تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[وللفتنة تمثيل رأيت أن أسوقه هنافأقول]

ـ[المستعين بربه]ــــــــ[04 - 08 - 2009, 09:29 ص]ـ

والفتنة كأنهاحسناءواقفة في عرض الطريق وقدأبدت كامل زينتهاوأتبعت هذه

الزينة ابتسامة تغري بهامن يمربها.

و الناس حيالهامراتب فمنهم من لايلتفت إليها ولايعبأبتعرضهاله وهذابأعلى

المنازل, وهومن ذوي الحظوظ. وهي مرتبة اختص الله بها أرباب البصائرالذين

جعل الله لهم نورا؛ فهؤلاءقدشرح الله صدورهم للحق فهم على نورمن ربهم.

ومنهم من إذاوقعت عينه عليها كانت له النظرةالأولى فقط ثم ألجم هواه ومضى

لسبيله وتركهاوهذا سلك مسلك من يؤثرون العافية ,وعاقبته حميدة.

ومنهم من يطيل النظرلكنه ماضٍ في سبيله فهذاقدعرّض نفسه, وقديكون ذهب

عنهاوقد نُكِتَت في قلبه نكتة سوداء. و هذه النكتةقدتكون مرعى خصبا

لمايعرض له من فتن في قابل أيامه؛ وإن بقي يطيل النظرفي كل فتنة تمربه

فلايؤمن عليه الدخول في بعض أمرها.

ومنهم من يبادلها الابتسامة بمثلها ويتزين لهاكماتزينت له, وهذابشرالمنازل

وأوحشها؛ فهي لاتزال تستدرجه حتى توقعه بشراكهاوحبائلها. فتلطمه وتكبه على

وجهه. وإذاخاض هذه الفتنة أ ُشْرِبهافأصبحت من قوام حياته, وتردىفي

مهاويهاحتى يصبح من دعاتها.

ولايفهم من هذاأني أخص فتنة الوقوع بالشهوات فحسب, ففتنة الشبهة

أكبرخطرًامن فتنة الشهوة.

ومن أخطرمكامن الشبه مايثيره الفلاسفة من مقدمي العقل على النقل؛ فقديجدمن

يقرأبكتب هؤلاءشبهة تجدلها في نفسه من المرعى مايلقحهافتنموفي عقله ثم تأتي

أخت لها فتتقوىكل منهما بصاحبتها.

نسأل الله العافيةو الثبات

ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[04 - 08 - 2009, 11:53 ص]ـ

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ..... وبعد: ـ

ولابن القيم كلام جميل ... حيث يقول رحمه الله: "الصبر على الشهوة أسهل من الصبر على ما توجبه الشهوة، فإنها إما أن توجب ألماً وعقوبة وإما أن تقطع لذة أكمل منها، وإما أن تضيع وقتاً إضاعته حسرة وندامة، وإما أن تثلم عرضاً توفيره أنفع للعبد من ثلمه وإما أن تذهب مالا بقاؤه خير من ذهابه، وإما أن تضع قدراً وجاهاً قيامه خير من وضعه، وإما أن تسلب نعمة بقاها ألذ وأطيب من قضاء الشهوة، وإما أن تطرق لوضيع إليك طريقاً لم يكن يجدها قبل ذلك، وإما أن تجلب هماً وغماً وحزناً وخوفاً لا يقارب لذة الشهوة، وإما أن تنسي علماً ذكره ألذ من نيل الشهوة، وإما أن تشمت عدواً وتحزن ولياً، وإما أن تقطع الطريق على نعمة مقبلة، وإما أن تحدث عيباً يبقى صفة لا تزول .. الخ "

يبقى السؤال المطروح ..... كيف نقي أنفسنا .... من هذه الفتن .... ؟؟

1ـ علينا أن نربّي أنفسنا .... التربية الإيمانية .... وقد يقول قائل .... وما هي التربية الإيمانية هذه.؟ .... نقول إنها تتلخص في: مراقبة الله والخشية منه والتقوى والرجاء ....

2 ـ الحذر من النظرة المسمومة، فهي رائدة الشهوة وسهم من سهام إبليس، فالنظرة تولّد خطرة، والخطرة تولد الفكرة، والفكرة تولد الشهوة، فاحذر هذه النظرة، وقديما قيل: حبس اللحظات أيسر من دوام الحسرات، وصدق القائل:

كل الحوادث مبداها من النظر ........... ومعظم النار من مستصغر الشرر

إن المؤمن يجب عليه أن يتضرع إلى الله سبحانه وتعالى في كل أوقاته وأحواله داعيا ربه أن يعيذه من كل شر وفتنة.

يجب علينا أن نحذر كثيراً ..... فما سُمّيَ القلب قلباً .... إلا لتقلبه ..... اليوم أنتَ بخير من الفتنة ومن اتباع الشهوات .... ولكن غداً .... لا تأمن نفسك .... وحتى ولو كنتَ .... صاحب دين وخلق .... وكم .... وكم .... من الناس يعرف عنهم الصلاح والخير ... قد إنزلقوا .... في براثن تلك الشهوات .... وافتتنوا بهذه الدنيا .... نسأل الله السلامة .... فعلينا .... إن نكثر من الأدعية التي علمنا إياها رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم .... (يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ... ويا مصرف القلوب أصرف قلوبنا إلى طاعتك) ... اللهم آمين

ويجب الحذر من الانتكاسة في الفتنة ........ وإلا أصبحت قلوبنا مظلمة .... لا تعرف معروفا ولا تنكر منكراً ......

عن حذيفة- رضي الله عنه- قال: كنا عند عمر- رضي الله عنه- فقال أيكم سمع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يذكر الفتن فقال قوم نحن سمعناه، قالوا فقال لهم عمر لعلكم تعنون فتنة الرجل في أهله وجاره، قالوا أجل، قال تلك تكفرها الصلاة والصيام والصدقة ولكن أيكم سمع النبي- صلى الله عليه وسلم- يذكر الفتن التي تموج كموج البحر، قال حذيفة فأسكت القوم فقلت أنا، قال لله أبوك وهي كلمة مدح معتادة أي لله أبوك حيث أتى بمثلك قال حذيفة- رضي الله عنه- سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ((تعرض الفتن على القلوب كالحصير عوداً عودا)).

أي: كما ينسج الحصير عوداً عودا: ((فأيما قلب أشربها نكت في قلبه نكتة سوداء وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة مادامت السماوات والأرض والآخر أسودا مربادا)).

أي: بياض يسير فيه سواد كالكوز مجخيا أي: منكوسا: ((لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب من هواه)).

الحذر من أن تصل قلوبنا إلى مثل هذه الحالة ....

اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن .... آمين

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير