تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[من المغرب]

ـ[مهاجر]ــــــــ[03 - 04 - 2009, 05:41 م]ـ

تشن السلطات المغربية في الآونة الأخيرة حملة يصح وصفها بأنها: "حملة تطهير عقدي"، للحفاظ على وحدة البلاد السنية المالكية وهو ما امتازت به بلاد المغرب من قديم الأزل، مع كون المذهب السائد في الأصول هناك هو: مذهب المتكلمين منذ زمن دولة الموحدين.

وبداية الحملة كانت للقضاء على حركات الفرس لنشر بدعتهم العقدية الغالية في آل البيت، رضي الله عنهم، إذ تواصل الدولة الفارسية نشاطها المحموم لنشر مذهبها الكاسد، بتزيينه: بادعاء محبة آل البيت، رضي الله عنهم، تارة، وهي الدعوى التي تلقى صدى واسعا لدى قطاعات عريضة من المسلمين المحبين للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وآل بيته، رضي الله عنهم، لا سيما المتصوفة ولهم قاعدة عريضة في بلاد المغرب، وبالإغراء المادي تارة أخرى فتشترى ذمم الصحفيين والكتاب الخربة لتلميع المذهب وقياداته الحالية بخلع أوصاف الزهد والاستقامة عليهم، ولا أدري كيف يستقيم حال من سب أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ووقع في عرضه بلعن وزيريه وزوجتيه كما قد علم من اطلع على دعاء: "صنمي قريش"؟!، ولكن هكذا أراد عملاء الثورة.

وقد حاولت الدولة الفارسية استغلال الجالية المغربية في بلجيكا، إذ الجاليات المغتربة غالبا ما تجهل كثيرا من الحقائق الشرعية فضلا عن الخلافات المذهبية فيصير الأمر عند كثير منهم: اختلافا سطحيا لا يفسد للود قضية!، كأي خلاف في مسألة فرعية بين علماء الممذاهب فلا يتعدى الخلاف بيننا وبينهم الخلاف بين المالكية، رحمهم الله، وغيرهم في إسدال اليد في الصلاة!، وذلك حال كثير من المسلمين في البلاد الإسلامية الأم فكيف بالجاليات المغتربة؟!. وقد رأينا الدولة الفارسية تنشط في كثير من البلاد الغربية مستغلة الجهل بحقيقة مذهبها الفاسد، فقد رحل دعاتها إلى البلقان أيام الحرب لا للجهاد، فأولئك لا يعرفون إلا جهاد أهل السنة!، بل لم تنقطع صادراتهم البترولية إلى صربيا إبان الحرب، فالبيزنس مع الغرب، والجعجعة والحرب الدعائية الميكروفونية مع الشرق، كما هو ظاهر من جعجعة كبيرهم ذي الكلام الكثير والفعل القليل بل المعدوم فلا سلطات فعلية له أصلا وإنما هو بوق لمنظري الثورة.

ورأينا تواجدهم في الشيشان بل وموسكو بمباركة روسيا التي ترتبط معهم بعلاقات استراتيجية متميزة، فهم على الأقل، أفضل من الوهابيين!!!.

وتطور الأمر إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع الدولة الفارسية، وغلق مدارس عراقية تتبع حزب الدعوة الطائفي المسيطر على مقاليد الحكم الآن في العراق في ظل رعاية المحتل الأمريكي، ومصادرة الكتب التي تروج لفكرهم المنحرف ........... إلخ.

وفي نفس الإطار: رحلت المغرب عددا من المنصرين، بعد ثبوت تورطهم في ممارسة أنشطة تنصيرية داخل البلاد، ويكاد الوضع في بلاد المغرب الحبيبة يطابق الحال عندنا في مصر: ضعف عام في التدين مع ضحالة في المعلومات الدينية التي تحصن صاحبها من شبه الكفار الأصليين ومبتدعة أهل القبلة، وفقر مدقع تستغله القوى الخارجية لشراء الأتباع، فالظرف الاجتماعي المغربي كالظرف الاجتماعي المصري: في غاية الحرج في ظل حملة عقدية شرسة على عقائد المسلمين في البلدين مع فارق كبير في تعاطي القيادة في كلا البلدين مع النازلة:

فالقيادة المغربية على أسوأ فرض: تسعى إلى الحفاظ على السلم الاجتماعي في البلاد بمنع أي فكر خارجي منحرف، فالمعركة بالنسبة لها، على أقل تقدير: معركة سياسية للحفاظ على كيان الدولة، وذلك هدف مشروع، ولكنه لا يستحق صدارة الأهداف في حملة كهذه، كما أن المعركة ليست أمنية فقط، فلها بعد فكري، وبعد اجتماعي، إذ تحصين المسلمين في زمن العولمة من الشبه المتدفقة من الفضائيات وشبكة المعلومات ..... إلخ تدفق السيل المنهمر، لا يكون إلا بصحوة فكرية إسلامية رشيدة، فالجانب الأمني أحد جوانب المعركة الحالية، وأهم منه وأولى بالاهتمام كما يقول أحد الباحثين المغاربة: الجانب الفكري، فضلا عن الجانب الاجتماعي، فأحوال مجتمعاتنا الآن لا سيما الاقتصادية: ثغرة واسعة نفذ منها الأعداء إلى الشباب المحبط نتيجة الأوضاع المتردية، فضلا عن الأسر الفقيرة في ظل إهمال الأغنياء كعادتهم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير