تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قالَ عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ رضيَ اللهُ عنهُ: عَوِّدْهُم الخيرَ فإنَّ الفضلَ عادةٌ.

ومِنْ أَبْرَزِ أمثلةِ العادةِ في منهجِ التربيةِ الإسلاميةِ شعائرُ العبادةِ

وفي مُقدِّمتِها الصلاةُ، وجميعُ آدابِ السلوكِ الإسلاميِّ التي تتحوَّلُ بالتّعويدِ

إلى عادةٍ لَصيقةٍ بالإنسانِ لا يستريحُ حتى يؤديَها.

كثيرٌ منَ العاداتِ كانتْ جديدةً على المسلمينَ .. فعوَّدَهُمْ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ

إيّاها وربّاهم عليها بالقُدوةِ والتّلقينِ والمتابعةِ والتوجيهِ حتّى صارتْ عاداتٍ متأصِّلةً في نُفُوسِهِم

وطابعاً مُمَيِّزاً لهُم، يميّزُ المسلمينَ عنْ غيرِهم في كلِّ الأرضِ.

وتكوينُ العادةِ في الصِّغَرِ أيسرُ بكثيرٍ مِنْ تكوينِها في الكِبَرِ.

ومِنْ أجْلِ ذلكَ يأمرُ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بتعويدِ الأطفالِ على الصلاةِ

قبلَ موعدِ التكليفِ بها بزمنٍ كبيرٍ .. حتّى إذا جاءَ وقتُ التكليفِ كانتْ قدْ أصبحتْ عادةً متأصلةً.

يقولُ النبيُّ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (مُرُوا أولادَكُم بالصلاةِ وهُمْ أبناءُ سَبْعٍ، واضرِبُوهُم عليهَا وهُم أبناءُ عَشْرٍ).

وقالَ الشّاعِرُ:

وينشَأُ ناشِئُ الفِتيانِ مِنّا ... علَى ما كانَ عوَّدَهُ أبُوهُ

منَ العاداتِ الحسنةِ التِي ينبغِي على الأمِّ أنْ تغرسَها في نفسِ الطفلِ في سنٍّ مبكرةٍ:

حبُ القراءةِ والاطّلاعُ على الكتبِ المصوَّرةِ.

فهيَ أحسنُ الوسائلِ منَ التلفزيونِ الذي أصبحَ يتدخّلُ في تربيةِ الطفلِ تبينُ لهُ لماذا عليهِ أنْ يهتمَّ بالمفيدِ.

وكيفَ يتجنَّبُ الاقتداءَ ببعضِ الأفلامِ السيئةِ مثلَ: أفلامِ العنفِ والعدوانِ.

والقدوةُ الصالحةُ .. والتشجيعُ .. والتوجيهُ .. أوِ الإلزامُ بالشدةِ (إذا لزمَ الأمرُ).

والبيئةُ الصالحةُ، منْ أعظمِ المُعيناتِ على تكوينِ العاداتِ الطيبةِ .. وإنهاءِ العاداتِ السيئةِ."

فلننظرَ إلى الحبيبِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ الذي استطاعَ أنْ يُحْدِثَ نقلةً نوعيةً كبيرةً

بلْ وقفزةً منَ الحضيضِ الذي كانَ عليهِ حالُ العربِ في الجاهليةِ إلى قمةِ الخلُقِ الطاهرِ

حينَ أصبحوا مسلمين، فجاءَ بقيمٍ وأخلاقَ جديدةٍ صارت قاعدةَ للمجتمعِ المسلمِ

والتي لا يخالفُها أحدٌ إلا وجدَ المسلمونَ في أنْفُسِهم شيئاً مِن هذا المُخالِفِ،

وهذا التَّمسكِ العظيم منَ الصحابةِ بمبادئهم الإسلامية يذكِّرُنا بمواقفَ آبائنا في هذا العصرِ

الذين يغضبونَ فيهِ لِمَنْ يخالفُ عادةً قبلية أو مجتمعية في حينِ يحصلُ التراخي في مخالفةِ أوامرِ اللهِ وأحكامِه.

ولوِ انعكسَ الإحساسُ بأهميةِ التشديدِ على طاعةِ أوامرِ اللهِ فإنّهُ بالتأكيدِ سيصبحُ عادةً

وتُثْمِرُ لنا جيلاً كجيلِ الصحابةِ والتابعينَ والأسلافِ الأطهارِ.

فلا نقل: عظماءَ فاتَ زمانُهم لأنهم لمْ يكونوا عظماءَ بفضلِ الزمانِ والمكانِ،

بلْ عظماءَ حينَ عظَّموا كتابَ اللهِ وسنةِ رسولهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ .. ولم يغيِّروا فطرةَ اللهِ التي فطرَهمُ عليها

http://alfadela.net/fup/uploads/images/eea9a58d0d.png

أبي الفاضلُ .. أمي الفاضلةُ

كتابُ الله وسنةُ رسولِهِ لا زالا في أحضانِنا , ولا زال الأملُ في أن تلدَ أرحامُ أمهاتِنا أمْثال صلاحِ الدينِ الأيوبيِّ ومحمدٍ الفاتحِ .. وغيرِهم.

ولازال الأمل في أطفالنا فلنعوِّدْهُم دائماً على التفاعلِ معهُم في الأعمالِ الحسنةِ الكريمةِ؛

لينشئوا محبينَ لها راغبينَ فيها.

نلتقي باذن الله في تَتِمّة سلسلة "هكذا ينشأُ الجيلُ الصالح"

ـ[هشام محب العربية]ــــــــ[01 - 04 - 2009, 06:31 م]ـ

رغم أني لا أحب رسائل المدح لما لها من تشتيت للمتصفحين ولكن مع اختفاء خاصية الشكر لا يسعني إلا أن أقدم لك شكري وامتناني على هذه المشاركة هنا وفي انتظار المزيد حول نفس الموضوع.

جزاك الله خيرا.

ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[01 - 04 - 2009, 08:15 م]ـ

بوركت

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير