تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قوانين الحياه وأسباب نهضة الأمم وسبل تقدمها وأسباب رفاهيتها وضمان بقائها واستمرارها فيه الكنز النفيس فيه تري قراءة الحياة بكل صورها وطبيعتها وتقلبها علي أهلها فيه سنن الله في كونه فيه سقوط الدول وانهيار الأمم فيه أخبار أمم قد خلت ومضت في زمان غابر ما كان لنا أن نعرفها لولا أن الله أخبرنا بها وما أخبرنا بها إلا لأن فيها ما ينفعنا وما من شأنه أن ينير لنا السبيل ويوضح لنا مسالك الحياة، كيف لنا أن نتعرف علي هذه المنافع والعلوم إذا لم يكن لدينا الآلة الخالية من الآفات حتي نضمن الوصول إلي هذه المعارف فإذا فقدت الألة أو دخلها الدخن انتفت تحصيل المنفعة وصرنا في جهالة عمياء ولتأخرنا ولتأخر معنا الركب عن اللحوق بركب الحضارات حتي أصبحنا في هامش الحياة، قرآننا جزء من هويتنا الضائعة الذي لما أضعناه وأضعنا النظر فيه أضعنا لغتنا، وأنتم كما تعلمون لولا كتاب الله المنزل من عند الله بلسان عربي مبين لضاعت اللغة من زمن بعيد واندثرت مع غيرها من اللغات الأخري، ووضع الشعوب قد تنبأ بذلك وأكثر من ذلك فأحيانا يتحسر المرء عندما يري الكثير من إخواننا في بعض الدول العربية خاصة شبابها قد أتقنوا الحديث بالفرنسية ناسين أو متناسين أنهم ظلوا تحت وطأة احتلالهم حين من الزمان ساموهم خلالها سوء العذاب، فهذا يعد انسلاخ عن كيانهم العربي وأنهم بذلك قد تدثروا بلباس غير لباسهم وزي غير زيهم، إذا كان الأمر كذلك كيف يكون لهم في هذا الوجود بصمة وقد أصبحوا ممسوخي الهوية إذا أراد الواحد منهم أن يفكر كيف يفكر؟ إذا أن أراد يبتكر كيف يبتكر؟ لغته العربية تأبي عليه إلا ان يرجع أليها ويستعيد هويته من جديد حتي يثبت ذاته بين هذا الوجود ولغة الغرب تضن الابداع والابتكار إلا علي أهلها، وإذا ضرب إلي بمثال أو بمثالين يناقض كلامي هذا ظانا منه أنه بذلك يفجر لغما ينسف به ما أثبته آنفا من ضياع هوية من انسلخ عن أصله ولغته فقد وهم وبالغ في ذلك كثيرا فإن كلامي هذا علي مستوي الشعوب والدول لا علي مستوي الأفراد ثم أني لك بأوتاد هبت عليها نسمات الرياح بالطبع لا تؤثر فلنكن واقعين وليجمعنا النية الصالحة المبنية علي الوعي التام بما هو من شأنه أن ينهض بهذه الامة أمة العرب أمة الإسلام أمة الحضارة أمة القيم أمة الشهامة أمة المروءة أمة الخلاص الأبدي من مآلات الحياة المبنية علي اعتقادات مخالفة لكل عقلي، فلنعمل جميعا رافعين راية العزة والكرامة والانتماء لهذا الدين القويم والملة السمحة ولوطننا الغالي وأرضنا النفيس حتي نصير رؤوسا في الخيرونصلح لقيادة العالم.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير