تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[من طرائف البخلاء]

ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[28 - 04 - 2009, 03:39 ص]ـ

قال أصحاب أحد البخلاء له: إننا نخشى أن نقعد عندك فوق مقدار ما تشتهي فلو جعلت لنا علامه نقوم عليها (اي ننصرف عندما نراها) فقال: العلامة هي عندما أقول يا غلام هات الغداء

وقف أعرابي على أبي الأسود وهو يتغدى فسلم عليه فرد السلام ثم أقبل على الأكل ولم يدعُه للأكل فقال الأعرابي: أما إني قد مررت بأهلك، قال: كان ذلك طريقك، قال: فأمرأتك حبلى، قال: كذلك كان عهدي بها، قال: وقد ولدت، قال: لابد لها أن تلد، قال: ولدت غلامين، قال: كذلك كانت أمها، قال: مات أحدهما، قال، ماكانت ستقدر على رضاع اثنين، قال: ثم مات الآخر، قال: ما كان سيبقى بعد أخيه، قال: وماتت الأم، قال: حزناً على ولديها، قال: ما أطيب طعامك، قال: لأجل ذلك أكلته وحدي والله لاذقته يا أعرابي

ويروي رجل اسمه عمر بن ميمون يقول: مررت ببعض طرق الكوفه فإذا برجل يخاصم جاراً له فقلت: ما بالكما؟ فقال أحدهما: إن صديقاً لي زارني فاشتهى رأسا فاشتريته وتغدينا فأخذت عظامه فوضعتها على باب داري أتجمل بها فجاء هذا وأخذها ووضعها على باب داره يوهم الناس أنه الذي اشترى الرأس

وفي رواية أخرى قيل لعبد: أما يكسوك سيدك؟ فقال: والله لو كان بيته مملوءاً إبراً وجاءه سيدنا يعقوب ومعه الأنبياء شفعاء والملائكه ضمناءيستعير منه إبرة ليخيط بها قميص يوسف الذي قد من دبر ما أعاره إياها فكيف يكسوني؟

حتى الخليفه المنصور

يروى عنه إنه كان شديد البخل جدَاً ومر به مسلم الحادي ذات يوم في طريق الحج فحدا له بقول الشاعر:

أَغرَ بين الحاجبين نوره ***** يزينه حياؤه وخيره

ومِسكه ُيشوبه كافوره **** إذا تغدى رفعت ستوره

حتى طرب المنصور ثم قال: يا ربيع أعطه نصف درهم فقال مسلم: يا أمير المؤمنين لقد حدوت لهشام فأمر لي بثلاثين ألف درهم فقال المنصور: تأخذ من بيت المال ثلاثين ألف درهم؟ يا ربيع خذ منه المال فمازال الربيع يلتمس الخليفه حتى وقع الرضا بأن مسلماً يحدو للخليفه في الذهاب والإياب بغير شيء

والحطيئه الشاعر كان منهم (أي من البخلاء) وذات يوم مر به إنسان وهو واقف على باب دارهوبيده عصا فقال: أنا ضيف فأشار الحطيئة إلى العصا وقال: لكعاب الضيفان أعددتها

ومماهو مشهور عن أهل مرو (مدينة مرو) انهم موصوفون بالبخل ومن عادتهم إذا ترافقوا في سفر أن يشتري كل واحد منهم قطعة من اللحم ويشكها في خيط ويجمعون اللحم كله في قدر ويمسك كل منهم طرف خيطه فإذا نضج جرً كل منهم خيطه وأكل لحمه ويتقاسمون المرق

ومن البخلاء ايضا خالد بن صفوان كان يقول للدرهم: يا عيَار كم تعير وكم تطير لأطيلن ضجعتك ثم يطرحه في الصندوق ويقفل عليه

يحكى أن أحدهم نزل ضيفاً على صديق له من البخلاء وما إن وصل الضيف حتى نادى البخيل ابنه

وقال له: يا ولد عندنا ضيف عزيز على قلبي فاذهب واشتر لنا نصف رطل لحماً من أحسن اللحم.

