[كيف أبر أمي بعد موتها؟]
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[18 - 09 - 2009, 01:30 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد: ـ
[كيف أبر أمي بعد موتها؟]
الجواب:
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سأله سائل فقال: يا رسول الله! (هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به بعد موتهما؟ فقال عليه الصلاة والسلام: الصلاة عليهما والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وإكرام صديقهما وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما).
هذا كله من بر الوالدين بعد وفاتهما.
فنوصيك بالدعاء للوالدة والاستغفار لها وتنفيذ وصيتها الشرعية وإكرام أصدقائها، وصلة أخوالك وخالاتك وسائر أقاربك من جهة الأم.
أجاب عليه: فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله.
اللهم أرحم والدينا و اغفر لهم و ارض عنهم رضا تحل به عليهم جوامع رضوانك و تحلهم به دار كرامتك و أمانك و مواطن عفوك و غفرانك و أدر به عليهم لطائف برك و إحسانك، اللهم أغفر لهم مغفرة جامعه تمحو بها سالف أوزارهم و سيئ إصرارهم وارحمهم رحمة تنير لهم بها المضجع في قبورهم و تؤمنهم بها يوم الفزع عند نشورهم، اللهم تحنن على ضعفهم كما كانوا على ضعفنا متحننين وارحم انقطاعهم إليك كما كانوا لنا في حالة انقطاعنا إليهم راحمين و تعطف عليهم كما كانوا لنا في حال صغرنا متعطفين اللهم احفظ لهم ذلك الحنان الذي ملأت به قلوبهم و اشكر لهم ذلك الجهاد الذي كانوا فينا مجاهدين ولا تضيع لهم ذلك الاجتهاد الذي كانوا فينا مجتهدين، و جازهم على ذلك السعي الذي كانوا فينا ساعين و الرعي الذي كانوا لنا راعين أفضل ما جزيت به السعاة المصلحين و الرعاة الناصحين.
اللهم برهم أضعاف ما كانوا يبروننا و انظر إليهم بعين الرحمة كما كانوا ينظروننا، اللهم هب لهم ما ضيعوا من حق خدمتك بما آثرونا به في حق خدمتنا و تجاوز عنهم ما قصروا فيه واعف عنهم ما ارتكبوا من الشبهات من اجل ما اكتسبوا من أجلنا و لا تؤاخذهم بما دعتهم إليه الحمية من الهوى لما غلب على قلوبهم من محبتنا و ألطف بهم في مضاجع البلى لطفا يزيد على لطفهم في أيام حياتهم بنا، اللهم و ما هديتنا له من الطاعات و يسرته لنا من الحسنات ووفقنا له من القربات فنسألك اللهم أن تجعل لهم من صالح أعمالنا حظا و نصيبا وما أقتر فناه من السيئات و اكتسبناه من الخطيئات، و تحملنا من التبعات فلا تلحقهم منا بذلك خزيا ولا تجعل عليهم من ذنوبنا ذنوبا.
اللهم و كما سررتهم بنا في الحياة فسرهم بنا بعد الوفاة ولا تبلغهم من أخبارنا ما يسوؤهم، ولا تحملهم من أوزارنا ما ينوؤهم، ولا تخزهم بنا في عسكر الأموات لما نحدث من المخزيات و نأتي من المنكرات و أسر أرواحهم بأعمالنا في ملتقى الأرواح إذا سر أهل الصلاح بأبناء الصلاح.
اللهم و ماتلوه من تلاوة فزكيتها و ما صلينا من صلاة فتقبلها وتصدقنا من صدقة فنميها وعملنا من أعمال صالحه فرضيتها، فنسألك اللهم أن تجعل حظهم منها أكبر من حظوظنا وو قسمهم منها أجزل من أقسامنا و سهمهم من ثوابها أوفر من سهامنا فإنك أوصيت ببرهم و ندبتنا إلى شكرهم و أنت أولى بالبر من البارين و أحق بالوصل من المأمورين اللهم اجعلنا لهم قرة أعين يوم يقوم الأشهاد و أسمعهم منا أطيب النداء يوم التناد، و أجعلهم بنا من أغبط الآباء بالأولاد حتى تجمعنا بهم في دار كرامتك و مستقر رحمتك و محل أوليائك مع الذين أنعمت عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا.
اللهم أرحمهم برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم ارض عنهم و بلغهم منازل رحمتك ورضوانك، اللهم انقلهم من مراتع الدود إلى جنات الخلود ومن ضيق اللحدود إلى فسيح جناتك يارحيم يا ودود.
ذلك الفضل من الله و كفى بالله عليما سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين و صلى الله على سيد المرسلين محمد و على أله و صحبه أجمعين.
يبقى وفاة أحد الوالدين .... من أصعب المواقف التي تمر على الإنسان .... وتبقى الدموع ... تسكن العيون ... ولا تغادرها .... وحتى وإن شبّ .... وكَبُر .... ذاك الطفل .... تبقى المشاعر مكتومة في النفس ... ومما يهيج المشاعر إذا طاف وعبر أمامك .... ملامح أم أو أب ..
الحمدلله .... فلله ما أخذ .. ولله ما أعطى ... فلا حول ولا قوة إلا بالله
¥