[حياتك بين الهمة والخمول]
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[13 - 03 - 2009, 05:36 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
آل؛ فصيح
استوقفني كثيراً بندول الساعة وهو يخيط الهواء .. فيخضع الهواء مستسلماً ليتحد فيما بعد معه .. ليكونا معاً لوحة ملموسة وغير ملموسة .. فتحرك البندول يميناً ويساراً له دلالة .. فهو ليس مجرد خادماً مطيعاً عند الحركة الدنماكية التي تصدرها الساعة لتحرك العقارب الثلاث التي بدورها تدفعه لإحداث هذا الصوت المتعارف عليه .. " دوم دوم دوم " أو " دن دن دن " .. وعلى هوى كل منا يكون الاختيار .. وهل يسمع ما بين الأقواس الأولى أم الثانية .. ورقاص الساعة أي " البندول " يعد من الأشياء الإسلامية العربية الأصيلة حيث أن مخترعه أبو سعيد بن يونس المصري، نحو عام 390هـ ـ 1000م. وهو من علماء الفلك والميكانيكا في العالم الإسلامي آن ذاك .. وتلك معلومة إضافية ليست أكثر .. من باب إضافة المعلوماتية وإثراء المقال ليصبح مفيداً لدى المهتمين بالثقافة العامة .. إنما هو في حركاته التذبذبية .. يُشير إلى خيالات ووقائع جوهرية تسكن هذا الجسم الصغير .. وكأننا في كل اهتزازة ..
نجد أنفسنا دون إرادة نحملق فيه بل ونتوه .. فيشرد البعد ويغيب البعض عن الوعي .. ويتأكيد البعض من الساعة أيضاً .. أما من غاب عقله وقل تركيزه
فنراه يحلم ويحلم ويحلم .. فنراه تارة بين العالم الماضي وتارة أخرى مذبذباً بين واقعه وبين مستقبله .. وكأن البندول ذاته هو مصدر التفكر والتدبر في تلك اللحظة .. ولأننا علينا أن ندرك جميعاً أن كل شىء في الكون مستخلص من الطبيعية .. فالإنسان قد خلقه الله عز وجل من نفس تركيبة الكرة الأرضية .. وكل ما بداخل الكرة الأرضية يتحد مع بعضه في كثير من الأشياء وحتى التضاد .. مثل الأنفس أو الوحوش التي تحمل الشر والتي لا تعرف الخير .. تتوافق أو تتشابه في الكثير والكثير مع الخير .. وإن كانت الصفات ظاهرية .. كطرق العيش والغذاء والماء .. والعيش تحت السماء .. كل هذا يدلنا على أن الكون كله في حلقة واحدة .. أليس في جسدنا نسب من الحديد وما شابه .. اليس بخارج الجسد يوجد حديد أيضاً .. رغم أنه جماد .. إلا أن الصفات اللازمة
لهذا العالم المتحد تجعلنا نفكر أكثر ونتدبر أكثر في عظمة هذا الخالق .. يُستخلص من كل هذا الذي قيل لك وأراكَ قد رددته على مسامعك وقلبته في عقلك وفتشت عنه بداخل وجدانك .. سواء أكنت هذا الذي ينظر للبندول .. أو الناظر للقمر .. أو المتأمل في النجوم .. أو المسبح في ظلمات الليل .. فإنك حتماً ستشاركني في كلمتي للقدر .. والكلمات للقدر .. ليست إلا تحدياً للواقع ..
المغلوط .. وسفسفطنا المنثورة في كل خطواتنا وأمنياتنا وأفعالنا .. ونيابة عن ذاتي وذاتُ البندول الذي لا يمكنه أن يتكلم أو القمر الذي يكلمني أنا فقط دون البشر في حديث يطول كثيراً .. لا تُتمتمون لستُ مجنوناً .. فالقمر من الطبيعة التي خلقها البارىء المصور .. وأنا أيضاً أنتمي لنفس الكون .. لهذا فهو أخي وصديقي الصدوق .. أقول نيابة عني وعن البندول وعن القمر .. يا أيها القدر القادم .. في كل لحظة .. والمغير لحياة تلك الإنسانية البلهاء المؤقته في ملك الله بأرضه التي سترحل بعد قليل بعد أداء دورها طائعة لا تعصى الله .. إني راض ٍ .. وراضٍ .. وراضٍ .. فإن جئتني ومازلتُ حياً بأمر من الله .. فلسوف أستقبلك .. إن كنت تحمل لي الحزن .. فلسوف أقابله بالبسمة وسأجبر القلب على أن يتبناها لتصبح .. بسمة من القلب .. وإن حملت الفرح .. فسأشكر الله ولكن واعذرني يا قدري .. سأنظر في أمر تلك الفرحة هل هي حقيقية أم مزيفة .. وإن حملت لي الفشل .. فسأعرف أني أخطأت الآن .. لهذا قد جئتني كما أردته لنفسه .. لهذا فلسوف أعمل على أن تكون .. كما أراد الله لهذا الخليفة البشري في أرضه .. أما إذا حملت لي النجاح .. فسأعرف أن الطريق مازال طويلاً وأن شمعة واحدة تحتاج إلى أصداقاء من بني جنسها .. كي يصبح الطريق دوماً كالنهار الوردي .. قد أسهبتُ أعتذر منكم .. فقد توقف بندولي موقتاً .. رغم أن كلماتي للقدر ما انتهت .. لكني واثقٌ بأن كلاً منكم .. في حاجة لأن يقول شيئاً ما سواء أكان لنفسه .. أو لقدره .. أن كلاً منكم في حاجة لإعادة محورية وجوهرية في كل سواعيه .. وكل مشاهداته اليومية .. لواقعه أو للواقع المحيط به .. أن كلاً منكم يرى قدره بلون قديم أو جديد .. أن كلاً منكم ليس راضياً عن شىء ما .. أو يحاول تحقيق شىء ما .. أعرف أن كلاً منكم .. هيَّا قولوا لي .. بماذا أشار عليكم صديقكم البندول .. أو القمر .. أو الحجر .. أو النجم .. أو البحر .. أو أشارت البادية.
ـ[العمر الهادئ]ــــــــ[19 - 03 - 2009, 02:50 م]ـ
راقٍ بأسلوبك
أقول لقدري يكفيك تلاعباً بمشاعري، أيعقل أن أبقى في دوامة الوهم طوال سنوات عمري؟
أستغفر الله من عدم الرضا بقدره إلا أنني لا أقصد السخط
ولكني أخاطبه بأحرف متلعثمة فهو من لعثم قلمي وقتل حروفي الجميلة
تقبل مروري
¥