تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[ضاد]ــــــــ[26 - 03 - 2009, 04:15 ص]ـ

المسألة معقدة أصلا وتزداد في العربية تعقيدا بسبب أن العربية تعامل المفاعيل كلها بالنصب في حين أنها من مستويات مختلفة, فالذي هو مفعول به أول له درجة إعرابية خاصة والذي هو مفعول به ثان له درجة أخرى والذي هو مفعول به ثالث كذلك. من اللغات ما تفرق بين درجات المفاعيل بإسناد علامة إعرابية مختلفة إلى كل منها, فيسهل بذلك التمييز بينها.

فجملة مثل:

أعطيت زيدا كأسا.

فيها مفعولان, الأول "زيدا" والثاني "كأس", والنحو العربي يصنفهم حسب الترتيب في الجملة لا حسب مستوى المفعولية. ولو طبقنا تصنيف المفعولات في اللسانيات لوجدنا أن "زيد" مفعول به غير مباشر أي من الدرجة الثانية, و"كأس" مفعول به مباشر من الدرجة الأولى, ويؤيد ذلك أن "زيد" قابل للتزحزح ودخول حرف تعدية عليه "أعطيت كأسا لزيد" وهذا الذي تفعله اللهجات اليوم غالبا. وبما أن الترتيب هو الفيصل في البناء للمجهول, فإن الحالة الأولى والقياسية في البناء للمجهول هي رفع "زيد" ونيابته للمفعول به, والحالة الثانية هي رفع "كأس" وإدخال حرف تعدية على "زيد". الذي يحدث في اللغات الإعرابية المفرقة بين المفاعيل هو أن المفعول به من الدرجة الأولى ( accusative) هو المسؤول عن نيابة الفاعل ويظل الثاني على حاله ( dative) لأن بينه وبين الفعل درجة مفعولية تحفظه من التغير. وفي العربية يحدث مثل ذلك, ولكن باستبدال الرتبة بالدرجة, فصاحب الدرجة الأولى ينوب الفاعل ويظل الثاني على حاله لأن ثمة في الجملة ما حمل العبء عنه, ألا هو المفعول به الأول, فلا يمكن إعرابا أن تنوب كل المفاعيل عن الفاعل, بل هو نائب واحد يضطلع بمهمة النيابة, وهو المفعول به الأول.

ـ[ضاد]ــــــــ[26 - 03 - 2009, 04:28 ص]ـ

أعود للإجابة عن سؤال الموضوع بإذن الله.

ـ[سيف أحمد]ــــــــ[26 - 03 - 2009, 05:26 ص]ـ

شكرا أستاذنا (أبو أوس)

أما عن سؤالي فهو استعلامي لا انكاري.

ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[26 - 03 - 2009, 01:17 م]ـ

المسألة معقدة أصلا وتزداد في العربية تعقيدا بسبب أن العربية تعامل المفاعيل كلها بالنصب في حين أنها من مستويات مختلفة, فالذي هو مفعول به أول له درجة إعرابية خاصة والذي هو مفعول به ثان له درجة أخرى والذي هو مفعول به ثالث كذلك. من اللغات ما تفرق بين درجات المفاعيل بإسناد علامة إعرابية مختلفة إلى كل منها, فيسهل بذلك التمييز بينها.

فجملة مثل:

أعطيت زيدا كأسا.

فيها مفعولان, الأول "زيدا" والثاني "كأس", والنحو العربي يصنفهم حسب الترتيب في الجملة لا حسب مستوى المفعولية. ولو طبقنا تصنيف المفعولات في اللسانيات لوجدنا أن "زيد" مفعول به غير مباشر أي من الدرجة الثانية, و"كأس" مفعول به مباشر من الدرجة الأولى, ويؤيد ذلك أن "زيد" قابل للتزحزح ودخول حرف تعدية عليه "أعطيت كأسا لزيد" وهذا الذي تفعله اللهجات اليوم غالبا. وبما أن الترتيب هو الفيصل في البناء للمجهول, فإن الحالة الأولى والقياسية في البناء للمجهول هي رفع "زيد" ونيابته للمفعول به, والحالة الثانية هي رفع "كأس" وإدخال حرف تعدية على "زيد". الذي يحدث في اللغات الإعرابية المفرقة بين المفاعيل هو أن المفعول به من الدرجة الأولى ( accusative) هو المسؤول عن نيابة الفاعل ويظل الثاني على حاله ( dative) لأن بينه وبين الفعل درجة مفعولية تحفظه من التغير. وفي العربية يحدث مثل ذلك, ولكن باستبدال الرتبة بالدرجة, فصاحب الدرجة الأولى ينوب الفاعل ويظل الثاني على حاله لأن ثمة في الجملة ما حمل العبء عنه, ألا هو المفعول به الأول, فلا يمكن إعرابا أن تنوب كل المفاعيل عن الفاعل, بل هو نائب واحد يضطلع بمهمة النيابة, وهو المفعول به الأول.

أخي الحبيب الأستاذ ضاد

تثري تعليقاتك ومداخلاتك الموضوعات المطروحة بما تثقفه من علوم اللغة وما لك من اطلاع على اللغات الأخرى قد لا يتيسر لكل أحد، فشرًا لك على ما فعلت.

وبالجملة فإن ما ورد من طرح في مداخلتك لم يكن بعيدًا عن أذهان النحويين، ولعل هذا يتبين في الاقتباس الذي أورده من كتاب (قضايا التعدي واللزوم في الدرس النحوي).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير