تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الياقوتة في العلم والأدب]

ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[17 - 03 - 2009, 09:20 م]ـ

:::

[الياقوتة في العلم والأدب]

فرق ٌ ما بين الإنسان وسائر الحيوان، وما بين الطَّبيعة المَلَكية، والطبيعة البهيمية. وهما مادَّة العقل وسراج البدن ونُور القَلب وعماد الرُّوح، وقد جَعل الله بلطيف قُدْرته، وعظيم

سُلطانه، بعضَ الأشياء عَمَداً لبعض ومُتولِّدًا من بعض، فإجالة الوَهم فيما تُدْركه الحواسّ

تَبعث خواطر الذِّكر، وخواطر الذكر تنبه رؤية الفِكْر، وروية الفِكْر تثير مكامِن الإرادة،

والإرادة تُحْكم أسباب العمل، فكلُّ شيء يقوم في العقل وُيمثل في الوهم يكون ذِكْرِا، ثم

فِكْرا، ثم إرادة، ثم عملا. والعقل متقبل للعِلْم لا يعمل في غير ذلك شيئاَ. والعلم علمان:

علم حُمِل، وعلم استُعمل فما حُمل منه ضرّ، وما استُعمل نَفع. والدليل على أن العقل إنما

يعمل في تقبل العُلوم كالبصر في تقبل الألوان، والسمع في تقبل الأصوات، أن العاقل إذا لم يُعلَّم

شيئا كان كمن لا عقل له، والطِّفل الصغير لو لم تعرِّفه أدبا وتُلقنه كتابا كان كأبله البهائم

وأضلِّ الدواب، فإن زَعم زاعمِ فقال: إنا نجد عاقلا قليلَ العِلم: فهو يَستعمل عقله في قلّة علمه، فيكون أشدَ رأياَ، وأنبه فِطنةً، وأحسنَ مواردَ ومَصادِرَ من الكثير العِلم مع قَلّة

العَقْل، فإنَّ حُجَّتنا عليه ما قد ذكرناه من حَمْل العِلْم واستعماله، فقليل العِلْم يستعمله العَقل خَيرٌ من كثيره يحفظه القلب.

قيل للمُهلِّب: بِمَ أدركتَ ما أدركتَ؟ قال: بالعِلم، قيل له: فإن غيرك قد عَلم أكثر مما

عَلِمتَ، ولم يُدرك ما أدركت، قال: ذلك عِلم حُمِل، وهذا علم استُعْمل.

وقد قالت الحكماء: العِلمُ قائد، والعَقل سائق، والنَّفس ذَوْد، فإذا كان قائد بلا سائق

هلكت " الماشية"، وإن كان سائق بلا قائد أخذتْ يميناً وشمالا، وإذا اجتمعا أنابت طَوْعاً أو كَرْهاً.

الحض على طلب العلم

قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يزال الرجلُ عالماً ما طَلب العِلم، فإذا ظَنَّ أنه قد عَلِم

فقد جَهل.

وقال عليه الصلاةُ والسلام: الناسُ عالمٌ ومُتعلِّم وسائرهم هَمَج.

وعنه صلى الله عليه وسلم: إنّ الملائكة لتَضَع أجنحتَها لطالب العِلم رِضاً بما يَطلب، وَلمِدَاد جَرت به أقلامُ العُلماء خيرٌ من دماء الشّهداء في سبيل اللّه.

وقال داود لابنه سُليمان عليهما السلام: لفَّ العِلْم حولَ عُنقك، واكتُبه في ألواح قَلبك.

وقال أيضاً: اجعل العِلْم مالَكَ، والأدب حِلْيتك.

وقال عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه: قيمة كلِّ إنسان ما يُحْسن.

وقيل لأبي عمرو بن العَلاء: هل يَحْسُن بالشَيخ أن يتعلًم؟ قال: إن كان يَحسن به أن يعيشفإنه يحسن به أن يتعلم.

وقال عُرْوة بن الزُّبير رحمه اللهّ تعالى "لبنيه": يا بنيَّ، اطلبوا العِلم فإن تكونوا صِغار "قوم"لا يُحتاج إليكم، فعسى أن تكونوا كبارَ قوم آخرين لا يستغني عنكم.

وقال ملك الْهِند لولده، وكان له أربعون ولداً: يا بني، أكثِروا من النظر في الكتب، وازدادوا في كل يوم حرفاً، فإن ثلاثةً لا يَستوْحشون في غُربة: الفقِيه العالم، والبَطَل الشجاع، والحُلوُ

اللسان الكثير مخارج الرأي.

وقال المُهَلّب لبَنِيه: إياكم أن تجلسوا في الأسواق إلا عند زَرَّاد أو وَرَّاق، أراد الزرَّاد

للحرب، والورَّاق للعلم.

وقال الشاعر:

نِعْمَ الأنيسُ إذا خلوْتَ كِتَابُ ... تَلْهو به إن خانَكَ الأحبابُ

لا مُفْشِياً سرّا إذا استودعتَه ... وتُفاد منهُ حكمةٌ وصَوَابُ

وقال "آخر":

ولكلِّ طالب لذّة مُتنزَه ... وألذُّ نُزهة عالمٍ في كُتْبهِ

وقال عبد اللهّ بن عبَّاس رضوان الله عليهما: مَنْهومان لا يَشبعان: طالِب علم وطالب دنيا.

وقال: ذَلَلتُ طالباً فعَزَزْتُ مطلوباً.


.
المصادر: العقد الفريد: لابن عبد الربه الأندلسي.

ـ[**ينابيع الهدى**]ــــــــ[18 - 03 - 2009, 12:27 ص]ـ
قيل للمُهلِّب: بِمَ أدركتَ ما أدركتَ؟ قال: بالعِلم، قيل له: فإن غيرك قد عَلم أكثر مما
عَلِمتَ، ولم يُدرك ما أدركت، قال: ذلك عِلم حُمِل، وهذا علم استُعْمل.

جزاك الله خيرا وبارك فيك
وهذه قصة نقلتها
سئل رجل عن العلم:بما أدركت العلم؟
قال: طلبته فوجدته بعيد المرام، لا يصطاد بالسهام، و لا يقسم بالأزلام، و لا يرى في

المنام، ولا يضبط باللجام، و لا يورث عن الأعمام، ولا يستعار من الكرام، فتوسلت اليه

بافتراش المدر، واستناد الحجر، ورد الضجر، و ركوب الخطر، ادمان السهر، و اصطحاب

السفر، و كثرة النظر، و اعمال الفكر، فوجدته شيئا لا يصلح الا للغرس، و لا يغرس الا

في النفس، و صيدا لا يقع الا في الندر، و لا ينشب الا في الصدر، و طائرا لا يخدعه

الا قنص اللفظ، و لا يعلقه الا شرك الحفظ، فحملته على الروح، و حبسته على العين،

و أنفقت من العيش، و خزنت في القلب، و حررت بالدرس، و استرحت من النظر الى

التحقيق، و من التحقيق الى التعليق، و استعنت في ذلك بالتوفيق.
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير