نصب نفسا مفسرا وجعل نفسه هو المرجع مع أنه كان ينظر من نافذة جانبية واحدة والعالم صدمنى لأنه هرب من الآية بآية أخرى ولم يرد على الاعتراض، و كلاهما ليس على صواب .. ما الحل إذن؟
السياق، العودة إلى السياق ..
فالضمير في ما أشهدتهم يعود على إبليس وذريته في الآية التي تسبق آية 51 المذكورة سابقاً في سورة الكهف ..
((وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً)) [الكهف: 50]
فكيف تجعلون البشر والعلماء أبالسة؟
والدليل أنه قال وما كنت متخذ المضلين عضدا ولم يقل الضالين، ومعنى الآية كيف تتخذون إبليس وذريته أولياء وأنا لم أشهدهم خلق السموات والأرض بل لم أشهدهم خلق أنفسهم، هل هؤلاء يستحقون العبادة وهم أصلا لم يشهدوا عملية الخلق؟ فضلا عن أن يقوموا هم بعملية الخلق.
كانت هذه مقدمة أرى من الضروري أن أبدأ بها ردًا على المنصرين الجدد الذين أفلسوا أمام الضربات الفكرية المتتالية التى وجهها الملاكم الإسلامي لنصرانيتهم في عقر دارهم، فلم يعترفوا بالهزيمة رغم وضوحها إنها أشبه بالملاكم الذي انهزم بالضربة القاضية فقام ليضرب المشاهدين!!
هذا ما فعله هؤلاء .. اتجهوا إلى شبابنا ها هنا في بلادنا تشكيكًا وطعنا في كتاب المسلمين رغم أن شبابنا
يعتبرون من المشاهدين , إنهم ليسوا ملاكمين محترفين لكننايجب أن نشكرهم.
يجب أن نشكر ناهد متولي والأب زكريا، لأنهم أيقظوا كثيرا من النائمين عندما جعجعوا بأصواتهم
القبيحة في غرفنا الهادئة، يدعى هؤلاء أن في القرآن أخطاء لغوية!!!
ومنعا من تكرار كلام قلته من قبل، سأعرض الخطأ الذي يدعونه والرد الذى لا يفهمونه،
بشرط تطبيق النظرية الكلية وفهم السياق.
فهم يعترضون على قوله تعالى:
¥