تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[عن النيروز!]

ـ[مهاجر]ــــــــ[21 - 03 - 2009, 03:01 م]ـ

عيد النيروز: مظهر آخر من مظاهر الإسلام المطعم بطقوس الوثنية الأولى.

من طقوسه التي عرضها تقرير على قناة الجزيرة: مائدة السينات الست أو السبع، لا يحضرني عددها الآن، وهي ستة أصناف من المطعومات تبدأ بحرف السين توضع على المائدة بجوار القرآن الكريم، فهو عيد يكتسب صبغة دينية مركبة، وفي الثالثة والنصف عصرا، ولا أدري ما سر اختيار هذا التوقيت بالذات، ولعلها ساعة الإجابة يوم الجمعة الذي صادف وقوع عيد النيروز فيه هذا العام!، في تلك الساعة التي اكتسبت قداسة تخلو معها الطرقات من المارة انتظار لميلاد عام جديد، تتوجه الأكف إلى الله، عز وجل، بالدعاء!، في لمحة تركيبية جديدة، عام فارسي يرجع تاريخ الاحتفال به إلى نحو 3000 عام يستهل بدعاء إسلامي الصبغة، في جمع غريب بين متناقضين: حضارة كسرى الوثنية وحضارة الإسلام التوحيدية، والجمع بين المتناقضين أمر تحيله العقول الصريحة، فهما لا يجتمعان ولا يرتفعان، فأحدهما غالب لا محالة، وإن زاحمه الآخر.

والقومية الفارسية: قومية عريقة، ولا شك، تستند إلى تاريخ عريض من المدنية التي جعلت فارس: القطب الثاني من أقطاب العالم القديم، ولكنها في المقابل من أحط القوميات مقالة في الإلهيات، فهي وثنية تعبد النار، إباحية تستبيح نكاح المحارم، طاغوتية ترفع كسرى لدرجة القداسة، وذلك شعار الوثنيات القديمة والمعاصرة، فمقابل كسرى فارس: قيصر الروم، وفرعون مصر، ونمرود العراق ........... إلخ من السلسلة الطاغوتية المتسلطة.

والفرس، كشعوب الدول العظمى، فيهم من الترفع والتعالي عن غيرهم ما فيهم، فهم كإنجليز القرن الماضي، وأمريكي القرن الحالي، وهذا أمر شهد به بعض العرب ممن يشاركون الفرس مذهبهم العقدي، فلم تشفع لهم وحدة المذهب ليحظوا بحقوق تساوي حقوق أبناء القومية الفارسية، فصار المذهب ستارا يخفي عداوة متأصلة في نفس الفارسي، إذ لم يطق ذلك السيد العظيم قهر العربي البدوي الذي كان بالأمس القريب يتسول فتات موائد كسرى، حتى اضطره إلى إقامة دولة المناذرة، كحاجز سياسي يقيه شر غارات العرب ذي الطابع الهمجي المتخلف، ولعل ذلك مما ظهر جليا في حوار رستم مع رسل سعد، رضي الله عنه، ولما هم رستم باتباع رسالة الفاتحين الجدد، إذ كان من الذكاء بحيث أدرك ما طرأ على عرب اليوم من نور الرسالة الخاتمة، فصارت الغاية: حمل الرسالة بعد أن كانت سرقة شاة أو بعير!، لما هم بذلك كان جلساؤه من الغباء بحيث قاسوا الأمر على جودة الثياب، فلم يرقهم رداء ربعي، رضي الله عنه، فخاطبوا قائدهم بقولهم: معاذ الله أن أن تميل إلى شيء من هذا وتدع دينك إلى هذا الكلب! أما ترى إلى ثيابه؟!، فوبخهم قائلا: ويلكم لا تنظروا إلى الثياب، وانظروا إلى الرأي والكلام والسيرة، إن العرب يستخفون بالثياب والمأكل، ويصونون الأحساب، وذلك مقياس أي حضارة مادية لم تستنر بنور الوحي، وانظر إلى همجية الأمريكي: سيد العالم الجديد الذي يقيس الأمر بنفس المقياس الدنيوي الفاسد.

فكان لا بد من حل لهذه المعضلة: معضلة قبول الدين الجديد، والأنفة من التبعية للعرب، وكأن العرب قد فتحوا الأرض برسم: "القومية العربية" في مقابل: "القومية الفارسية" لتستقيم حجتهم، فجرى ما يمكن أن يطلق عليه: "سطو فكري مسلح" على ميراث النبوة برسم ولاء آل البيت، رضي الله عنهم، فالنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وكسرى: صهران، فكلاهما عظيم، فعلام البراء من أحدهما مع إمكان الجمع؟! فلا عجب إذن أن نرى الموروث الديني لفارس المعاصرة، يمجد كسرى، وينتحل نجاته في حين يحكم بالهلاك على السواد الأعظم من حملة الرسالة!، وإذا عارض معارض فسيف الإرهاب بتهمة عداء آل البيت، رضي الله عنهم، مسلط في وجهه، وهو ذات السيف الذي يشهره الصوفية في مصر لمن أنكر عليهم غلوهم وشركياتهم، وذلك، لعمر الله، عين الإرهاب الفكري.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير