تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[توفل اللغة العربية .. هل يكون قارب النجاة؟]

ـ[فصيحويه من جديد]ــــــــ[07 - 08 - 2009, 11:48 ص]ـ

عبداللطيف الضويحي

توفل اللغة العربية .. هل يكون قارب نجاة هويتنا الثقافية؟

وصلتني رسالة من جوال الصديق الكاتب والأديب محمد الحربي، ومحتوى الرسالة الحسرة والألم الذي ينتاب الكاتب من المستوى المتدني الذي وصله الطلاب العرب في لغتهم العربية حتى في كتابة أسمائهم حين تنتهي بألف مقصورة أو همزة. وفي الحقيقة، إنني أتساءل عن سبب هذه الظاهرة بالرغم من أن الطلاب العرب يدرسون خلال سنوات دراستهم في التعليم العام، أقول يدرسون لغتهم أكثر من أي شعب من شعوب العالم. أي أن ساعات اللغة العربية التي يدرسها الطلاب العرب منذ بداية المرحلة الابتدائية أكثر مما يدرسه اليابانيون عن لغتهم أو الأمريكيون عن لغتهم، أو الألمان عن لغتهم خلال تلك المرحلة (حسب دراسة بهذا الخصوص)؟ ولكن ماذا يدرس طلابنا العرب عن اللغة العربية وكيف يدرسونها ومن يدرسهم؟ مقررات لم تتغير منذ عشرات السنين، مدرسون يعانون قصوراً في لغتهم (وفاقد الشيء لا يعطيه) تراجع دور المدرسة أمام منابر حديثة أكثر إغراء وجاذبية.

شخصياً لا أستطيع أن أعدد الأسباب لهذه الظاهرة حتى لو أردت، غير أن هناك الكثير الذي يمكن عمله لإصلاح ما أفسد الدهر أو التعليم أو الإعلام أو اللغات الأجنبية. السؤال المطروح هنا: هل هناك من يهتم بهذه المشكلة في أي موقع حكومي كان أو غير حكومي؟ خاصة أن القضية ليست تربوية فقط أو إعلامية أو سياسية أو ثقافية أو اجتماعية .. فالقضية هي كل هذا وأكثر. فعندما تتعدد أسباب المشكلة وتتشعب حلولها وتمس الهوية فهي إذا قضية استرتيجية، ولكن هل هناك استراتيجيون يرتقون لقضايانا الاستراتيجية؟

اللغة العربية تتآكل، ليس لعدم وجود مجامع لغوية، فهي كثيرة لكنها تعيش في أبراج عاجية. كما أن المشكلة ليست من قلة الجامعات أو انعدامها، لكنها جامعات لم تتجاوز مرحلة (الكتاتيب) حيث يزف كل سنة آلاف (الحفظة) و (الموظفين/ الكتبة). هذه الجامعات يفصلها عن مجتمعاتها سنوات ضوئية، فلم تغير فكراً ولم تنقل المجتمع التقليدي إلى مجتمع صناعي ثم معلوماتي ثم معرفي كما حصل في أغلب المجتمعات في العالم. جامعاتنا في الغالب تمنح شهادات تمحو الأمية بمسميات بكالوريوس وماجستير ودكتوراه.

مؤسسات أوجدت لتقود المجتمع وتضعه على السكة الصحيحة، والواقع أن المجتمع يسبقها في كثير من الأحيان والدليل برامج الابتعاث الضخمة لتسد العجز وتتدارك ما يمكن تداركه. نعم هي إمبراطوريات علمية على الورق وجدران أسمنتية تغص بالموظفين الذين يمضون ساعات طويلة من الاجتماعات التي تدرس وتناقش كل شيء إلا النهوض بالمجتمعات .. ميزانيات ضخمة يتم صرفها سنويا على تلك المؤسسات تنتهي برواتب وانتدابات وحملات علاقات عامة. تقنية وأجهزة مهولة يتم جلبها من مصانع الشرق والغرب تنتهي إلى المستودعات وليس إلى المختبرات والمعامل والمشروعات الفكرية والمعرفية والصناعية والمجتمعية ... خسارة.

ماذا لو قررت الجامعات العربية المحترمة، عدم قبول أي طالب أو طالبة قبل حصول (هـ-ها) على درجة التوفل TOEFL في اللغة العربية التي تحددها حسب ما يناسب كل كلية أو قسم من أقسامها؟ نعم توفل ولكن للغة العربية. هذا العام تم قبول ما يقارب 200000 مئتي ألف طالب وطالبة في الجامعات السعودية. ماذا لو أرغمتهم الجامعات السعودية على إجادة اللغة العربية التي تؤهلهم للتعامل مع المرحلة الجامعية سواء في المحاضرات أو في البحوث أو التخصص وحتى التعريب؟. بعضنا ربما سمع بامتحان التوفل وبعضنا قد أجرى هذه الامتحان. ولمن لا يعرفه، فهو امتحان اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية Test of English as Foreign Language يتم بموجبه تقييم لغة غير الناطقين بالإنجليزية، ويحدد هذا الإمتحان مستوى الطلاب الراغبين بالدراسة في الجامعة أو المؤسسة الأكاديمية حسب الدرجة التي تحددها كل جامعة أو مؤسسة أكاديمية لنفسها. وهو مكون من أربعة أقسام: الاستماع، القواعد، القراءة، الكتابة. وامتحان التوفل نوعان: 1) يتم على الكمبيوتر، 2) يتم بالطريقة التقليدية باستخدام ورقة الإجابة وقلم الرصاص. وعلى عكس توفل اللغة الإنجليزية، الذي يطلب من الطلاب غير الناطقين بالإنجليزية. أرى أن يفرض امتحان

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير