ـ[حسين ليشوري]ــــــــ[18 - 03 - 2009, 05:02 م]ـ
عن أي عربية تتحدث؟ عن الفصيحة, فهي لغة مناسبات مبعدة عن العلوم والحياة العامة. عن اللهجات, فهي لغات الناس ووسيلة تواصلهم. الفصيحة تحتضر وتغوص رويدا في بحر الإهمال والنسيان, وربما يأتي يوم لا يعرف منها الناس إلا ما يحفظونه من القرآن والحديث. ثم ماذا يفيدنا قولنا أن العربية ليست كأحد من اللغات ونحن لا نطورها, أم تظن أنها لأنها ليست كأحد من اللغات ستتطور بمفردها؟ ثم ماذا يفيدنا أن يقول لنا أحد أن عندنا ياقوتة ونحن نفضل الحديد؟ والعربية ليست الوحيدة اللغة المقدسة فاللاتينية مقدسة عند أهلها والسنسكريتية مقدسة عند أهلها والعبرية مقدسة عند أهلها, والأوليان ميتتان والثالثة تطورت لتتقبل العلوم على قلة متكلميها أكثر من العربية على كثرتهم كما قلت. تطور اللغة نتيجة خدمة أهلها لها ورعايتها وليس نتيجة افتخارهم بها في متحف الحضارة. واللغة الأكثر انتشارا هي الصينية التي على صعوبتها النحوية والخطية يتعلم أهلها العلوم بها. وبعدها الإنغليزية والهندية والإسبانية والفرنسية. أسلافنا وعوا قيمة اللغة وطوروها نحوا وخطا ومعجما كما تفعل الأمم الواعية بلغاتها, ولذلك فهي كأحد من اللغات, تموت إذا لم يرعها أحد. بوركت.
أشكرك أيّها "الضاد" على هذا "الإعتضاد" و الغيرة على لغتك، لغة "الضاد".
أنا أتحدث عن اللغة الفصحى طبعا و ليس عن اللهجات أو العاميات أو الرطنات التي يتكلم بها الناس اليوم في حيواتهم المختلفة.
صدقت، إن اللغة العربية تحتاج إلى من "يحياها" و يعيش بها و لها و لا تكفي الإشادة بها و لا التنويه بقداستها و مكانتها و نفاستها فقط. ألا ترى معي أن اللغة العربية، عند العرب، تحتاج إلى قرارات سياسية رسمية من الأنظمة العربية لتعود إلى الحياة؟
ليس الذنب ذنب اللغة و إنما الذنب كله في أبنائها الذين فرطوا فيها و أهملوها و أضاعوها بل حاربوها، ألم تقرأ قصيدة حافظ إبراهيم، شاعر النيل، كيف أنطق العربية و بث شكواها؟ و مع هذا فإن المستقبل للغة العربية فإن لم يكن بيد أبنائها فسيكون بيد محبيها في الغرب و ليس من العرب.
لقد سعدت بقراءة تعقيبك الذي ينم عن غيرة كبيرة عن اللغة العربية و حرقة دفينة لما حصل و يحصل لها.
تحيتي و تقديري.
ـ[ضاد]ــــــــ[19 - 03 - 2009, 01:29 م]ـ
ألا ترى معي أن اللغة العربية، عند العرب، تحتاج إلى قرارات سياسية رسمية من الأنظمة العربية لتعود إلى الحياة؟
حول ذلك أدندن أخي الفاضل. فلا نلومن الشعوب ولا النحاة, لأن مثل هذه المشاريع مشاريع أمّة لا أفراد, وما دامت الأمة تصرف أموالها على الجلدية المدورة والمتبرجة الناعقة, فكيف تتطور اللغة؟
فإن المستقبل للغة العربية فإن لم يكن بيد أبنائها فسيكون بيد محبيها في الغرب و ليس من العرب.
لا أظن هذا أخي الفاضل, فما حك جلدك مثل ظفرك, فمهما بلغ حب أحد للغة العربية من غير أبنائها, فلن يعوض لوعة أبنائها عليها. مهما تعلم الأعجمي في عصرنا اللغة العربية فهو لا يستعملها في بلده ولا يستعملها في بلدنا, فيظل هو أعجميا محبا للعربية ونظل نحن لهجيين لا تهمنا العربية. بوركت وجزاك الله خيرا.