[لاتباغضوا ولاتحاسدوا]
ـ[شمس الامارات]ــــــــ[08 - 05 - 2009, 01:58 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[لاتباغضوا ولاتحاسدوا]
مقدمه:
عن أنس أبن مالك رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((لاتباغضوا ولاتحاسدوا ولاتدابرو وكونوا عباد الله
إخوانا ولايحل لمسلم أن يهجرأخاه فوق ثلاث))
قيل: يا رسول الله! أي الناس أفضل؟
قال: " كل مخموم القلب، صدوق اللسان "؛ قالوا:
(صدوق اللسان) نعرفه؛ فما مخموم القلب؟ - قال
: التقي النقي؛ لا إثم فيه، ولابغض، ولاغل، ولاحسد
سند صحيح - ابن ماجه 4216
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
"لاتباغضوا ولاتحاسدوا ولاتدابروا ولا تقاطعوا وكونوا عباد
الله أخواناً، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه المسلم فوق ثلاث" أخرجه مسلم
• وأمر الشرع بحسن الخُلق واللين والتودد والملاطفة، وحذّر من البذاءة
والجفاء والحقد والحسد، والتباغض والتدابر، وغيرها من الأخلاق المذمومة الرديئة
ومن المعلوم أن الإنسان لايدري مقدار تحققه بالأخلاق الفاضلة،
أو مقدار تخلصه من الأخلاق المذمومة إلا بمخالطة الناس ومعاشرتهم
ومعاملتهم في الشئون المختلفة، بحيث يتبين مدى صبر الإنسان وحلمه،
وسعة خلقه وطيب معشره، أو يتبين ضد ذلك من التبرّم، والضيق
والغضب، وسوء الخلق، ورداءة الطبع.
فالإسلام دين الجماعة والاجتماع، والتوجيهات الإلهية معظمها
موجهة إلى: {الِذينَ ءامَنُواْ} وفيها الحث على الاعتصام
بحبل الله وعدم التفرق، وفيها الحث على التعاون على البر والتقوى
، لاعلى الإثم والعدوان، وفيها الحث على الجهاد والقتال
صفاً كأنهم بنيان مرصوص ........ الخ.
• كما أمر الشرع بإقامة بنيان الأخوة الإسلامية بين المؤمنين
، وبيان فضلها وأهميتها، والوعد بعظيم الأجر للمتحابين في الله،
والمتزاورين فيه، والمتجالسين فيه، والمتباذلين فيه، كما جاء بالنهي
عن التباغض، والتدابر، والتهاجر، وسائر الأسباب التي تورث الضغينة
وتسبب البغضاء بين المؤمنين، كما في حديث أنس ـ رضي الله
عنه ـ مرفوعاً: (لاتباغضوا، ولاتحاسدوا، ولاتدابروا، وكونوا
عباد الله إخوانا، ولايحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام).
"لا تحاسدوا": أي لا يتمنى بعضكم زوال نعمة بعض.
"لا تدابروا": لا تتدابروا، والتدابر: المصارمة والهجران.
النهي عن الحسد:
تعريفه: الحسد لغة وشرعاً:
تمني زوال نعمة المحسود، وعودها إلى الحاسد أو إلى غيره.
وهو خُلُقٌ ذميم مركوز في طباع البشر، لأن الإنسان يكره
أن يفوقه أحد من جنسه في شيء من الفضائل.
حكمه:
أجمع الناس من المشرعين وغيرهم على تحريم الحسد وقبحه.
حكمة تحريمه: أنه اعتراض على الله تعالى ومعاندة له،
حيث أنعم على غيره، مع محاولته نقض فعله تعالى وإزالة فضله.
النهي عن التباغض:
تعريفه: البغض هو النفرة من الشيء لمعنى فيه مستقبح، ويرادفه الكراهة.
وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين عن التباغض
بينهم في غير الله تعالى، فإن المسلمين إخوة متحابون،
قال الله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} الحجرات: 10
حكمه: وهو حرام إلا إن كان لله.
تحريم ما يوقع العداوة والبغضاء:
حرم الله على المؤمنين ما يوقع بينهم العداوة والبغضاء،
فحرم الخمر والميسر، قال تعالى:
{إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ
وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنْ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ} [المائدة: 91]
وحَرَّم الله المشي بالنميمة لما فيها من إيقاع العداوة والبغضاء،
ورَخَّصَ في الكذب في الإصلاح بين الناس.
النهي عن التدابر: التدابر هو المصارمة والهجران، وهو حرام
إذا كان من أجل الأمور الدنيوية، وهو المراد بقوله صلى الله عليه وسلم
_ في البخاري ومسلم عن أبي أيوب _ "لا يَحِلُّ لمسلم أن يَهْجُرَ
أخاه فوق ثلاث، يلتقيان فيصد هذا ويصد هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام".
أما الهجران في الله، فيجوز أكثر من ثلاثة أيام إذا كان من
أجل أمر ديني، وقد نص عليه الإمام أحمد، ودليله قصة الثلاثة الذين خُلِّفوا
في عزوة تبوك، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بهجرانهم خمسين يوماً، تأديباً
¥