تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[نعتب .. لأننا نحب]

ـ[السراج]ــــــــ[01 - 08 - 2009, 09:41 ص]ـ

مقال رائع، أحببت أن أرسمه هنا في الفصيح ..

[نعتب .. لأننا نحب]

سميرة بيطار

صحيفة عكاظ

للناس في حياتنا مواقع تختلف باختلاف مكانتها، هناك من يسكنون القلب كله! وهناك من يحتلون جزءا منه، وهناك من يقفون عند بابه، وهناك من حدودهم الدوران حول أسواره، وهناك من تفصلهم عنه دروب ومحطات تتفاوت في القرب والبعد، وآخرون لايحلمون مجرد حلم بالاقتراب من محيطه ويكتفون بهالات الحب والتسامح التي يبعث بها القلب للمسيئين إليه! وبحسب مواقع الناس قربا أو بعدا من قلوبنا يكون تعاملنا معهم، فليس للبشر طريقة موحدة للتعامل مع الآخرين إنما من كان منهم إلى قلوبنا أقرب كان تعاملنا معه بصدق أكبر، لذا نحرص على أن تكون علاقتنا به نقية صافية مجردة من الشوائب، فنكاشفه بما يختلج في نفوسنا، ونجعله مستودع أسرارنا ومجلى همومنا، ننفض عنده غبار صدورنا لنخفف ما يثقلها من القلق وما يعذبها من الأوجاع ونجد في تفاعله الحنون معنا ما نبحث عنه من راحة وطمأنينة.

ولكن الأمر لا يكون كذلك دائما، ففي بعض الأحيان يكون مصدر التعب من نحب! فحين ننفض مشاعرنا بين يديه كما تعودنا، ونشكو إليه ما يحدثه سلوكه من ضيق في صدورنا لانجد عنده ما كان يسقينا إياه من التفاعل الحنون، في هذه المرة يذهب تعاطفه إلى ما هو أقرب إلى الذات، فيصرفه الغضب عن مواساتنا وتفهم معاناتنا من شكوانا منه ـ إليه إلى الدفاع عن ذاته.

هنا يفرض السؤال نفسه: هل كنا مخطئين في تصرفتا؟ هل كان علينا أن نكتم في أنفسنا ما يتولد فيها من شكوك وظنون حتى وإن عذبتنا وآلمتنا؟؟

إن الصمت على ما يجرح في سلوك الأحبة، قد يجعل العلاقة تسير بينهم خالية من المنغصات في ظاهرها، لكنها في الباطن تتحول إلى علاقة ينخر فيها الصدأ ليعمل على تآكلها شيئا فشيئا حتى تفصل تدريجيا بين القلب وساكنه.

إننا حين نلجأ إلى الكشف عما في نفوسنا، لمن نعطيهم الأولوية في حياتنا فنطلعهم على ماساءنا أو جرحنا في تعاملهم معنا، نحن غالبا نهدف إلى غسل القلب من الغبار الذي علق به، وحين نقول لمن نحب: «آلمني تجاهلك الرد على سؤالي فإننا نهدف إلى أن يعرف الرفيق ما في نفوسنا من ضيق بسبب تصرف مقصودا كان أم غير مقصود، وغايتنا أن نعينه على الابتعاد عما يعكر صفو العلاقة متى ما وضح ذلك للآخر ..

المكاشفة والتعبير عن المشاعر المستاءة لا تعني مطلقا اللوم أو النقد، وإنما هي تعبير عن إحلال الآخر محل الذات.

ـ[قلم الخاطر]ــــــــ[01 - 08 - 2009, 06:30 م]ـ

مقال جميل جداً أيها السراج

ويحدث في هذا الزمان بكثرة ملموسة

فوجود من يبادلك نفس المشاعر اضحى شبه معدوم

فتعامل أحدهم كأنه يسكن قلبك ويفصل بينك وبين قلبه دروب ومحطات

فلا تستقيم المعادلة

دمت صديقا يسكن القلب

ـ[السراج]ــــــــ[06 - 08 - 2009, 09:58 ص]ـ

شكرا أيها الخاطر على مرورك الكريم ..

وكما قلتَ أصبح عملة نادرة ..

ـ[احمد السنيد]ــــــــ[06 - 08 - 2009, 10:34 ص]ـ

جزاك الله خيرا على هذا الموضوع المعبر

يقول احد شعراء الباديه:

ماصديق الا بزله == ومن لاحق زلات الصديق جفاه

على المرء ان يدرك الضروف التي يمر بها صديقه ولايحكم عليه بجميع الضروف بنفس الحكم (التمس لاخيك عذرا) احيانا يكون لديه سعة الصدر لسماعك ومشاركتك في الهموم واحيانا تشكو اليه وهو بامس الحاجة الى من يخفف عنه.

ـ[السراج]ــــــــ[07 - 08 - 2009, 09:53 م]ـ

شكرا

أحمد السنيد

على المرور الكريم

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير