[من فضائية الجزيرة!]
ـ[مهاجر]ــــــــ[12 - 04 - 2009, 08:32 ص]ـ
من فضائية الجزيرة:
برنامج يناقش انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي: الحلم التركي!، في ظل تنامي الدور التركي الذي يرفع أسهم الأتراك ليكفوا عن ذلك الاستجداء المهين لدولة حكمت العالم يوما باسم الإسلام، ولكن يبدو أن الالتحاق بالقطار الأوروبي السريع قد صار ثابتا قوميا عند الأتراك بمختلف توجهاتهم.
أوروبا، وعلى رأسها فرنسا: ترفض بشدة، وأوباما يغازل تركيا بالإشادة بأهليتها لنيل ذلك الشرف! بوصفها نموذجا للعلمانية في الشرق الأوسط يحتذى به، فعلى بقية دول العالم الإسلامي تحديدا الاقتداء بذلك النموذج المعتدل!.
ورفض أوروبا مبرر لأن القوة البشرية التركية خطر على نصرانية أوروبا المتدهورة، فلسان حالهم: يكفينا المد الإسلامي داخل مجتمعاتنا الأوروبية، ويكفينا انقراض الجنس الأوروبي شيئا فشيئا لعزوف الشباب عن الزواج، واضمحلال مفهوم الأسرة المستقرة ....... إلخ، فلسنا في حاجة إلى كتلة إسلامية ضخمة كتركيا تحدث خللا في الطابع النصراني للاتحاد الأوروبي، وإن زعم ساسته بأنه تجمع علماني ديمقراطي!.
والإحصائيات تقول، إن لم تخني الذاكرة، بأنه بمشيئة الله، عز وجل، سيصير عدد سكان تركيا بعد نحو 15 عاما أكبر من عدد سكان ألمانيا أكبر قوة بشرية في الاتحاد الأوروبي حاليا. وذلك مما يزيد توجس أوروبا من العضو التركي، فهو بكل المقاييس: عضو غير مرغوب فيه. ويكفيه المشاركة في مسابقات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم فهو: اتحاد أوروبي أيضا!.
وأوروبا تتصيد الأخطاء، من وجهة نظرها طبعا، للقيادة التركية الحالية ومن أبرزها:
اعتراض تركيا على تولي "أندرس فوغ راسموسن": رئيس الوزراء الدنماركي السابق منصب سكرتير حلف الناتو لموقفه السلبي أثناء أزمة الرسوم المسيئة إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فهو رئيس حزب اليسار الدنماركي ذو التوجه الليبرالي سابقا، ومن أبجديات الليبرالية: عدم وجود ثوابت أو خطوط حمراء في العقائد أو الأخلاق ......... إلخ فالحرية بمعنى الإلحاد والانحلال: صنم تقدسه الليبرالية، فقد أبدى: "كوشنير" وزير خارجية فرنسا استغرابه الشديد من معايير رئيس الوزراء التركي الدينية، التي تصطدم مع حرية الفكر، أو: الكفر بمعنى أصح، السائدة في أوروبا، فمجرد الدفاع عن الثابت الديني، وهو أمر لا يتنافى مع قواعد اللعبة الديمقراطية التي تكفل حرية التدين وحرية إبداء الرأي ولو بالمعارضة، جريمة تخالف قوانين أوروبا الحرة، وكأن أوروبا تخير تركيا بين عضويتها في الاتحاد وبين إسلامها! مع أنها لم تخير بقية دول أوروبا بين عضويتها وبين نصرانيتها.
ومنها اعتراضها على تجريم تهمة الزنا، فقيم أوروبا الحيوانية!، لا تجرم الزنا باعتباره حرية شخصية، فهو عملية بيولوجية بحتة، كالأكل والشرب والنوم ......... إلخ ولا توجد قوانين تعاقب من يأكل ويشرب وينام.
مع أن أوروبا ذات المعايير المزدوجة هي نفسها التي آثرت الصمت تجاه تضييق المحاكم التركية على المحجبات في المؤسسات العامة بدعوى أن ذلك شأن تركي داخلي، فلماذا صار الحجاب شأنا داخليا، وصار الزنا شأنا دوليا؟!، وأين حرية المحجبات في مقابل حرية الزواني؟!.
وفي المقابل: يتعهد سفير تركيا في قطر ببذل جهد أكبر لإصلاح التشريعات التركية لتكون أكثر انسجاما مع الطابع الأوروبي، ويبدو أنها: مسألة حياة أو موت بالنسبة لتركيا، وكأنه لا بقاء لتركيا إلا إذا نالت شرف الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي ولو فرطت في دينها وكرامتها.
وفي المقابل: يقول أحد ضيوف البرنامج بأن من مساوئ الأسرة الأوروبية أنها تربي أبناءها على عداء الأتراك، بوصفهم مسلمين عثمانيين، اجتاحوا أوروبا من شرقها حتى فيينا، فلسان حالهم: (هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ)، وهذه حقيقة فالعداوة بين الإسلام والنصرانية قائمة منذ بعثة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ورفض هرقل الدخول في الإسلام مع إقراره بصدق النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وصحة رسالته، إلى فتوحات الشام ومصر وإفريقية التي جردت أوروبا الكاثوليكية من مزارعها الخاصة، إن صح التعبير، إلى الحروب الصليبية
¥