تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

والتوسع في المآكل سمة بارزة في الأعياد سواء أكانت مشروعة أم غير مشروعة، فضلا عن ميل النفس بطبيعتها إلى البطالة والكسل، وهي السمة البارزة في الأعياد وكأنها فرص سانحة لمباشرة الشهوات وارتكاب المعاصي.

فباستغلال ذلك الميل الطبيعي إلى القعود، وبالتوسع في الشهوات، تمرر الأعياد المحدثة التي تخدر الشعوب، وغالبا ما تكسى رداء دينيا، كحال أغلب الأعياد والموالد التي أحدثها بنو عبيد المنتسبون إلى فاطمة، رضي الله عنها، زورا وبهتانا، فمن نظر في تاريخهم، وجد المعدة إحدى مسالكهم إلى غزو قلوب المصريين وإفساد عقائدهم، أو على الأقل صرفهم عن معالي الأمور إلى سفاسفها، فماذا يرجى من إنسان همه ملء بطنه؟!.

وفي الإسلام يكون العيد منحة ربانية لتجديد النشاط بعد انقضاء العبادة: الصوم والحج، فتكون النفس في حاجة إلى بعض الترويح المشروع، فللعيد بعد ديني يغفل عنه كثير منا، إذ من شكر نعمة إتمام العبادة ألا يضيع الإنسان أجرها في اليوم التالي مباشرة!، بل له بعد عقدي فهو من السمات التي تمتاز بها الأمم تبعا لأديانها، فإن لكل قوم عيدا كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فليست مناسبات اجتماعية أو وطنية يشترك فيها أفراد المجتمع بلا تمايز، بل كل حريص على إظهار شعاره في يوم عيده، ولذلك شرع لنا أهل الإسلام إظهار شعار المسلمين في العيد بالتكبير والصلاة، بل وبالذهاب من طريق والعودة من آخر إظهار لشعار الإسلام وتكثيرا لسواده ولو في الطرقات.

وأعيادنا كبقية شعائرنا تمتاز بصحة النقل، إذ هي من العبادات التي لا تدرك بالعقول ابتداء، بخلاف أعياد غيرنا فإن المتتبع لتاريخها يجد اضطرابا يتعذر معه، أحيانا، حكاية شريعة مطردة، لتوالي التبديل والتحريف عليها، فكل من استحسن شيئا ألصقه بالملة، وأهل البدع في الإسلام فرع عن أولئك في ذلك المسلك المعوج.

والحمد لله على نعمة النبوة الخاتمة التي أبانت لنا عن أمر الدين: أصلا وفرعا فلم نعد بحاجة إلى سواها من العقائد والشرائع المنسوخة أو المبدلة.

والله أعلى وأعلم.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير