تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[شم النسيم "أصله و تاريخ الاحتفال به"]

ـ[سما الإسلام]ــــــــ[19 - 04 - 2009, 12:39 ص]ـ

:::

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

"اعتاد المصريون القدماء أن يحددوا سنتهم الشمسية طبقا لظواهر فلكية رصدوها. و كانت السنة تبدأ عندهم بعد اكتمال القمر (البدر) الذي يقع عند الانقلاب الربيعي وهو اليوم الذي يتساوى فيه الليل والنهار وقت حلول الشمس في برج الحمل و يقع في 11 برمودة و كانوا يعتقدون أن هذا اليوم هو بدء خلق العالم

هذا العيد وثيق الصلة بعيد الفصح اليهودي حيث إن بني اسرائيل حين خرجوا من مصر كان يوم خروجهم يوافق موعد احتفال المصريين ببدء الخلق في أول الربيع ففرح اليهود بهذا اليوم و اعتبروه اول سنتهم الدينية و سموه يوم الخروج أو الفُصْح و هي كلمة عبرية معناها "اجتياز" إشارة إلى نجاتهم و تحريرهم

و هكذا اتفق عيد الفصح العبري مع عيد الخلق المصري ثم انتقل عيد الفصح بعد ذلك للمسيحية لموافقته مع عيد قيامة المسيح عند المسيحيين و لما انتشرت المسيحية بمصر اصبح عيدهم يلازم عيد المصريين القدماء و يقع دائما يوم الإثنين الذي يلي عيد القيامة عند المسيحيين"

و هذا يعني أن شم النسيم بالأساس عيد ديني

كان الفراعنة يحتفلون بعيد شم النسيم؛ إذ يبدأ ليلته الأولى أو ليلة الرؤيا بالاحتفالات الدينية، ثم يتحول مع شروق الشمس إلى عيد شعبي تشترك فيه جميع طبقات الشعب كما كان فرعون، وكبار رجال الدولة يشاركون في هذا العيد.

يرجع بدء احتفال الفراعنة بذلك العيد رسمياً إلى عام 2700 ق. م أي في أواخر الأسرة الفرعونية الثالثة، ولو أن بعض المؤرخين يؤكد أنه كان معروفاً ضمن أعياد هيليوبوليس ومدينة (أون) وكانوا يحتفلون به في عصر ما قبل الأسرات

و عرف قدماء المصريين هذا العيد بعيد الخلق و سماه الفراعنة عيد شموس أي بعث الحياة

ثم حرف الاسم بعد ذلك خاصة في العصر القبطي إلى كلمة شم

ثم أضيفت له كلمة النسيم

لحلول نسيم الربيع الذي يميز هذا العيد

أما بالنسبة لما فيه من طقوس و أطعمة خاصة به فيقول دكتور سعيد محمد حسن الملط في كتابه أعياد مصر بين الماضي و الحاضر "و كان المصريون القدماء يحتفلون بعيد شم النسيم فهو العيد الذي تبعث فيه الحياة و يتجدد فيه النبات و ينشط الحيوان لتجديد نوعه و كانوا يحتفلون به احتفالا شعبيا رائعا فيخرج الناس مبكرين أفواجا و جماعات إلى الحدائق و المنتزهات و الحقول يستنشقون رائحة الأزهار و يستمتعون بالورود و الرياحين

و كان أحب الأطعمة لديهم في ذلك اليوم البيض الملون و السمك المملح (الفسيخ) و البصل و الخس و الملانة (الحمص الأخضر) و هي نفس الأطعمة التي نتناولها اليوم في هذا العيد

و من العادات التي ورثناها تعليق البصل فوق أسرة النوم ثم شمه في الصباح الباكر و أصبح البصل تقليدا يؤكل مع الفسيخ في شم النسيم و كان قدماء المصريين يقدسون الخس حيث كان يجلب الخصب و القوة و الحيوية"

أما لماذا هذه الأطعمة بالتحديد فقصتها كالآتي

بيض شم النسيم

يعتبر البيض الملون مظهراً من مظاهر عيد شم النسيم، ومختلف أعياد الفصح والربيع في العالم أجمع، واصطلح الغربيون على تسمية البيض (بيضة الشرق).

بدأ ظهور البيض على مائدة أعياد الربيع –شم النسيم- مع بداية العيد الفرعوني نفسه أو عيد الخلق حيث كان البيض يرمز إلى خلق الحياة، كما ورد في متون كتاب الموتى وأناشيد (أخناتون الفرعوني).

وهكذا بدأ الاحتفال بأكل البيض كأحد الشعائر المقدسة التي ترمز لعيد الخلق، أو عيد شم النسيم عند الفراعنة.

أما فكرة نقش البيض وزخرفته، فقد ارتبطت بعقيدة قديمة أيضاً؛ إذ كان الفراعنة ينقشون على البيض الدعوات والأمنيات ويجمعونه أو يعلقونه في أشجار الحدائق حتى تتلقى بركات نور الإله عند شروقه –حسب زعمهم- فيحقق دعواتهم ويبدأون العيد بتبادل البيض وهي العادات التي ما زال أكثرها متوارثاً إلى الآن

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير