كَمْ نَحْنُ في حَاجَةٍ لِهَذا ...
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[11 - 04 - 2009, 02:30 ص]ـ
:::
كَمْ نَحْنُ في حَاجَةٍ لِهَذا ... هو حُسن الخلق
في ظل هذا التردي الخلقي والتدني السلوكي للمجتمع المُسلم الذي بُنيت على قواعدة أخلاق العالم كله., كم نحن في حاجة أن نقوم بالحث على مكارم الأخلاق كما أمرنا بها رب العالمين وأنشدها لنا رسولنا الكريم., كم نحنُ في حاجة للعودة إلى هذا الركن المفقود والعماد الموصود في شرعتنا المطهرة., نتيجة سوء الخلق واستثناء الحياء وتجاهله., نتيجة كل هذا رأينا في عصر التقدم كما يدّعي البعض تدهورا في الأخلاق وصلت خطاها إلى أن الولد لا يحترم والده والصديق يفشي بسر صديقه والقريب لا يعطف على قريبه والجار لا يرعى حقوق جاره والغني يترك الفقير في بؤسه., كل هذا يجعلنا نقف أمام أحاديث رسول الله في محاولة للعودة والحث على هذا النهج المُبارك الذي به تتحقق معادلات كثيرة في سلوكياتنا.,
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن"، فقال الصحابة: من يا رسول الله؟ قال:" من لا يأمن جاره بوائقه" رواه مسلم 170 و الامام أحمد 2\ 288.
وروي الإمام أحمد وصححه الألباني عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رجل يا رسول الله إن فلانة يذكرمن كثرة صلاتها وصدقتها وصيامها غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها قال: هي في النار.
ثم قال: يا رسول الله فإن فلانة يذكر من قلة صيامها وصلاتها وأنها تتصدق بالأثوار من الأقط (1) ولا تؤذي جيرانها.
قال: هي في الجنة.
وعن محمد بن المنكدر قال: حدثني جابر يعني ابن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كُنَّ لَهُ ثَلاَثُ بَنَاتٍ يَؤْويِهُنَّ، وَيَرْحَمْهُنَّ، وَيُكَفُلهُنَّ، وَجِبَتْ لَهُ الجَنَّةُ البَتّة» قال: قيل: يا رسول الله فإن كانت اثنتين؟ قال: «وَإنْ كَانَتْ اثْنَتَيْنِ» قال: فرأى بعض القوم أن لو قالوا له: واحدة لقال: «وَاحِدَة» رواه أحمد. وزاد ابن ماجه ” وأطعمهن وسقاهن وكساهن ” وفي حديث ابن عباس عند الطبراني " فأنفق عليهن وزوجهن وأحسن أدبهن "
وقال صلى الله عليه وسلم:عن عائشةَ رضيَ اللهُ عنها قالت: جَاءَتْنِي مِسْكِينَةٌ تَحْمِلُ ابْنَتَيْنِ لَهَا. فَأَطْعَمْتُهَا ثَلاَثَ تَمَرَاتٍ. فَأَعْطَتْ كُل وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا تَمْرَةً. وَرَفَعَتْ إِلَى فِيهَا تَمْرَةً لِتَأْكُلُهَا. فَاسْتَطْعَمَتْهَا ابْنَتَاهَا. فَشَقَّتِ التَّمْرَةَ، الَّتِي كَانَتْ تُرِيدُ أَنْ تَأْكُلَهَا، بَيْنَهُمَا. فَأَعْجَبَنِي شَأْنُهَا. فَذَكَرْتُ الَّذِي صَنَعَتْ لِرَسُولِ اللّهِ. فَقَال َ: «إِنَّ اللّه قَدْ أَوْجَبَ لَهَا بِهَا الْجَنَّةَ. أَوْ أَعْتَقَهَا بِهَا مِنَ النَّارِ» رواه مسلم ..
وكان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خُلقاً وأكرمهم وأتقاهم، عن أنس رضي الله عنه قال" كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقًا" - الحديث رواه الشيخان وأبو داود والترمذي.
وعن صفية بنت حيي رضي الله عنها قالت "ما رأيت أحسن خلقًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم" - رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن.
وقال تعالى مادحاً وواصفاً خُلق نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم ((وَإِنّكَ لَعَلَىَ خُلُقٍ عَظِيمٍ)) [القلم 4]
قالت عائشة لما سئلت رضي الله عنها عن خلق النبي عليه الصلاة والسلام، قالت: (كان خلقه القرآن) صحيح مسلم.
فهذه الكلمة العظيمة من عائشة رضي الله عنها ترشدنا إلى أن أخلاقه عليه الصلاة والسلام هي اتباع القرآن، وهي الاستقامة على ما في القرآن من أوامر ونواهي، وهي التخلق بالأخلاق التي مدحها القرآن العظيم وأثنى على أهلها والبعد عن كل خلق ذمه القرآن.
وقال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: ومعنى هذا أنه صلى الله عليه وسلم صار امتثال القرآن أمراً ونهياً سجيةً له وخلقاً .... فمهما أمره القرآن فعله ومهما نهاه عنه تركه، هذا ما جبله الله عليه من الخُلق العظيم من الحياء والكرم والشجاعة والصفح والحلم وكل خُلقٍ جميل.
¥