ذهب الولد وبعد مدة عاد ولم يشتر شيئاً فسأله أبوه: أين اللحم؟ فقال الولد: ذهبت إلى الجزار وقلت له: أعطنا أحسن ما عندك من لحم .. فقال الجزار: سأعطيك لحماً كأنه الزبد. قلت لنفسي إذا كان كذلك فلماذا لاأشتري الزبد بدل اللحم. فذهبت إلى البقال وقلت له: أعطنا أحسن ما عندك من الزبد. فقال: أعطيك زبداً كأنه الدبس.فقلت: إذا كان الأمر كذلك فالأفضل أن أشتري الدبس. فذهبت إلى بائع الدبس وقلت: أعطنا أحسن ما عندك من الدبس .. فقال الرجل: أعطيك (دبساً) كأنه الماء الصافي فقلت لنفسي: إذا كان الأمر كذلك، فعندنا ماء صافٍ في البيت. وهكذا عدت دون أن أشتري شيئاً. قال الأب: يالك من صبي شاطر. ولكن فاتك شيء .. لقد استهلكت حذاءك بالجري من دكانٍ إلى دكان.فأجاب الابن: لا يا أبي .. لقد لبست حذاء الضيف!

ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[28 - 04 - 2009, 04:02 ص]ـ

أضحك الله سنك أخية وأدخل السرور عليك نهارا وليلا .. إن بمثل هذه النوادر يتعلم المرء لعلّ هناك بعضاً منها من سماته فيبتعد .. :)., وقد قرأت عن الكندي عند بخلاء الجاحظ ذات مرة ما أثار دهشتي وهو من يكون في تاريخ الحكماء المسلمين ..

فقد كان الكندي لا يزال يقول للساكن، وربما قال للجار: إن في الدار امرأة حمل. والوحمى ربما أسقطت من ريح القدر الطيبة! فإذا طبختم فردوا شهوتها، ولو بغرفة أو لعقة، فإن النفس يردها اليسير! فإن لم تفعل ذلك بعد إعلامي إياك،

فكفارتك - إن أسقطت - غرة: عبد أو أمة، ألزمت ذلك نفسك أم أبيت!

قال: فكان ربما يوافى إلى منزله من قصاع السكان والجيران ما يكفيه الأيام، وإن كان أكثرهم يفطن ويتغافل.

وكان الكندي يقول لعياله: أنتم أحسن حالاً من أرباب هذه الضياع: إنما لكل بيت منهم لون واحد. وعندكم ألوان!

قال: وكنت أتغدى عنده يوماً، إذ دخل عليه جار له. وكان الجار لي صديقاً. فلم يعرض عليه الغداء. فاستحييت أنا منه. فقلت: لو أصبت معنا مما نأكل قال: قد والله فعلت.

قال الكندي: ما بعد الله شيء! قال: فكتفه والله - يا أبا عثمان - كتفاً لا يستطيع معه قبضاً ولا بسطاً، وتركه! ولو أكل لشهد عليه بالكفر، ولكان عنده قد جعل مع الله شيئاً!

قال عمرو: بينا أنا ذات يوم عنده، إذ سمع صوت انقلاب جرة من الدار الأخرى. فصاح: أي قصاف! فقالت مجيبة له: بئر وحياتك! فكانت الجارية في الذكاء، أكثر منه في الاستقصاء.

قال معبد: نزلنا دار الكندي أكثر من سنة، نروج له الكراء، ونقضي له الحوائج، ونفى له بالشرط. قلت: قد فهمت ترويج الكراء، وقضاء الحوائج، فما معنى الوفاء بالشرط؟ قال: في شرطه على السكان أن يكون له روث الدابة، وبعر الشاة، ونشوار العلوفة، وألا يخرجوا عظماً، ولا يخرجوا كساحة، وأن يكون له نوى التمر، وقشور الرمان، والغرفة من كل قدر تطبخ للحبلى في بيته! وكان في ذلك يتنزل عليهم. فكانوا لطيبه، وإفراط بخله، وحسن حديثه، يحتملون ذلك.

بورك فيكِ أسكن الله قلمك وجمَّله وأنعم عليه بالعلم والتأدب والنادر الثمين دوما.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير