تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[آن الأوان يا رب]

ـ[ياحامل القرآن]ــــــــ[21 - 08 - 2009, 05:51 م]ـ

لقد انتشر موت الفجأة بصورة مُخيفة هذه الأيام وبالأخص بين الشباب .. حوادث سيارت .. سكتات قلبية .. أو من يدخل لينام وهو في أتم صحة وعافية، ثم لا يستيقظ مرة أخرى لإنه قد مات ..

وهذا مصداقًا لقول النبي "من اقتراب الساعة أن يرى الهلال قبلا فيقال لليلتين وأن تتخذ المساجد طرقا وأن يظهر موت الفجأة" [رواه الطبراني وحسنه الألباني] ..

وقد كان من دعائه"اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجأة نقمتك وجميع سخطك" [صحيح الجامع رقم (1291)]

يا تُرى كيف ستكون خاتمتى وخاتمتك؟ ..

هل ستُوفق لقول لا إله إلا الله

أم ستظل الدنيا في قلبك وتُشغِل تفكيرك حتى عند الموت؟

لابد أن نتدارك أنفسنا قبل أن يفوت الآوان ..

فالله سبحانه وتعالى يُرسل لك الرسائل وإن لم تستجيب ويتحرك قلبك لهذه الرسائل ولذكر الموت، ستُبتلى بعقوبة ما أشدها وأصعبها وهي انتكاسة القلب فيصير قلبك قاسي وغافل .. عفانا الله وإياكم من فتنة المحيا والممات،،

تأمل عتاب ربك لك، حين قال جل فى علاه .. {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ

اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ} [الحديد: 16]

ما أصعبه من عتاب على القلوب .. ألم يأن الآوان؟؟ لماذا لا تريد أن ترجع إلى ربك؟؟ ألم تأتك النُذر بعد النُذر؟؟ ألا تخاف من الوقوف بين يدي ربك وليس بينك وبينه حجاب؟؟ .. ووقتها لن ينفعك شيء سوى عملك الصالح ..

بلى، قد آن الأوان يا رب. فوالله الذى لا إله إلا هو، سعادتك لن تكون إلا فى طريق ربك .. ولتكن لك وقفة بينك وبين نفسك، تعترف فيها بكل تقصيرك لربك .. وربك غفور تواب رحيم، لن يردك أبدًا مادمت صادقًا .. وترجم هذه الرغبة بداخلك إلى أفعال، لأنه لو دخل قلبك الإيمان حقاً سيُصدقه عمل ..

وابدأ خطوة تلو الأخرى حتى تصل .. فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم"إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق" [صحيح الجامع رقم (2246)]

وأبشرك أن الطريق مفتوح لن يُغلق أمامك، إلا إذا كنت لا تريد التغيير ..

وعليكم فى بداية الطريق بهذه الخطوات ..

1) غيّر صُحبتك .. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم"مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة" [متفق عليه] .. ابدأ فى تغيير الصُحبة وابحث عمن يُذكرك بالله، الذي حين تتكلم معه لا يجعلك تقع فى ذنوب ومعاصي بل يحثُك على الخير دائمًا

2) حي على الصلاة .. ابدأ من اليوم بالحفاظ على الصلوات الخمس في أول وقتها .. فالصلاة هي عماد دينك، وهي الصلة التي بينك وبين الله ... وحافظ على صلاة الفجر وسنتها، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال فيها "ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها" [رواه مسلم] .. ثم تدرج في السُنن والنوافل.

3) تجديد التوبة .. مهما بلغت ذنوبك، جدد التوبة .. فإن الله لا يمل حتى تملوا.

4) كثرة الاستغفار والذكر .. قال النبي صلى الله عليه وسلم"من قال أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفر له وإن كان فر من الزحف" [رواه الترمذي وصححه الألباني] ..

والفرار من الزحف من الكبائر .. فاحرص على هذه الصيغة من الاستغفار لتكون سببًا إن شاء الله فى غفران الذنوب الثقيلة، واكثِر من الاستغفار ليكون سببًا فى بناء العلاقة بينك وبين الله.

5) جلسة الشروق .. قال صلى الله عليه وسلم "من صلى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة" [السلسلة الصحيحة رقم (3403)] .. اجلس من الفجر حتى الشروق فى المسجد، تقرأ أثنائها في المُصحف وتقول أذكار الصباح .. وبعد الشروق بثلث الساعة صلّ ركعتين، فتكون سببًا في تثبيت دينك.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير