إذ بالرجل يفقد اتزانه ويسقط من أعلى قمة الجبل
بعد أن كان على بُعد لحظات من تحقيق حلم العمر أو ربما أقل من لحظات!
وكانت أهم أحداث حياته تمر بسرعة أمام عينيه وهو يرتطم بكل صخرة من صخور الجبل.
وفى أثناء سقوطه تمسك الرجل بالحبل الذي كان قد ربطه في وسطه منذ بداية الرحلة
ولحسن الحظ كان خطاف الحبل معلق بقوة من الطرف الآخر بإحدى صخور الجبل ,
فوجد الرجل نفسه يتأرجح في الهواء , لا شئ تحت قدميه سوي فضاء
لا حدود له ويديه المملوءة َبالدم , ممسكة بالحبل بكل ما تبقى له من عزم وإصرار.
وسط هذا الليل وقسوته , التقط الرجل أنفاسه كمن عادت له الروح ,
يمسك بالحبل باحثًا عن أي أملٍ في النجاة.
وفي
يأس لا أمل فيه , صرخ الرجل:
-إلهي , إلهي أعني ِ!
فاخترق هذا الهدوء صوت يجيبه: ماذا تريدنى أن أفعل؟؟
أنقذني يا رب!!
فأجابه الصوت: أتؤمن حقًا أني قادرٌ علي إنقاذك
؟؟
- بكل تأكيد , أؤمن يا إلهي ومن غيرك يقدر أن ينقذني!!!
- ' إذن , اقطع الحبل الذي أنت ممسكٌ به!
وبعد لحظة من التردد لم تطل , تعلق الرجل بحبله أكثر فأكثر
وفي اليوم التالي , عثر فريق
الإنقاذ علي جثة رجل على ارتفاع متر واحد من سطح الأرض,
ممسك بيده حبل وقد جمده البرد تمامًا
متر واحد فقط من سطح الأرض!! '
وماذا عنك؟
هل قطعت الحبل؟
هل مازلت تظن أن حبالك سوف تنقذك؟
إن كنت وسط آلامك ومشاكلك , تتكل على حكمتك وذكاءك ,
فأعلم أنه ينقصك الكثير كي تعلم معنى
الايمان
بارك الله فيك أستاذ أحمد موضوعات مهمة ولكنها تستدعي الكثير من التمعن
إذن فقد رفض الرجل أن يقطع الحبل خوفاً من الموت وقوعاً وإذا به يموت برداً.
هل كان يجب أن يقطع الحبل ليكون متوكلاً على الله؟؟
ألم يقل تعالى: ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة؟؟
وكيف يتأكد أن ماسمعه من الله ليتكل على الله وينفذ؟؟
وكيف نجمع بين الاتكال هنا وبين أمر الله بألا نلقي بأنفسنا إلى التهلكة وبين قول النبي صلى الله عليه وسلم: اعقلها وتوكل؟
لا أدري، هل سؤالي يعني أن يقيني ليس كاملاً والعياذ بالله؟
أنا واثقة أن حبالي لن تنقذني مهما أمسكت بها، والمنقذ الوحيد هو الله
هل يكفي إحساسي بأن الله يأمرني في هذه اللحظة الحرجة أن أقطع الحبال لأنفذ؟
ربما في هذه اللحظات الحرجة بين الموت والحياة يكون المتيقن المؤمن قريباً أكثر من ربه فينفذ فوراً
اللهم ارزقنا الحكمة وصدق اليقين والإيمان والاتكال ورقق قلوبنا وقربنا منك أكثر
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[05 - 04 - 2009, 03:03 م]ـ
إذن المسألة في اليقين
قصة ولا أروع عزيزي
رزقنا الله وإياك والقارئين يقينا صادقا.
أستاذنا مغربي بارك الله لك المرور السخي ورزقنا وإياكم حسن التوكل وأحسن عاقبتنا في الأمور كلها.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[05 - 04 - 2009, 03:05 م]ـ
(ان الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الارحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس باي ارض تموت ان الله عليم خبير)
لو أدرك الانسان ووعى كلمات الله عز وجل ما حرص على الحياة
وما يؤدي اليها فلا راد لقضاء الله الا هو وما حياتنا الا بأيدي من وهبنا اياها
نسأل الله حسن الخاتمة
بوركت أخي الكريم على هذه العبرة والتي تجلت في قصتك التي أوردت
أختي الكريمة حيفا بوركت على المرور والتعليق اللطيف نفع الله بك وأحسن إليك، واحسن خاتمتنا.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[05 - 04 - 2009, 03:13 م]ـ
أخشى أن يكون هذا الكلام من الحق الذي أريد به باطل.
الصحيح أن نقول كما قال حبيبنا محمد -صلى الله عليه وسلم-: اعقلها وتوكل.
بارك الله فيك أستاذ أحمد موضوعات مهمة ولكنها تستدعي الكثير من التمعن
إذن فقد رفض الرجل أن يقطع الحبل خوفاً من الموت وقوعاً وإذا به يموت برداً.
هل كان يجب أن يقطع الحبل ليكون متوكلاً على الله؟؟
ألم يقل تعالى: ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة؟؟
وكيف يتأكد أن ماسمعه من الله ليتكل على الله وينفذ؟؟
وكيف نجمع بين الاتكال هنا وبين أمر الله بألا نلقي بأنفسنا إلى التهلكة وبين قول النبي صلى الله عليه وسلم: اعقلها وتوكل؟
لا أدري، هل سؤالي يعني أن يقيني ليس كاملاً والعياذ بالله؟
أنا واثقة أن حبالي لن تنقذني مهما أمسكت بها، والمنقذ الوحيد هو الله
هل يكفي إحساسي بأن الله يأمرني في هذه اللحظة الحرجة أن أقطع الحبال لأنفذ؟
ربما في هذه اللحظات الحرجة بين الموت والحياة يكون المتيقن المؤمن قريباً أكثر من ربه فينفذ فوراً
اللهم ارزقنا الحكمة وصدق اليقين والإيمان والاتكال ورقق قلوبنا وقربنا منك أكثر
أخي الكريم فصيحويه من جديد شكر الله لك مرورك الكريم، والجواب مشترك مع أستاذتنا الكريمة الباحثة،ولاتعارض أخوي الكريمين بين العقل والتوكل وبين هذه الرمزية، فلو فرضنا صحة القصة والحال التي لجأ فيها صاحبنا إلى الله وتراءى له من داخله أن هناك صوت ما يرشده! فهل يعقل في هذا الظرف أن يجلس ويعقل فيتوكل؟
العقل يجب أن يكون له أجواءه والزمن الكافي للحساب والتفكر.
فالقصة الرمزية ككل قصة لها نقطة تكون العقدة في القصة والتي هي محل الفائدة منها.
نسأل الله السلامة وأن يجعل عاقبتنا إلى الخير.
شكر الله لكما مروركما المفيد.