تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[من جزر القمر!]

ـ[مهاجر]ــــــــ[01 - 04 - 2009, 10:12 م]ـ

في حادثة غريبة قررت إحدى جزر القمر الإسلامية، كما ذكرت قناة الجزيرة، وكما ذكر رئيسها في مؤتمر الدوحة الأخير: الاستقلال عن الدولة المركزية، والانضمام إلى دولة أخرى تبعد عنها آلاف الأميال هي: فرنسا، التي صرح رئيسها بأنه يهتم، أيما اهتمام، بمستعمرات دولته، فيما وراء البحار، وتلك غنيمة باردة، ومستعمرة جاءته: على الجاهز!، كما يقال عندنا في مصر، وقد صوت نحو 95 % من سكانها على الاستقلال، والغريب أن نسبة الإسلام فيها، أيضا، تتجاوز 95 %!!، وكأن الدولة المركزية: شبح لا وجود له إلا في مخيلة بقية سكان الدولة، فقد اكتشف سكان الجزيرة المستقلة، فجأة، أنهم بلا رأس حاكم، فراحوا يبحثون عنه، حتى وجدوا ضالتهم في فرنسا، التي تسعى في عهد ساركوزي إلى تفعيل دورها القيادي، مرة أخرى، فهي إمبراطورية استعمارية قديمة، وجمهورية ديمقراطية حديثة، ورأس كاثوليكية رئيسة، ويكاد هذا المزيج يسري في دماء الفرنسيين، المعتزين بقوميتهم، كما هو معروف عنهم، فلهم منها ما لأمثال الألمان والإنجليز والأمريكان، وإن كان الفرنسيون والألمان، مع عنصريتهم وبغضهم للإسلام، وهو قاسم مشترك أعظم بين كل تلك القوميات، وإن كان هذان الشعبان أفضل بكثير من جهة إمكانية التعايش والحوار، من الإنجليز والأمريكان، فهم، بلطجية العالم!، إن صح التعبير، ومشاهد قطعان الإنجليز الهمجية في الملاعب الرياضية، ومشاهد قطعان الأمريكان والإنجليز الزاحفة على الشرق المسلم خير شاهد على ذلك.

الشاهد أن في هذه الحادثة الغريبة عدة ملاحظات من أبرزها:

أنها سابقة نوعية تفتح الباب أمام أي أقلية في بلاد العالم عموما، والإسلامي، خصوصا، لهذا الانفصال الذي يقضي على وحدة الدول الإسلامية المضطربة أصلا، ولعل حال السودان الشقيقة خير شاهد على ذلك، والعالم الغربي النصراني يسعى جاهدا لتقسيمها إلى أربع دويلات، ومصر التي يراد تقسيمها إلى ثلاث دويلات: مسلمة في الوجه البحري، ونصرانية في الوجه القبلي، ونوبية في الجنوب!، والعراق التي يخيم عليها شبح التقسيم الفيدرالي إلى جنوب فارسي طائفي، وشمال كردي قومي علماني، ووسط سني، وما أكثر أقليات العالم الإسلامي التي خلعت قناع الوحدة الوطنية المزيف، وأظهرت مكنون صدورها بعد استظهارها بالبلطجي الأمريكي الذي يلفظ أنفاسه الآن في العراق وبلاد الأفغان، والأقلية النصرانية عندنا في مصر خير شاهد على ذلك، حتى على مستوى أطفال المدارس على وزان كلمة أطلقتها طفلة نصرانية في براءة تفضح مكنون الصدر فالأطفال لا يحسنون ألاعيب الكبار، عبارة: "بكرة بوش يجي يربيكم! "، وقد رحل مستندهم الأعظم في ظل استياء الشعب الأمريكي نفسه من سياساته الهمجية، ومع ذلك نجح في تكوين قاعدة صلبة لمن بعده تسهل له التدخل في شؤون مصر بحجة حماية الأقليات الدينية المضطهدة!، ولو أنصفوا لتدخلوا لحمايتنا نحن، فقد صرنا نحن المضطهدين فلا نملك حتى حماية إخواننا من المسلمين الجدد خوفا من بطش الكنيسة!، في ظل تخاذل القيادة السياسية التي لا تعرف إلا لغة المصلحة الشخصية، فليتها حتى أبقت على المصلحة القومية، ولا نقول الدينية لئلا نوصم بـ: "التطرف" ومحاولة إحياء الدولة الدينية الكهنوتية، وكأن الإسلام بشرائعه وسياساته وعلومه وآدابه وأخلاقه الباهرة عديل نصرانية الكنيسة في القرون الوسطى!، ومن أنصف حتى من غير المسلمين علم مقدار ما خسره العالم، بل ما خسرته تلك الأقليات التي تفتري على المسلمين، بانحطاط المسلمين، كما أفرد لذلك الشيخ الندوي، رحمه الله، مؤلفه المعروف: "ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين؟ ". فحالهم في ظل الحكم الإسلامي كان أفضل من حالهم الآن حتى مع ما يقتنصونه كل يوم من امتيازات في ظل الدعم الخارجي المشبوه الذي نجح في توظيف تلك الأقليات منذ الحروب الصليبية وإلى يوم الناس هذا، في ضرب الإسلام وأهله، عسكريا وثقافيا، وسياسيا، فقد رضوا بأن يكونوا ورقة ضغط تمارسه قوى خارجية تخالفهم النحلة، فالاختلافات العقدية بينهم عميقة لدرجة التكفير والحرمان الكنسي، فلم يجتمع بروتستانت أمريكا وأرثوذكس مصر إلا على عداوة الإسلام،

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير