[هل يجوز رش البيت المسكون بالماء والملح من الداخل؟]
ـ[بنت خير الأديان]ــــــــ[27 - 07 - 2009, 11:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
[هل يجوز رش البيت المسكون بالماء والملح من الداخل؟]
قبل الجواب عن السؤال لابد من تقرير بعض الأمور المهمة:
أن الأسباب على قسمين:
(1) سبب شرعي: وهو ما جعله الله سببا في الشرع بنص آية أو حديث مثل الدعاء والرقى بالقرآن. وهذا النوع مع أنه شرعي إلا أنه لا يجوز الاعتماد عليه من دون الله.
(2) سبب طبيعي: وهو ما كان تأثيره في المسبب واضحا يدركه الناس في واقعهم الحسي.
مثل: الأكل سبب للشبع
ومثل: الدواء المشروب يعالج المرضى.
ويشترط في في السبب الطبيعي أن يكون النفع مباشرا
مثل: الكي بالنار.
وعليه فلا يُقبل قول لابس الحلقة إذا قال إني انتفعت بها.
كيف يعلم أن الشيء سبب؟
إما عن طريق الشرع، وإما عن طريق القدر.
مثل: أن يجرب علاجا معينا فيجده نافعا.
ضوابط اعتبار الأسباب في الشرع:
الواجب تجاه الأسباب أمور ثلاثة:
(1) أن لا يجعل منها سببا إلا ما ثبت أنه سبب شرعا أو قدرا.
(2) أن لا يعتمد العبد عليها بل يعتمد على مسببها ومقدرها.
(3) أن يعلم أن الأسباب مهما عظمت وقويت فإنها مرتبطة بقضاء الله وقدره.
وبعد هذا التقرير نجد أن رش الماء والملح في زوايا البيت ليس سببا جاء به الشرع، وهذا من جعل ما ليس بسبب سببا.
أما قول أبي الحسن الجرجاني:
الذي أعرفه أنه لا حرج وهو أمر مجرب على أن يصاحب الرش قراءة القرآن الكريم والله أعلم بالصواب.
فلا أدري ما هو دليله على هذا الفعل.
والله أعلم.
لقد وجدت كلام ابن القيم في الوابل الصيب (ص117) وهذا نصه:
وقال ابو النضر هاشم بن القاسم: كنت ارى في داري .... فقيل: ياابا النضر تحول عن جوارنا. قال: فاشتد عليَّ، فكتبت الى الكوفة الى ابن ادريس والمحاربي وابي اسامة، فكتب اليَّ المحاربي: ان بئرا بالمدينة كان يقطع رشاؤها، فنزل بهم ركب، فشكوا ذلك اليهم، فدعوا بدلو من ماء ثم تكلموا بهذا الكلام فصبوه في البئر فخرجت نار من البئر فطفئت على راس البئر. قال ابو النضر: فأخذت تورا من ماء، ثم تكلمت فيه بهذا الكلام، ثم تتبعت به زوايا الدار فرششته، فصاحوا بي: احرقتنا نحن نتحول عنك.
وهو: بسم الله، أمسينا بالله الذي ليس منه شئ ممتنع، وبعزة الله التي لا ترام ولا تضام، وبسلطان الله المنيع نحتجب، وبأسمائه الحسنى كلها عائذ من الابالسة، ومن شر شياطين الانس والجن، ومن شر معلن او مسر، ومن شر مايخرج بالليل ويكمن بالنهار، ويكمن بالليل ويخرج بالنهار، ومن شر ماخلق وذرأ وبرأ، ومن شر إبليس وجنوده، ومن شر كل دابة انت آخذ بناصيتها ان ربي على صراط مستقيم.
أعوذ بالله بما استعاذ به موسى وعيسى وابراهيم الذي وفى، من شر ماخلق وذرأ وبرأ، ومن شر إبليس وجنوده، ومن شر ما يبغي.
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم: " وَالصَّافَّاتِ صَفًّا. فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا. فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا. إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ. رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ. إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ. وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ. لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ. دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ. إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ ". (الصافات: 1 - 10)
قال صاحب كتاب النذير العريان لتحذير المرضى والمعالجين بالرقى والقران فتحي بن فتحي الجندي (ص88 - 89):
قلت: هذه القصة لم نقف لها على إسناد وما أخالها تصح، وإلا فأين سورة البقرة التي ما قرئت في بيت إلا فر منه الشيطان - فلماذا لم يقرأها أبو النضر؟ ولماذا لم يُفته بقراءتها المفتون؟ وما بالهم عادوا في فتياهم إلى الركب المزعوم، ولم يعودوا إلى سنة النبي المعصوم صلى الله عليه وسلم؟ والله لو لم يكن في ذلك إلا تسويغ الإعراض عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم لكفى في النهي عنه لأنه يفتح بابا إلى الفتنة.ا. هـ.
وأنا أميل إلى هذا الرأي الذي ذكره المؤلف فتحي - جزاه الله خيرا -.
¥