تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الهمم الشريفة]

ـ[مهاجر]ــــــــ[18 - 09 - 2009, 08:22 ص]ـ

من البشر من لا يقبل المنزلة بين المنزلتين فهو في باب الهمة على غير طريقة المعتزلة!، بل هلو على طريقة أبي فراس صاحب الهمة الملوكية الشريفة:

ونحن أناسٌ لا توسطَ عندنا ******* لنا الصدرُ دون العالمين أو القبر

فإما حياة الأمراء، ولو بلا تيجان، وإما ممات الشهداء، ولا يتأتى ذلك إلا برسم الإخلاص الذي جعل رجلا كموسى بن نصير، رحمه الله، وقد جاوز السبعين، يطمح إلى اختراق جنوب أوروبا من شمال الأندلس المفقود إلى فرنسا فإيطاليا مرورا بروما عاصمة الصليب الكاثوليكية وانتهاء بالقسطنطينية عاصمة الصليب الأرثوذكسية ليصل هاتيك الأصقاع بحاضرة الخلافة في دمشق، فهمة موسى، رحمه الله، من همه، فعلى قدر العزم تكون العزيمة، ولا عزيمة محمودة إلا بقيد التوكل، على حد قوله تعالى: (فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ)، وإلا صارت بوصف الذم أليق، إذ من وكل إلى قوته وإن عظمت فمآله إلى الخذلان ومآل أمره إلى العفاء والاندراس، فما أبقى الله، عز وجل، في هذه الدار ذكرا محمودا إلا لمن أخلص قلبه فاتخذ ربه إلها معبودا فله يتوجه بالقلب، وبذكره ينطق، وبطاعته يعمل، قد كلل ظاهره وباطنه بتاج الإخلاص، أعز ما يطلب في أزمنة النفاق والرياء، ولو آخذنا الباري، عز وجل، بما تكن الصدور، لقضي الأمر، ولكنه علم ما بنا من فساد العلم والعمل، فلم يعجل لنا العذاب عَلَّنا نراجع الملة فتصلح البواطن، والشريعة فتصلح الظواهر. والرب، جل وعلا، مع إحاطة علمه ونفاذ قدرته في خلقه، وغناه عنهم وعن أعمالهم: كريم شكور يعطي على القليل الكثير، فمن خلع عليه خلعة طاعة في هذه الأيام المباركات فلا يفرطن فيها بعد انقضاءها، لئلا يعاقب بسلبها، وقطع مادة إرادتها من قلبه، فإن الحق عزيز لا يذل لأحد، ولا يطرق بابا قد أوصد دونه، فإن لم يجد المحل طيبا قابلا ارتحل عنه إلى غيره، فالمحال غيره كثير. والله يغفر الزلات ويتجاوز عن الخطايا، ويعطي من الإرادات الصالحات والهمم الشريفات ما يبعث تلك النفوس فتجد في السير في طريق الهجرة إلى الله، عز وجل، المراد لذاته، فهو منتهى كل الآمال، المحبوب لذاته، فهو المتصف بكل كمال.

والله أعلى وأعلم.

ـ[محمد الجهالين]ــــــــ[19 - 09 - 2009, 11:39 ص]ـ

الإرادات الصالحات والهمم الشريفات

صلاح الإرادة وشرف الهمة هذا دواؤنا الذي نعافه

ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[25 - 09 - 2009, 04:51 ص]ـ

بوركت وجزاك الله خيرا

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير