د) من المحال ذهاب العامل وبقاء عمله وحكمه قد ارتفع وصار لغيره ([4] ( http://www.alfaseeh.com/vb/#_ftn4)).
واحتج مخالفو سيبويه بأن قالوا: هذا الباب منقول من باب الفعل المتعدي ([5] ( http://www.alfaseeh.com/vb/#_ftn5)). وأجاب على احتجاجهم ابن السيد بقوله: هل يوجب النقل تغير الحكم. إذا كان يوجب ما الذي أوجب تغير الأول ولم يوجب تغير الثاني وإن كان لا يوجب لزمهم عدم تغيير المبتدأ والخبر بعد دخول كان عليهما. وفي (أعطيت زيدًا درهمًا) الدرهم معمول لزيد لأنه الآخذ. ولذا قال الفارسيّ عنه مفعول مفعول. فإذا كان يعمل مع وجود الفاعل ألا يعمل مع عدمه ([6] ( http://www.alfaseeh.com/vb/#_ftn6)). ومما يبين استحالة قولهم إنهم لو زعموا في (ظُنَّ زيدٌ منطلقًا) أن العامل فعل الفاعل المحذوف فقد عدّوا الظنَّ إلى مفعول واحد وصار فعل الفاعل عاملاً في الاسم الواحد وفعل المفعول عاملاً في الاسم الثاني وكل منهما مفتقر إلى الثاني، وإذا كان فعل المفعول هو العامل فيهما معًا كان الظن متعديًا إلى مفعولين على باب المعلوم ([7] ( http://www.alfaseeh.com/vb/#_ftn7)).
الثالث: قول أبي القاسم الزجاجي، وقد قال إن تقريبه على المتعلم أن تقول نصبته؛ لأنه خبر ما لم يسم فاعله ثم خشي أن يتعقب عليه كلامه، فقال: وليس هذا من ألفاظ البصريين ولكنه تقريب على المتعلم ([8] ( http://www.alfaseeh.com/vb/#_ftn8)).
وردّ هذا ابن السيد ذاهبًا إلى أنه ليس في هذا تقريب على المتعلم، لأنه إذا كان خبرًا فالعامل فيه (أعطى) وهو مذهب سيبويه، والأقرب إلى فهم المتعلم القول بأنه مفعول ثانٍ فيكون قد انتظم المذهبان، مع أن ذكر الخبر هنا مشكل لأن الغالب في عادة النحويين أن لا يستعملوه إلا فيما كان داخلاً على مبتدأ ولو كانت المسألة (ظُنّ زيدٌ منطلقًا) لكان أشبه ويلزم عدّ خبرين في (أعلم زيد عمرًا خارجًا) وهذا تكلف لا حاجة له ([9] ( http://www.alfaseeh.com/vb/#_ftn9)). وأشار ابن عصفور إلى هذه الأقوال، وقد يكون استفاد من أقوال ابن السيد وإن لم يفصل تفصيله ([10] ( http://www.alfaseeh.com/vb/#_ftn10)).
[/url]([1]) ابن السيد البطليوسي، الحلل، ص210.
( http://www.alfaseeh.com/vb/#_ftnref1)([2]) سيبويه، الكتاب، 1: 42.
([3]) ابن السيد البطليوسي، الحلل، ص210.
( http://www.alfaseeh.com/vb/#_ftnref3)([4]) ابن السيد البطليوسي، الحلل، 210 - 211.
([5]) ابن السيد البطليوسي، الحلل، ص 212.
( http://www.alfaseeh.com/vb/#_ftnref5)([6]) ابن السيد البطليوسي، الحلل، ص213.
([7]) ابن السيد البطليوسي، الحلل، ص213 - 214.
( http://www.alfaseeh.com/vb/#_ftnref7)([8]) ابن السيد البطليوسي، الحلل، ص213.
([9]) ابن السيد البطليوسي، الحلل، ص213.
[ url="http://www.alfaseeh.com/vb/#_ftnref10"] (http://www.alfaseeh.com/vb/#_ftnref9)([10]) ابن عصفور، شرح جمل الزجاجي، 1: 544.
ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[25 - 03 - 2009, 09:35 م]ـ
السلام عليكم يا دكتور
بمناسبة الكلام على الفعل المتعدي المبني للمجهول
وقفت عند بيت لشوقي كثيرا يقول في رثاء عمر المختار رحمه الله:
في ذمة الله الكريم وحفظه .... جسد ببرقة وُسد الصحراء
الفعل وسد متعد إلى مفعولين ولكن من الأخوة من قال إنه يمكن أن يتعدى بحرف الجر إلى مفعوله الثاني إذا تضمن معنى الدفن وعليه أعربت "الصحراء" منصوبة بنزع الخافض أو ظرفا
فما رأيكم بالمسألة؟
أخي بحر الرمل لا أحسبه يقال بالتضمين إلا إن كانت الحاجة إليه ظاهرة، أما التأويل فواسع فيمكن أن يقال إن وسد بمعنى أودع فيكون متعديًا مباشرة، ولكن أن يقال بالتضمين وبنزع الخافض فهذا فيه تكلف بعيد، ويقال بنزع الخافض لتفسير بعض المسموعات لا على أن يكون قاعدة مطردة. والصحراء حسب فهمي للبيت مفعول به للفعل وسد، وأهمية هذا إظهار ما في الأمر من وحشة. كما يفهم من قول الشاعر:
وقبر حرب بمكان قفر ... وليس قرب قبر حرب قبر.
ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[25 - 03 - 2009, 09:44 م]ـ
استاذي، نفع الله بكم وبعلمكم، وأنا أبدأ يوم الخميس بمطالعة مقالكم في الثقافية
دمت بصحة وعافية ومن تحب وبارك الله لك في وقتك وجميع أمرك.
الابن الحبيب البار د. علي
ما أسعدني بأن أكون أول من تقرأ له صباح الخميس، وكلماتك الطيبة لها مفعولها الرائع في النفس.
دمت وسلمت ووفقك الله.
ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[25 - 03 - 2009, 09:47 م]ـ
بارك الله فيك أستاذنا على الماتع هنا متعك الله بالعفو والعافية ..
والمسألة تجرني جرا إلى موضوع الصناعة والفاعل الحكمي أو النحوي في نحو: مات فلان ... فبالرغم من كون فلان فاعل في الحكم النحوي والوظيفة النحوية إلا إنه مفعول به حقيقة، أي وقع عليه فعل الفاعل، كالأمثلة التي ذكرت: انكسر الزجاج، دار النقاش .... الخ.
وفي مسألة النائب عن الفاعل يخضع المتناول للمقياس النحوي، وما تجلبه الوظيفة النحوية ليقرر حكما نحويا .. إذ ليس من المعقول معنى أن يكسى عمرو من تلقاء نفسه، فلا بد من كاس هنا .. ونتلمس التقدير على النحو: كسى زيدٌ عمرا جبةً
فكسى مما يتعدى إلى مفعولين، فأما الأول فهو عمرو، والآخر هو جبة.
وحين حذف الفاعل جرت وظيفته على المفعول الأول فأخذ حكمه .. وبالتالي تبقى مسألة المفعول الثاني الذي ظل على حالته التي حكم عليه بكونه مفعولا ثانيا للفعل المتعدي إلى مفعولين ... ولا غرابة في أن يكون كذلك .. إذ لا يلزم كون المفعول الأول ناب عن الفاعل أن يتراجع المفعول الثاني إلى مفعول أول مثلا ... لأن المفعول الأول مفهوم ضمنا من سياق الكلام ..
ولعلنا نقيس أيضا على ما يتعدى إلى ثلاثة مفاعيل نحو:
أعلم فلان زيدا الحق نورا
فحين نجري على السياق بناء لما لم يسم فاعله - وأجدنا أميل إلى هذا المصطلح - نقول: أعلم زيدٌ الحق نورا ..
فيكون زيد نائبا، في حين يبقى كلا من الحق ونورا مفعولين ثان وثالث ..
وبارك فيك أخي الحبيب الأستاذ الرائع خالد مغربي
إن ما تفضلت به وسطرته أناملك هو سبائك من ذهب، وفقك الله وأدامك. أن سعيد كل السعادة بقراءتك وتعليقك، فاسلم أخي.
¥