تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[(إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم)]

ـ[سميّة]ــــــــ[03 - 09 - 2009, 03:17 ص]ـ

:::

يقول رب العزة جل جلاله سبحانه وتعالى:

(إِنَّ هَ?ذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ)

هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم من المعتقدات والأقوال والأفعال والأحوال والأخلاق والآداب والسير، فهو يدل على الأكمل والأحسن دائماً، فكلما اشتبهت الأمور واختلطت الآراء وماجت القلوب، جاء القرآن بهداه وسناه، فهدى إلى الأرشد، ودل على الأتقى والأسمى.

لماذا القرآن وحده يهدي للتي هي أقوم؛ لأنه من فوق، وكتب البشر من تحت، ولأنه من السماء، ومذكرات العبيد من الأرض، ولأنه من رب العالمين، أما هي فمن الطين، ولأنه من عند الله، وآراؤهم من أفكارهم المضطربة وقلوبهم الزائغة، فالذي أنزل القرآن هو الخالق، والذي صنف ما يعارضه مخلوق.

وعظمة القرآن في أن من تكلم به أحكم الحاكمين، وأحسن الخالقين، وخالق الناس أجمعين، فكيف لا يكون كلامه فوق كل كلام، وهداه أعظم من كل هدى؛ لأنه عليم خبير بصير، ومن سواه جاهل غبي إلا من اهتدى بهداه، فبقدر اهتداء العبد بهذا النور يحصل له من سداد الرأي ونور البصيرة على قدر ما بذل وطلب واستفاد.

فالقرآن يهدي للتي هي أقوم في المعتقدات، فهو يدعو للتوحيد الصحيح، والدين الخالص، والعبادة المعتدلة، وهو يهدي للتي هي أقوم في الحكم، من حيث العدل والإنصاف، ومراعاة الحقوق، والبعد عن الظلم والهضم والقهر والاستبداد (فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ) وهو يهدي للتي هي أقوم في الأخلاق؛ فهو يدعو إلى طهر الضمير، وزكاء النفس، وسلامة الصدر، ونقاء اللسان، وعفاف الخلق، ومكارم الصفات، وأشرف الآداب: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ).

وهو يهدي للتي هي أقوم في البيع والشراء، وسائر العقود، وكافة المنافع، فلا غش ولا غرر ولا نجش ولا ربا ولا حيلة ولا خديعة ولا غبن ولا تدليس (وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا).

وهو يهدي للتي هي أقوم في المعيشة والكسب والإنفاق والبذل، فلا إسراف ولا تقتير، ولا بذخ ولا شح ولا إمساك ولا تضييع (وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَ?لِكَ قَوَامًا).

وهو يهدي للتي هي أقوم في الدعوة والإصلاح والتربية، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلا غلظة ولا فظاظة ولا مداهنة ولا تمييع، بل حكمة ولين ورفق ورشد وهدى: (ادْعُ إِلَى? سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ? وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ).

وهو يهدي للتي هي أقوم في الآداب والفنون، فلا تعد على الحدود، ولا استخفاف بالقيم، ولا تلاعب بالمبادئ ولا جفاف وجمود وجحود ورهبانية، وإنما جمال باحتشام، ومتعة بأدب وذوق بعفاف، وحسن بالتزام: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا).

الدكتور عائض القرني في كتابه إشراقات

ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 02:21 م]ـ

جزاك الله خيرا أخت سمية

نقل موفق في هذا الشهر الكريم

ـ[رحمة]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 02:55 م]ـ

جزاكم الله خيراً اختي الكريمه

ـ[عربية وافتخر]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 03:16 م]ـ

بارك الله فيك

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير