تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

واقتصادية، إلى ضعف سياسي غير مسبوق، وكل ذلك من ثمار الدولة المدنية العلمانية!.

والإشكال أن الحلول دائما: مسكنات مؤقتة، إذ تتوهم السلطات في مصر أن إعطاء الدنية في الدين سيسكت الآخرين ويخفف الضغط عليها ويزيل الاحتقان، فلا تستجلب بذلك سخط لجان الكونجرس التفتيشية التي تحارب الاضطهاد الديني وإن استجلبت سخط الجبار عز وجل بالتخاذل عن نصرة الموحدين المستضعفين الذين سلمتهم بأيديها إلى جلاديهم، مع أن كل ذلك يزيد من استفزاز المسلمين، فيؤدي إلى زيادة الاحتقان، وهو ما يهدد السلم الاجتماعي في مصر التي لم تشهد طوال تاريخها اضطرابات طائفية تصل إلى درجة الفتنة، وقى الله مصر وسائر بلاد المسلمين شرها، فالطرف الآخر، كما تقدم، نهم، لا تهمه مصلحة الوطن المزعومة، إذ البعد الديني في سياسته ظاهر، وليت لنا نفس الحمية في نصرة الحق الذي بين أيدينا، فقد زهدنا فيه وقصرنا في نصرته، ولو تمسكنا بديننا ما نالوا منا، فلن يهدم أعداؤنا حصوننا إلا بأيدينا، إذ لا قبل لهم بالإسلام، وإن قهروا المسلمين ونالوا من كرامتهم فـ: (مَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ).

والصفقة خاسرة بكل المقاييس: بالمقياس الديني المعتبر، بل والمقياس النفعي العاجل في الدنيا فتلك السياسة الخانعة لن تنصر دينا ولن تحفظ دنيا، وستندم المؤسسات الرسمية بعد فوات الأوان إن لم تتدارك الأمر حفاظا على سلامة المجتمع على أقل تقدير، طالما أنها: مدنية علمانية مودرن!.

وتبقى عقيدة: "الولاء والبراء": أوثق عرى الإيمان، هي المستهدفة دوما في تلك الغارات، فلا بد من تهذيبها، بل واقتلاعها من نفوس المسلمين ليصبحوا أعضاء صالحين في الجماعة الدولية الجديدة التي لا تعرف دينا سوى دين: "العولمة"! مع أنها، كما تقدم، تخفي صليبية وتعصبا مقيتا، ظهرت بعض أعراضه على جنود أمريكا في بلاد الأفغان والعراق وما تخفي صدورهم أكبر.

والغريب كما يقول أحد الأفاضل عندنا في مصر، أن العلمانيين لا يتحركون دفاعا عن حقوق المواطنين المسلمين الجدد، وإنما يتحركون فقط للدفاع عن حقوق المواطنين المرتدين!.

وإلى الله المشتكى.

ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[26 - 03 - 2009, 05:10 م]ـ

لا تعجب أخي الكريم

فكثيرة هي الدعوات المشبوهة المماثلة

كالبعثية

والأمة السورية "أنطون سعادة"

والأمة الفينيقية

وكلها هدفها عزل العرب عن بعضهم أو عزلهم عن محيطهم الإسلامي

ـ[مهاجر]ــــــــ[27 - 03 - 2009, 08:49 ص]ـ

جزاك الله خيرا على المرور والتعليق.

أثرت هذه الدعوات الفكرية أخي بحر الرمل ما لم تؤثره عشرات الحملات العسكرية الجرارة وهي أوجه عديدة لعملة واحدة.

وإلى الله المشتكى.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير