تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[عائد إلى حيفا]

ـ[ابو ميسرة]ــــــــ[02 - 09 - 2009, 04:12 م]ـ

سامي ميخائيل روائي صهيوني يسرق رواية

"عائد إلى حيفا" في طريقه إلى نوبل

بقلم الكاتب: عدنان كنفاني

ليس غريباً أن نسمع بين وقت ووقت عن عملية سطو جديدة على قيمنا وتراثنا الوطني الفلسطيني والقومي العربي من قبل الصهاينة، المشبعين بعنصرية لم ير التاريخ أبشع منها، إذ إنها تقوم وتتأسس على تذويب كل من هو غير يهودي صهيوني لبقاء الصهاينة فقط قادة للعالم وما عداهم ليس أكثر من خدم وعبيد وحجارة.

كان أول ما سطوا على الأرض مستخدمين دعم القوى العالمية والحجج الواهية الكاذبة بأنهم يملكون هذه المنطقة ولهم فيها التاريخ والجذور الشيء الذي نفته إطلاقاً كل الوقائع على الأرض من بحوث وتنقيب وذاكرة، فكان أن تمدد السطو ليسرقوا تاريخنا وحضارتنا وتراثنا حتى ملابسنا التقليدية وعاداتنا وأغانينا ومواويلنا بعد إجراء بعض التزييف ليتماشى مع تطلعاتهم العنصرية.

اليوم تأتينا معلومات وإن لم تكن على هذه الدرجة من الجدّة إلا أنها تشير بوضوح أكثر على مفهوم السرقة بتفسيراتها المتعددة لتطال في هذه المرة أدبياتنا وإبداعات مبدعينا ورموزنا ..

فجأة تكتشف دار النشر اليهودية (عام عوفيد) علاقة أثارت الكثير من الجدل في الأوساط الأدبية الإسرائيلية بين الرواية الأخيرة (حمائم في ترافلجار) للكاتب اليهودي الشهير سامي ميخائيل، وبين رواية الأديب الفلسطيني الشهيرة أيضاً (عائد إلى حيفا) التي كتبها غسان كنفاني وصدرت في العام 1969 .. أي قبل رواية ميخائيل بعشرات السنين، وقد حذف عنوان رواية كنفاني من الإعلام الصهيوني بناء على طلب من سامي ميخائيل كما ورد على لسان مجرية الحوار مع الكاتب.

من الواضح أن رواية سامي ميخائيل حمائم في ترافلجار تقوم في أساسها على رواية غسان كنفاني عائد إلى حيفا. حتى في بعض التفاصيل الصغيرة كما أوردتها دار النشر التي أعلنت عن عملية السرقة بالصورة والتوثيق، ولكن رواية الـ"حمائم" وتماشياً مع التوجّه العنصري الإسرائيلي أهملت المعنى والهدف الأساسي الذي رمز إليه غسان. ونحتت صوراً أخرى غريبة كما يقول سامي ميخائيل في حوار أجرته معه الصحفية داليا كاربل ونشر في صحيفة هآرتس اليهودية بعد فضيحة سرقته أفكار غسّان فيقول:

(أحياناً تبدأ في كتابة رواية لمجرد سماعك لحناً بالصدفة أو جملة يقولها شخص لا تعرفه، فتكون هذه هي الطلقة الأولى، واختياري لكنفاني لم أكن أدركه .. !).

وفي متابعة لمقتطفات من ذلك الحوار أورد بعض ما يفيد موضوعنا:

سؤال: وما الذي غيّرته في رواية غسان كنفاني الأصلية .. ؟

جواب: -روايتي تبدأ من نظرة الأم الفلسطينية، الصراع عند كنفاني صراع رجولي لا يعرف الجانب الأمومي، فهناك رجلان يدخلان في مواجهة في حين أن الأمهات يتصرفن بنوع من البلاهة، ولا توجد في روايته ولو بقية من الحب من جانب الأم تجاه الابن، في حين أنني كتبت روايتي عن الأمومة، والأم في الرواية هي التي تبادر بالاتصال بالابن وترعاه وأمومتها تتفجر لحظة المواجهة بين زوجها والابن الإسرائيلي، هو أراد أن يمحوه من حياته في حين أنها لم تتنازل عنه. لقد انحزت إلى الأم في الرواية لأكثر من أي شخصية أخرى .. انتهى).

وقد تفتق ذهن الكاتب سامي ميخائيل في تعريف التضحية التي قامت بها الأم اليهودية التي تبنّت الطفل الفلسطيني في رواية غسّان من خلال هذا الشرح الإشكالي الذي ربما يعطينا الصورة الأوضح لتوجّه الأدب الصهيوني برمته فيقول بعد أن تسأله الصحفية:

سؤال: لماذا أقحم موضوع الكارثة النازية في روايته؟:

جواب- (كنفاني أملى عليّ ذلك، لقد جئت إلى "إسرائيل" عام 1949، وشاهدت كيف استقبلت الدولة الناجين من الكارثة النازيّة بتعال، فلقد رأوا فيهم مثالاً لما يلزم الصهيونية، وأنا لن أسمح أبداً أن تسيطر الصهيونية على الكارثة النازيّة التي كانت حدثاً مروّعاً للشعب اليهودي، إن الاتجار الرخيص بالكارثة وهو ما يغذي الكثيرين من الأدباء هو شيء بغيض في نظري، وكما سبق أن قلت أخذت هذا المعطى كحقيقة مسلم بها من كنفاني، والأم التي تقوم بالتبني في روايتي كانت جميلة للغاية وتناوب الجميع على مضاجعتها رغماً عنها في معسكر الاعتقال، وألمحت شقيقتها إلى أنهم جعلوا منها عاقراً حتى لا تحمل، والطفل المُتبنى أعطى حياتها مذاقاً

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير