تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[د. أحمد الليثي ينتهي من ترجمة كتاب جورج سارتون!]

ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[16 - 05 - 2009, 12:39 ص]ـ

تهنئة رقيقة لأخينا الدكتور أحمد الليثي،

بمناسبة انتهائه من ترجمة كتاب جورج سارتون:

(مقدمة في تاريخ العلم).

نهنئ أخانا الدكتور أحمد الليثي، رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية، على انتهائه من ترجمة الأجزاء المتعلقة بإسهامات العرب والمسلمين من كتاب مؤرخ العلوم الشهير جورج سارتون (مقدمة في تاريخ العلم). والكتاب الآن قيد الطبع بالعربية وسيصدر في المستقبل القريب إن شاء الله. فشكر الله أخانا الدكتور أحمد الليثي على هذه اليد الكريمة التي أسداها إلى العربية، والعقبى للمجلدات الأخرى إن شاء الله!

وقد شرّفني أخي الدكتور أحمد وكلفني بكتابة توطئة للترجمة، وهذا شرف عظيم لي أن يقترن اسمي باسم أخي الدكتور أحمد في كتاب واحد، فما بالك بكتاب جورج سارتون وهو ((كتاب لم يكتب أحدٌ مثلَه في تاريخ العلم. وإذا ما استثنيا الكتب الدينية المقدسة فإن هذا الكتاب يأتي في المرتبة الأولى في العالم كله من حيث الاستشهاد به، والاقتباس منه، في المجالات العلمية عموماً، وتاريخ العلم - بشِقَّيْه التجريبي والنظري- خصوصاً. وندر أن تجد من بين أهل الاختصاص، أو الأكاديميين، أو الباحثين، أو المثقفين، أو طلاب العلم، من لم يستعن به، أو يعرفه، أو سمع به)) كما جاء في مقدمة المترجم.

فمبارك للدكتور أحمد الليثي، ولنا، وللثقافة العربية هذا الإنجاز العظيم!

وهذه توطئة الكتاب ننشرها تعريفا بالكتاب والترجمة وتمهيدا لصدورها قريبا إن شاء الله.

توطئة

من دواعي غبطتي في التقديم لهذه الترجمة العربية من كتاب العالم البلجيكي جورج سارتُن: (مقدمة في تاريخ العلم)، أن هذا السفر جليل وأصيل؛ وأن الله -سبحانه- سخر لترجمة هذا الجزء المتعلق بإسهامات العرب والمسلمين مترجمًا جِهبذًا هو الدكتور أحمد الليثي، رئيس (الجمعية الدولية لمترجمي العربية)؛ فجاءت الترجمة من هذا السِّفر المرجعي في تاريخ العلوم والمعارف غاية في الجودة والإتقان. وذلك بعد أن كان الدارسون يتلهفون لرؤية هذا الكتاب مترجمًا إلى لغتنا العربية، كله أو بعضه. ولا أظن أن سبب القصوركان نتيجة لعدم اهتمام المؤسسات العربية العلمية بكتاب سارتُن ـ فهو من أهم الكتب في تاريخ العلم، إن لم يكن أهمها -بل لأن الإقبال على ترجمة كتاب مثل هذا الكتاب -الجامع في تاريخ العلم- لا يتأتى إلا لجهابذة المترجمين، وما أقلهم!

ثم إن إقامتي لسنوات عديدة في مدينة غنت ـ مسقط رأس سارتُن ـ للدراسة في الجامعة التي درس هو فيها، باعث آخر على السعادة في كتابة هذه التوطئة، إذ كيف لك أن تقيم لسنوات في غنت، وتتنقل بين أروقة جامعتها العريقة ومكتباتها الغنية، ولا تلحظ أثر جورج سارتُن وظله الحاضر فيها، حتى بعد نصف قرن من وفاته؟ إن الحديث في أهمية الكتاب يطول، فضلاً عن أن المترجم عالج ذلك في مقدمته البحثية، فلا أثقل على هذه التوطئة، سوى أن أشير إلى أن أهمية كتاب جورج سارتُن عمومًا، و إلى دقته في معالجة المادة، وكذلك أشير إلى شموليته وموضوعيته فيها من جهة، وإلى أهمية هذه الترجمة من جهة أخرى.

لا يعتمد تاريخ العلوم والمعارف على الحدود الزمنية التي تميز حقبة تاريخية عن حقبة تاريخية أخرى، ولا على الحدود الجغرافية التي تفصل ما بين الثقافات، ولا يمكن أن يعتمد تاريخ العلوم والمعارف على ذلك؛ إذ أن سير العلوم والمعارف الإنسانية وانتقالها من ثقافة لأخرى لا يتوقفان عند الحدود الزمانية والمكانية للحضارات والثقافات المتتابعة؛ فقد يكون سير تلك العلوم والمعارف من ثقافة لأخرى سريعًا تارة، بطيئًا تارة أخرى، ولكنه لا يتوقف. وكان سير العلوم والمعارف عارمًا في الفترة التي برزت فيها العلوم الإسلامية من القرن التاسع حتى القرن الثالث عشر الميلادي، إذ أنارت هذه العلوم دياجير كثيرة في العالم. لكن ثغرةً في تاريخ كتابة العلوم والمعارف نشأت مع بداية عصر التجديد الأوربي، الذي كان رواده يركزون على الإرث الكلاسيكي لأوربا (الإغريقي واللاتيني)، فقد اعتبروا عصور ما سواه اللاحقة "عصورًا مظلمة" ( Dark Ages)، أدت، مع مرور الزمن، إلى التقليل من أهمية دور العرب والمسلمين وإسهامهم في تطوير العلوم والمعارف، بله تجاهل الكثير من

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير