تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[من واشنطن!!!]

ـ[مهاجر]ــــــــ[18 - 03 - 2009, 07:12 م]ـ

من واشنطن:

برنامج يذاع على فضائية الجزيرة، كان موضوعه في هذا الأسبوع، وقد سمعته سماعا بأذني، دون سبق ترصد، كان موضوعه: مهرجان فلكلوري أقيم في مركز كنيدي للتجمعات الدولية والرقص!!!، أو نحو ذلك، ولكنه بالتأكيد يعالج قضايا الرقص المعاصرة!!، وتم تسويق هذا المهرجان على أنه: صورة حية للثقافة العربية الإسلامية!!: ثقافة الرقص الشرقي وألف ليلة وليلة، الصورة النمطية التي ربيت عليها أجيال المسلمين فضلا عن أجيال الغرب المعاصرة، صور الخليفة المستلقي بين أحضان جواريه وهن يحشون فاه بالطعام والكأس بيده، وأصحاب المقشات! من خلفه يروحون عنه، صورة هارون ملك ألف ليلة وليلة في تجاهل واضح لهارون ملك الإسلام الغازي الحاج، محيي السنة ومميت البدعة، فذلك لا وجود له إلا في أذهان الأصوليين!، وتلك الصورة الأسطورية مما يجذب كثيرا من أبناء الغرب إلى الإسلام، هربا من ضغط الحياة الغربية إلى واحة الحياة الشرقية الخضراء: واحة الموسيقى الشرقية والمطربات الحسان، وكأن الإسلام: الدين الخاتم، دين العلم والعمل، دين: الحجة والبرهان والسيف والسنان، الدين الذي أريقت في سبيل نشره الدماء الزكية من لدن صحب محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم مرورا بفتوحات الراشدين المهديين إلى فتوحات بني أمية، ففتوحات بني العباس في عصرهم الأول، فالحركات الإصلاحية الإسلامية التي قامت في وجه الحملات الصليبية كحركة القائد الشهيد: عماد الدين زنكي، رحمه الله، إلى فتوحات بني عثمان، التي طرقت أبواب العاصمة النمساوية: "فيينا": دون أن تصطحب معها فرقا من الراقصات الشرقيات لغزو المجتمع الأوروبي ثقافيا!!، كأن هذا الدين: سهرة يقضيها أحدهم في حي: "خان الخليلي" وسط دخان: "الشيشة" المنبعث من المقاهي!!!، فالصورة النمطية عن الشرق المسلم:

صورة الإرهاب الذي يستمتع بإراقة دماء الآخرين وهتك أعراضهم، فالمسلم لا يعرف إلا السيف نهارا: سيف الجور والطغيان، ولسنا نبرأ من سيف الرحمة الذي فتحنا به الدنيا برسم: "لا إله إلا الله"، ولكن الغرب المعاصر أغبى من أن يدرك عظمة ذلك السيف الذي استمتع بأحكامه وحضارته في البلاد التي التقى فيها الغرب بالشرق، فسطعت شمس الأخير لتبدد ظلمة الأول، ولعل المثال الأندلسي: نص في محل النزاع، لا ينكره إلا جاهل أو مكابر، وأغلب الغرب اليوم ما بين هاتين الخصلتين: فجهل بالإسلام: بسيط فلا يعرف عنه شيئا أصلا، أو مركب، فيعرفه من خلال وسائل الإعلام التي تسيطر عليها أمة يهود، عدوة الوحي والرسالة، أو: تعصب وحقد أعمى توارثته الأجيال من لدن الحملات الصليبية إلى يوم الناس هذا، وحتى الحركات الإصلاحية النصرانية، مع تعصبها الأعمى لا تستطيع أن تنكر فضل الإسلام عليها بنظمه الراقية التي تأثرت بها فكانت خير زاد لها في رحلة الصراع المرير مع كهنوت الكنيسة الكاثوليكية: عدوة العلم، عدوة الحضارة، بل عدوة الإنسان نفسه!!.

فهذا نهاره: قتل، وليله: هتك وخمر، وتلك هي الصورة التي روج لها بعد أحداث: 11 سبتمبر، وكانت الدولة آنذاك: دولة سيف وسنان غاز للشرق المسلم، فأعلن بوش الحرب الصليبية يوم: 16 سبتمبر، ولم يكن من المناسب آنذاك الحديث عن حضارة الإسلام وآدابه وفنونه ................ إلخ، ولو من منظور فلكلوري، فضلا عن المنظور الفكري الحقيقي للرسالة الخاتمة، فكانت المصلحة الاستراتيجية لجماعات الضغط الإنجيلية تقضي بإبراز وجه الإسلام: "الإرهابي"، أي: "الجهادي": فألصقت تهمة الإرهاب بالرسالة نفسها، لا ببعض معتنقيها كما يزعم الغرب ليبرر حملته على الشرق المسلم فهي حملة ضد المتطرفين لا المعتدلين!!، فالقرآن هو دستور الإرهاب، والمناهج الدينية في المدارس الإسلامية المتطرفة هي سبب نكبة 11 سبتمبر .............. إلخ. ولم يخل الأمر من زيارات دبلوماسية لجورج بوش إلى المراكز الإسلامية في أمريكا، أبدى خلالها إعجابه بالإسلام الذي شن حربه المقدسة عليه طيلة فترتي رئاسته المشئومة!!.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير