10 - وكانت مختصرات محمد بن مكرم بن منظور (711 هـ) خمسمائة مجلد.
11 - قال أبو محلم: لما قدمت مكة لزمت ابنَ عيينة، فلم أكن أفارق مجلسه، فقال لي يوماً: يافتى، أراك حَسن الملازمة والاستماع، ولا أراك تحظى من ذلك بشيء، قلت: وكيف؟ قال: لأني لا أراك تكتب شيئاً مما يمر قلت: إني أحفظه قال: كلّ ما حُدِّثتَ به حفظته؟ قلت: نعم، فأخذ دفتر إنسان بين يديه، وقال: أعدْ عليَّ ما حدثتُ به اليوم، فأعدته، فما خرمتُ منه حرفا، فأخذ مجلسا آخر من مجلسه فأمررته عليه، فقال: حدثنا الزهري، عن عكرمة، قال: قال ابن عباس: يقال إنه يولد في كل سبعين سنة من يحفظ كل شئ، قال: وضرب بيده على جنبي، وقال: أراك صاحبَ السبعين.
12 - وقال محمد بن يحى العبدرىّ الفاسي (651 هـ) ما سمعتُ شيئا من نكت العلم إلا قيدته، وما قّيدت شيئا إلا حفظته، وما حفظت شيئا فنسيته.
13 - وقال محمد بن يعقوب الفيروز آبادي (810 هـ): " ما كنت أنام حتى أحفظ مائتي سطر ".
14 - وقال أحمد بن خالد الضرير البغدادي: كنت أعرض على ابن الأعرابي" أصول الشعر أصلا أصلا، وعُرِض عليه شعر الكميت وأنا حاضر، فحفظته بعرْضه، وحفظت النّكت التي أفاد فيها، فقال لي ابن الأعرابيّ يوماً: لم تعرض علىّ شعر الكميت فيما عَرَضت! فقلت: عَرَضه عليك فلان فحفظته بعرْضه، وحفظت ما أفدت فيه من الفوائد، وجعلت أنشده، وأذكر له من الفوائد فعجب.
15 - قال التبريزي: أقمت عند أبي العلاء المعري سنين، ولم أر أحدا من أهل بلدي، فدخل المسجد بعضُ جيراننا، فعرفته، فتغيرت من الفرح فقال لي أبو العلاء: أيش أصابك؟ قلت إني رأيت جاراً لنا بعد أن لم ألق أحداً من أهل بلدي سنين، فقال لي: قم فكلّمه، فقمت و كلمته بلسان الأزربية شيئاً كثيراً، إلى أن سألت عن كُلِّ ما أردت، ثم عدت فقال: أي لسان هذا؟ فقلت: لسان أذْربيجان، فقال: ما عرفت اللسانَ ولا فهمتُه، غير أني حفظت ما قلتما، ثم أعاد علىّ الّلفظ بعينه، من غير أن ينقص أو يزيد فعجبت من حفظه ما لم يفهمه.
16 - وكان إبراهيم بن عثمان الوزان القيرواني (346 هـ) يحفظ العين وغريب أبي عبيد المصنف وإصلاح ابن السكيت وكتاب سيبويه وغير ذلك.
17 - وكان أبو بكر الشاغورىّ (703 هـ) ماهراً في العلوم حتى كان يلقي ثلاثين درساً في ثلاثين علماً.
18 - وكان الأصمعي يحفظ ثلث اللغة، و أبو زيد ثلثي اللغة، والخليل بن أحمد نصف اللغة، وعمرو بن كركرة الأعرابي يحفظ اللغة كلها.
19 - وحفظ سعيد بن الفرج الرّشاش (من أهل المائة الثالثة) أربعة آلاف أُرجوزة للعرب.
20 - ودرس صالح بن عبد الله الأسدي (727 هـ) الكشاف للزمخشري من صدره ثماني مرات، مع بحث وتدقيق و إيراد و تشكيك.
21 - وحفظ عبد الله بن يوسف (ابن هشام النحوي المشهور)، مختصر الخرقي [في الفقه الحنبلي] في دون أربعة أشهر.
22 - وحفظ عبد الملك بن قريب بن أصمع (215 و 216 هـ) ستة عشر ألف أرجوزة.
23 - وكان على بن الحسن الأحمر (194 هـ) يحفظ أربعين ألف شاهد في النحو وقال محمد بن الجهم: كنا نأتي الأحمر، فيدخل قصراً من قصور الملوك، فيه فرش الشتاء في وقته، و فرش الصيف في وقته، ويخرج علينا، وعليه ثياب الملوك ينفح منها رائحة المسك و البخور، و يلقانا بوجه طلق، وبشر حسن، ثم ننصرف إلى الفرّاء، فيخرج إلينا معبِّسا قد اشتمل بكسائه، فيجلس لنا على بابه، و نجلس على التراب، فيكون أحلى في قلوبنا من الأحمر وجميل فعاله.
24 - وحفظ على بن عبد الله الغسانيّ الزيتوني (906 هـ) كتاب سيبويه.
25 - وكان على بن عيسى الفهري (819 هـ) سريع الحفظ، ويحفظ التسهيل [التسهيل: كتاب لابن مالك في النحو].
26 - وكان على بن محمد التنوخي (342 هـ) يحفظ للطائييَنِ سبعمائة قصيدة، سوى ما يحفظ لغيرهم من الجاهليين و المخضرمين والمحدثين، وكان يجيب في عشرين ألف حديث. [الطائيان: هما أبو تمام والبحتري
ـ[عماد كتوت]ــــــــ[23 - 03 - 2009, 03:40 م]ـ
بارك الله فيك أخي على هذه المعلومات التي فتقت جراحنا، وذكّرتنا بذاكرتنا (المخرومة) التي لا يعلق فيها شيء، فسبحان الله.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[23 - 03 - 2009, 05:25 م]ـ
جهد مشكور أخي الكريم محمد هاني صالح، معلومات رائعة لطيفة ومفيدة، فجزاك ربي خير الجزاء.
ـ[أنوار]ــــــــ[24 - 03 - 2009, 08:36 م]ـ
بارك الله فيك أخي على هذه المعلومات التي فتقت جراحنا، وذكّرتنا بذاكرتنا (المخرومة) التي لا يعلق فيها شيء، فسبحان الله.
يرحمنا الله ...
وجزاكم الله خيراً أخي الكريم ..
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[24 - 03 - 2009, 08:58 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم
كان الأصمعي يقول لو أن رجلا حفظ ما نسيت لكان عالما.
نسأل الله أن يرحمنا فلسنا عندهم بشيء. ولضعف الحفظ أسباب منها السهر السهر السهر
فنرجو من الأخوة الكرام أن يفيدونا في الأسباب المعينة على الحفظ والأسباب التي تضعفه ومن كان في تجربة من ذلك فليذكرها.