[لا تقطع الحبل]
ـ[أم حذيفة]ــــــــ[23 - 09 - 2009, 06:01 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ..
وبعد ..
فقد قيل لأحد الصالحين أيهما أفضل: رجب أم شعبان؟
فقال: كن ربانيا ولا تكن شعبانيا!!
نعم أخي في الله؛ لابد أن تثبت و تصطبر وتربي نفسك وتلزمها.
إن أول خطوات طريق الفشل والضياع أن تتحكم فيك نفسك وتسيرك كيف شاءت، قم تقوم، اخرج تخرج، نم تنام، كل تأكل ..
لابد أن تمتلك أنت زمام المبادرة، لابد أن تتحكم أنت في نفسك وتذللها لطاعة الملك جل جلاله.
أيها الإخوة، لازالت الأعمال بعد رمضان لم تنقطع .. إن الأعمال الصالحة هي صلتنا بالله جل جلاله ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كتاب الله عز وجل هو حبل الله من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على الضلالة" [مسلم]
فلا تقطع الحبل
فالقرآن لا يهجر بمجرد انتهاء رمضان، بل حافظ على وردك الثابت فيه، دم على ذلك فالقرآن هو الذى يزكّى نفسك ويصلح نفسك ويصلح قلبك،ويثبتك على طريق الحق فلتستمر فى قراءة القرآن جزءين في اليوم على الأقل، ثم زد الى ثلاثة ثم الى خمسة لتختم كل أسبوع كما كان يفعل الصحابة.
كذلك القيام لم ينقطع، قم كل ليلة بإحدى عشرة ركعة، فالنبي صلي الله عليه وسلم كان لا يترك قيام اليل فاذا فاته يوما من وجع أوغيره صلّى من النهار ثنتي عشرة ركعة وذكر أن الحسن بن صالح باع جارية له، فلما انتصف اليل قامت فنادتهم: يا أهل البيت،الصلاة .. الصلاة، قالوا: طلع الفجر؟،قالت: وأنتم لا تصلون إلا المكتوبة؟ ّّّّ!!، ثم جاءت الى الحسن فقالت: بعتني الى قوم لا يصلون إلا المكتوبة؟!! .. ردّنى.
والصيام لم ينقطع، فعليك أن تبادر بصيام ستة أيام من شوال حتى تكون كأنك صمت السنة كلها، رمضان ثلاثون يوما، والحسنة بعشر أمثالها فيكون بثلاثمائة، وستة أيام بعشر أمثالها إذاً ستون يوما فتكمل السنة، كانك صمت كاملة،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر" [أبو داود وصححه الألباني]
وهناك أيام في كل شهر كان النبي صلي الله عليه وسلم يصومها ويأمر بصيامها هي الأيام البيض: ثالث عشر، رابع عشر وخامس عشر من كل شهر هجري.
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: أوصاني حبيبي صلى الله عليه وسلم بثلاث لن أدعهن ما عشت بصيام ثلاثة أيام من كل شهر وصلاة الضحى وأن لا أنام إلا على وتر [مسلم]
وأريدك أتنتبه جيدا إلى قوله رضي الله عنه: لن أدعهن ما عشت.
وهناك غير ذلك الإثنين والخميس، قال صلى الله عليه وسلم: تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم" [الترمذي وصححه الألباني]
وهناك المحرم، فيستحب فيه الصيام استحباباً عظيما، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم" [مسلم]
باع قوم من السلف جارية، قرب شهر رمضان فرأتهم يتأهبون له ويستعدون بالأطعمة وغيرها ..
فسألتهم .. فقالوا: نتهيأ لصيام رمضان.
فقالت: وأنتم لا تصومون إلا رمضان!، لقد كنت عند قوم كل زمانهم رمضان، ردوني عليهم ..
وأنواع الصيام كثيرة كصيام العشر الأوائل من ذي الحجة، وصيام شعبان؛ بل كان رسول اله صلى الله عليه و سلم يصوم حتى يقول الصحابة: لا يفطر، ويفطر حتى يقولوا: لا يصوم، فالصيام مدرسة لتزكية النفس، وهي وصيتي الخاصة للشباب وخصوصاً في الأيام التي امتلأت بالفتن، أسأل الله أن ينجيني وإياكم منها.
والأعمال الصالحة كلها لم تنقطع بانقطاع رمضان ..
قيل لبشر:إن قوما يتعبدون ويجتهدون في رمضان فقط، فقال: بئس القوم؛ لا يعرفون الله حقا إلا في رمضان.
إن الصالح الذي يتعبد ويجتهد السنة كلها، فأكثر من الصدقة والإنفاق في سبيل الله، كلما من الله عليك بفضله، وأكثر من ذكر الله وتسبيحه في كل أحوالك وفي كل أحيانك.
حتي الاعتكاف لم ينقطع بانتهاء رمضان، فالاعتكاف مشروع طيلة السنة.
إخوتاه ..
بادروا بالأعمال الصالحة؛ فطوبى لمن بادر عمره القصير، فعمر به دار المصير، وتهيأ لحساب الناقد البصير، قبل فوات القدرة وإعراض النصير.
كان الحسن يقول: عجبت لأقوام أمروا بالزاد، ونودي فيهم بالرحيل، وجلس أولهم على آخرهم و يلعبون!!
¥